كشفت مصادر إعلامية إيطالية أن المصالح الأمنية في هذا البلد الأوروبي تعيش، منذ حوالي شهرين، استنفارا أمنيا؛ وذلك على إثر ضبط شاب مغربي رفقة جنديتين أمريكيتين وهو يحاول ولوج إحدى أكبر القواعد العسكرية الجوية في أوروبا بأقصى شمال شرق إيطاليا. وتعود تفاصيل الحادثة، حسب صحيفة "إلغازيتينو"، إلى بداية شهر يوليوز الماضي عندما انتبه أحد الحراس الأمريكيين للقاعدة الجوية الأمريكية "أفيانو"، الواقعة بنواحي مدينة بوردينوني الإيطالية، إلى أن سائق سيارة من نوع ب. م. دبليو 318 مرفوقا بجنديتين أمريكيتين يحمل بطاقة مزورة باسم أحد الجنود الأمريكيين. اكتشاف محاولة تسلل الشاب المغربي، البالغ من العمر 25 والقاطن بنواحي مدينة تريفيزو، إلى منطقة أمنية حساسة بحجم القاعدة الجوية الأمريكية، التي تعدّ القاعدة 31 في السلاح الجوي الأمريكي وتضم فريقين للمقاتلات إف 16 الشهيرة، جعل المصالح الأمنية تعلن حالة استنفار قصوى، خاصة عندما علمت أن ولوج الشاب المغربي للقاعدة لم يكن الأول من نوعه. رفائيلي تيتو، نائب الجمهورية بمحكمة بوردينوني التي أشرفت على التحقيقات مع المهاجر المغربي، قال، في ندوة صحافية يوم أمس الأربعاء، إن التحريات استبعدت أية علاقة للإرهاب بالقضية؛ إلا أن مجموعة من التساؤلات تظل مطروحة وكيف استطاع الشاب المغربي أن يلج مكانا حساسا بكل تلك السهولة، خاصة أن التحريات كشفت أنه كان يعيش وسط الجنود الأمريكيين مدعيا أنه أمريكي وأن والده من سان دييغو، بالرغم أن لا شيء كان يربطه بأمريكا، يقول المسؤول القضائي الإيطالي الذي أعلن أن الشاب المغربي يوجد رهن الإقامة الجبرية وأن التحقيقات معه لا تزال متواصلة. بحكم الاتفاقيات العسكرية بين إيطاليا والولايات المتحدةالأمريكية فإنه لا يمكن للجهات القضائية الإيطالية التحدث عن التحقيقات التي قامت بها مع الجنديتين الأمريكيتين، والدور الذي قد تكونا قامتا به في حصول الشاب المغربي على البطاقة العسكرية المزورة، بينما ذكرت بعض وسائل الإعلام المحلية أن الشاب المغربي كان على علاقة بإحدى الجنديتين. وفي بيان مشترك للسلطات الإيطالية والأمريكية المكلفة بحراسة القاعدة الجوية "أفيانو"، حاولت التقليل مما حدث، مشيرة إلى أن نظام المراقبة لمطار "باليانو و غوري" الذي يضم القاعدة الجوية الأمريكية يتمتع بفعالية جيدة، وأن ما وقع وكان حديث وسائل الإعلام (في إشارة إلى تسلل الشاب المغربي) يعدّ مجرد خلل بسيط جاء نتيجة الروتين اليومي في مراقبة الأشخاص، وأنه في أي حال من الأحوال يجعل من الصعب ولوج الغرباء إلى الأماكن الحساسة في القاعدة؛ وذلك لأنها محمية بنظام إلكتروني يصعب اختراقه.