نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية تحقيقاً شارك في اعداده اربعة من محرريها المرموقين جاء فيه انه بوشر الليلة الماضية تجميع القوات من سفن وطائرات لاتخاذ اجراء عسكري مباشر ضد ليبيا، فيما بدأ المجتمع الدولي يتحرك في اتجاه اعداد قواته الساحقة لالحاق الهزيمة بنظام الزعيم الليبي معمر العقيد القذافي والاطاحة به. وجاء في التحقيق: "بدأت الدول الغربية، بعد اسابيع من التردد حول التزامها في التعامل مع القيادة الليبية واعمالها العنيفة في كبح الثورة، في تحريك تحالف واسع من الطائرات والسفن الحربية من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وقطر والاردن وكندا والامارات العربية واسبانيا والدانمارك الى مواقعها لتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي لفرض حظر الطيران. وقد تعهدت دول اخرى بتأييد العملية. وعلى الرغم من تطور الاطار السياسي والعسكري للعملية ما بين ساعة واخرى، فقد بدا مؤكدا الى حد كبير ان حلف الاطلسي (ناتو) سيتولى السيطرة الاجمالية. وطلب من المخططين العسكريين في الحلف ان ينجزوا خطة كاملة للعملية في ليبيا في موعد اقصاه مساء الاحد على أبعد تقدير. وقال مصدر مسؤول في التحالف ان الخطة ستكون جاهزة في الوقت المحدد. وقد اطلقت بريطانيا على المهمة اسم "عملية إلامي" وستنضم اليها في بادئ الامر طائرات مقاتلة من طراز "تايفون" وعددها 13، اضافة الى 30 من طائرات "كونينغزبي"، وكلها تابعة لسلاح الجو البريطاني، اما طائرات "تورنادو" جي آر 4 المهاجمة ضد القوات البرية فستقلع من قاعدة "مارهام" في "نورفولك"، حيث توجد اربعة اسراب تضم 32 طائرة، ومن بينها السرب الثالث عشر الذي سيتم تسريحه في الاشهر المقبلة. من ناحية اخرى توجهت الفرقاطة البريطانية "ويسمنستر" نحو الشاطئ الليبي، فيما تمخر "كمبرلاند"، وهي فرقاطة بريطانية اخرى، البحر الابيض المتوسط. وتخضع القوة البريطانية المشاركة لسيطرة هيئة سلاح الجو المشترك، وهي تشكيل للقيادة والتحكم يعمل في قاعدة سلاح الجو البريطاني في أكروتيري في جزيرة قبرص، وهي قاعدة بريطانية السيادة. وذكرت مصادر البنتاجون ان من المحتمل ان يتولى قيادة العملية باكملها الادميرال صاموئيل لوكلير، الذي يتخذ قاعدة له في نابولي والذي يتولى قيادة البحرية الاميركية وقيادة ال"ناتو". وهو قائد القوات الاميركية في اوروبا وافريقيا، اضافة الى انه قائد قوات الحلفاء المشتركة في نابولي. كما ان من المحتمل ان تصبح القيادة العامة للقوات الحليفة في جنوب اوروبا في نابولي قاعدة عمليات منطقة حظر الطيران، حسب قول مصادر عسكرية بريطانية. وفي القاعدة البريطانية في جزيرة قبرص طائرات "في سي 10" التي تستطيع تزويد الطائرات بالوقود وهي في الجو. كما ستستخدم بريطانيا طائرات "أواكس آر 1" للانذار المبكر بهدف مراقبة الفضاء الجوي والاتصالات الليبية، وستقوم بمراقبة التحركات الليبية على الارض، بمعاونة طائرات "نيمرود آر 1" التي تقرر ان تستمر في الخدمة لثلاثة اشهر اخرى قبل الاستغناء عنها. ويجدر بالذكر ان لدى الادميرال لوكلير ست سفن حربية اميركية في البحر الابيض المتوسط، و400 بحار وغواصة من طراز "لوس انجيليس" هي الغواصة "بروفيدانس" المجهزة بصواريخ "توماهوك". ومن المتوقع ارسال سرب يتكون من حوالي 12 مقاتلة "ستيلث إف - 22" الى ايطاليا لاكمال سربين من الطائرات من الطراز ذاته في قاعدتها في "أفيانو". واعلنت الحكومة الايطالية عن تجهيز سبع من قواعدها، معظمها في جنوب ايطاليا وصقلية، وهي أميندولا، جيوا دي كولي، سينولا، أفيانو، ترابياني، ديشيمومانو، وبانتيليريا. ورمت اسبانيا بثقلها وراء العملية. فقد صرح وزير دفاعها كارمي شاكون انها "تضع قاعدتيها في "روتا" وفي "مورون دي لا فرونتيرا" تحت تصرف حلف الاطلسي". ولدى اسبانيا مقاتلات من طراز إف-18 وحاملة الطائرات "دوتشه دي استورياس". وعلمت الصحيفة البريطانية انه بعد سلسلة من التخفيضات الدفاعية، فان الحاملة تحتاج الى اسبوع لكي تكون جاهزة للقتال. اما حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" فهي في "طولون"على البحر المتوسط، وتخضع لعمليات صيانة. فيما قامت الغواصة الاسبانية "ميسترال" فعلا بعمليات جمع المعلومات، ووقف قارب الدورية "فيغيا" على أهبة الاستعداد، حسب قول الحكومة الاسبانية. وأكدت البحرية الاميركية ان حاملة الطائرات "انتربرايز" لا تزال في طريقها نحو خليج عدن، ومن غير المحتمل ان تشارك في العملية ضد ليبيا. ولا توجد حاملات طائرات اميركية اخرى في المنطقة، سواء في البحر الابيض المتوسط او المحيط الاطلسي، وان كان الوضع قد يتغير خلال الايام القليلة المقبلة اذا تقررت مشاركة حاملة طائرات اميركية