نشر نزار بركة، المرشح الأوفر حظاً لقيادة حزب الاستقلال في المرحلة المقبلة، خلاصات استشارات تفاعلية قام بها مع أعضاء الحزب منذ منتصف فبراير الماضي، من خلال مبادرة أطلق عليها "رؤية أمل". وزار بركة، خلال الأشهر الماضية التي كان يعيش فيها حزب الاستقلال تطورات مستمرة وصراعاً داخل قيادته، عدداً من الأقاليم والتقى الاستقلاليين والاستقلاليات من تمثيليات الحزب والهيئات والمنظمات والجمعيات الموازية. وقال بركة، في مقدمة لهذه الخلاصات التي نُشرت على صفحتين في عدد الاثنين لجريدة "العلم"، إن الهدف هو "أن نُنصت لأعضاء وحساسيات البيت الاستقلالي، وأن نقف معاً دون جلد للذات أو تنصل من المسؤولية أو هروب إلى الأمام". وأضاف بركة، الذي يرأسه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن هدفه هو "تجميع وتوحيد القوى المهدورة اليوم في سجالات لا يمكنها إلا أن تزيد من استنزاف الرصيد والتأثير والإشعاع والعودة إلى أرضية الحوار العقلاني الخلاق الذي يقتضي نكران الذات والمرونة المفضية إلى توافقات تصمد إلى ما بعد المؤتمر". ووصلت إفادات الاستقلاليين والاستقلاليات المشاركين في الاستمارة الرقمية والورقية إلى 1008 من المشاركين والمشاركات، من 64 إقليماً من الجهات الاثنتي عشرة، وكانت المنظمات الشبابية في صدارة المشاركين فيها بنسبة 39 في المائة. وحسب النتائج، فإن الاختيارات الكبرى التي أكد عليها الاستقلاليون تشير إلى ضرورة إعطاء دينامية جديدة للهوية الاستقلالية بالرهان أولاً على البعد الديمقراطي (84.6 في المائة)، والخيار التعادلي (68 في المائة)، والمرجعية الإسلامية المقاصدية بنسبة 43.9 في المائة. وعبّرت أجوبة الاستقلاليين المشاركين في الورقة التفاعلية عن رغبتهم في "استعادة الحزب لهويته كحزب وسط تعادلي يسعى إلى الإصلاح والتغيير في إطار المؤسسات والتوازنات والتدرج، بعيداً عن التقاطبات الجذرية والصراعات العقيمة". ويبدو أن صورة حزب الاستقلال قد تضررت في السنوات الأخيرة، فنتائج الخلاصات تشير إلى أن 60.5 في المائة أجابوا بكون "صورة حزب الميزان سلبية في محيط المناضل الاستقلالي"، مقابل 27.5 في المائة اعتبروا أنها إيجابية. ودعا الاستقلاليون، عبر هذه الخلاصات، إلى جعل أوراش "محاربة الفساد" و"التوزيع العادل للثروة" و"تكريس الثقة" في مقدمة رهانات العرض السياسي والترافعي للحزب. أما نسبة 12 في المائة من الإجابات حول صورة الحزب كانت "مترددة دون أن تحسم في تحديد طبيعة صورة الحزب، فيعتبرونه غير واضحة، مبهمة، ملتبسة، متذبذبة، إيجابية في الأرض، محكومة بالظرفي، غير مرضية ومتوسطة". عبد الله البقالي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ال17 لحزب الاستقلال، قال، في تصريح لهسبريس، إن هذه الخلاصات التي نُشرت في الجريدة الناطقة باسم الحزب لا علاقة لها بالمؤتمر، وأضاف قائلاً: "هذه دراسة قام بها الأخ نزار بركة وهي مبادرة محمودة، وأكيد أن هاجسها سيكون حاضراً في المؤتمر". وأشار البقالي إلى أن التحضير للمؤتمر يمر في أجواء عادية، حيث جرى عقد 20 مؤتمراً إقليمياً من أصل 74 في المجموع، وكشف أن مكتب اللجنة التحضيرية توصل بعدد من الملاحظات بخصوص بعض المؤتمرات ستتم دراستها مستقبلاً. وانطلقت، منذ أسابيع، عملية انتخاب أعضاء المجلس الوطني للحزب، بالإضافة إلى انتداب المؤتمرين عن الأقاليم في المؤتمر العام السابع عشر لحزب الاستقلال المزمع عقده أيام 29 و30 شتنبر وفاتح أكتوبر المقبلين بالرباط. وفي السابع عشر غشت الجاري، أعلن كل من عبد القادر الكيحل وعادل بنحمزة وعبد الله البقالي رفضهم ترشح حميد شباط، الأمين العام الحالي للحزب، لولاية ثانية؛ وهو ما يعني أن الطريق أمام نزار بركة، الذي يتجه بخطوات حثيثة نحو منصب الأمانة العامة، أصبحت سالكة، بعد إعلان التيار المحسوب على شباط موقفه رسمياً. واعتبر الثلاثي سالف الذكر، الذي كان محسوباً على تيار شباط، أن ترشيح هذا الأخير "لا يجيب عن الإشكاليات الجدية والجوهرية والعميقة المطروحة على الحزب في هذه المرحلة". وفي المقابل، أكد حميد شباط، في تصريح سابق لهسبريس، أن ترشحه في المؤتمر المقبل ما زال قائماً، وأنه لا يمكن أن يتراجع عنه.