بعيدا عن شعار "الشركة المواطنة"، تأبى مجموعة الجامعي إلا أن تستغل موارد الدولة دون أن تؤدي مقابل ذلك سوى ثمن بخس، دراهم معدودات. الملياردير التهامي الجامعي فكّر وقدر، وقال إنْ هذا إلا ماءٌ رخيص، نستغله للاقتصاد في فاتورة الماء الخاصة بالحمامات والمقاهي وباقي المرافق الأخرى. تقديرٌ فيه الكثير من الدّهاء لكنه كان وبالا على صاحبه بعد أن قرر مجلس مقاطعة الحي الحسني أن يحيل على أنظار مجلس مدينة الدارالبيضاء تقريرا يتضمن هذه الخروقات والمخالفات القانونية التي ارتكبتها مجموعته. هذه الآبار، التي أقامها الجامعي في طرقات عمومية وحدائق تابعة لمقاطعة الحي الحسني، مكنته من اقتصاد ملايين الدراهم في فواتير المياه الخاصة بحماماته ومنشآته التجارية المرتبطة بشبكة الماء الصالح للشرب بالدارالبيضاء؛ إذ أبانت المعطيات الموثقة أن قيمة ما تستهلكه هذه الحمامات لا يتعدى 300 درهم أو 500 درهم في أقصى الحالات. نموذج سيّء جدا لمستثمر مغربي يفترض أن يقدم لوطنه أكثر مما يأخذ منه، لكن للدراهم سحرها وللمال سطوته التي تعمي الأبصار والقلوب. تصرّفٌ "غير مواطن" يهوي بالجامعي إلى "بئر" سحيق تأفل فيه النجوم وتنطفأ... بئر "النازلين".