يشتكي سكان قرى مناطق متعددة في سوس من تضرر محاصيلهم الزراعية، خصوصا أشجار الأركان والصبار، "بسبب الرعي الجائر لقطعان الإبل والمواشي بالمنطقة من طرف رعاة رحل يعبرون المنطقة سنوياً". وقال سفيان مصطفى، مستشار بالجماعة القروية أيت بوفولن التابعة لإقليم كلميم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "السكان بالمنطقة يعانون سنوياً من هذا المشكل الذي يلحق أضراراً كبيرة بأشجار الأركان والصبار، وهي التي تشكل المصدر الأساسي لعيشهم، ويقوم الرعاة بهدم أسوار الضيعات في غياب تام لحماية السكان من طرف الجهات المعنية". وأضاف أن "مئات القطعان من الإبل التابعة للرحل تمر من هنا بشكل عشوائي وترعى بشكل غير قانوني في حقول الناس وأشجارهم، ولا تترك شيئا للسكان المستقرين بهذه المناطق الجبلية التي تضم أكثر من 90 بالمئة من أشجار الأركان المتواجدة بجهة كلميم واد نون". وأشار المسؤول الجماعي إلى أنه راسل بشكل شخصي الجهات المعنية للتدخل ووضع حد لهذا المشكل الذي يؤرق السكان ويهدد مصدر عيشهم ويستنزف بشكل فظيع الثروة الغابوية في المنطقة. في المقابل، قال مصدر مسؤول بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بكلميم، في تصريح لهسبريس، إن "مصالح المندوبية تسهر بشكل مستمر على تطبيق القوانين التي تمنع الرعي الجائر، ولم نتوصل إلى حد الآن بأية شكاية أو معطيات تخص هذا المشكل في منطقة ايت بوفولن". وأضاف المسؤول أن "مصالح المندوبية تقوم بواجبها من خلال زيارات ميدانية حال التوصل بأية شكاية تدخل في نطاق اختصاصاتها"، مشيرا إلى أن "المندوبية أعدت برامج عديدة لتخليف الأنظمة الغابوية وشجرة الأركان بمنطقة ايت بوفولن والمناطق المجاورة، إلا أن السكان يقومون بالتعرض لها، وعدم التعاون لإنجاز هذه المشاريع". مشكل متجدد من جهته، يرى عادل اداسكو، فاعل جمعوي متابع لهذا المشكل في مناطق سوس الكبير، أن "المتضررين من هذا المشكل المتصاعد في مناطق عديدة في سوس يستعدون للتظاهر ضد الهجوم على ممتلكاتهم وإتلاف محاصيلهم، زيادةً على النيل من مياه نعتمد عليها في الشرب، من بعض الرعاة الرحل". وأضاف الفاعل الجمعوي، في تصريح لهسبريس، أن "هيئات المجتمع المدنِي بمناطق سوس ستعقد اجتماعاً قريبا في الرباط، سوف ندعو من خلاله إلى اتخاذ إجراءات قوية لحماية الساكنة من طيش الرعاة الذين يعتدُون لفظيًّا وجسديًّا على سكان لا حيلةَ لهم أمام ما يلقونَ منْ بطش". واستغرب المتحدث "عدم اكتراث الجهات المعنية بهذا المشكل، وترك السكان بمفردهم في مواجهة جحافل الرعاة، وما قد ينجمُ عن ذلك من اصطدامات، رغم أن سكان المناطق المتضررة لا مشكلة لهم مع الرحل بصفة عامة كمكون اجتماعي، ولكن مع فئة منهم تستبيح ممتلكات الناس بدون وجه حق". في المقابل، نفى المحجوب حسينا، وهو مالك لإبل في المنطقة، أن "يتعمد الرعاة الاعتداء على السكان وعلى ممتلكاتهم"، معترفا بأنه "قد تقع بعض التجاوزات غير المتعمدة من فئات قليلة من الرعاة الرحل، لكن لا يمكن التعميم". وأضاف، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الرعاة لا يتنقلون إلى مناطق سوس وغيرها إلا مجبرين بسبب الجفاف في المناطق الجنوبية. لا أعتقد أن هناك من سيقطع مسافات طويلة مع الماشية والإبل ليقوم بالاعتداء على أملاك غيره". وزاد المصدر ذاته أن "الرعي والإبل قطاع حيوي أيضا في البلاد، ويجب إتاحة مراعي لنا، ودعم هذا القطاع في فترات الجفاف التي تسبب لنا وللماشية مشاكل كبيرة في البحث عن الكلأ". يذكر أن مشاكل الرعاة الرحل مع سكان مناطق مختلفة في سوس تتجدد كل سنة، وتتحول إلى مواجهات بين الطرفين في بعض المناطق.