انصب اهتمام الصحف العربية، اليوم السبت ، على عدة مواضيع، أبرزها الجهود المصرية لحل الأزمة في كل من ليبيا وسوريا، والارتقاء بالاجندة العالمية لمكافحة الارهاب ، وتطورات الأزمة بين قطر من جهة ومصر وبين دول الإمارات والسعودية والبحرين من جهة أخرى ، والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى قضايا أخرى اقتصادية واجتماعية محلية متنوعة. ففي مصر، توقفت صحيفة (الأهرام )، في افتتاحيتها، عند الجهود المصرية في الوساطة لأجل السلام في كل من ليبيا وسوريا على الخصوص، وقالت إن "مصر لا تتخلى أبدا عن التزاماتها العربية الإفريقية والدولية"، وإن جهودها في الوساطة لأجل السلام وحفظ الدماء في مناطق مختلفة من العالم تشهد عليها اتفاقيات ومعاهدات دولية . وكتبت أن "أحدث جهود الوساطة المصرية أثمرت عن حقن الدماء وتهدئة حدة الصراع في كل من ليبيا وسوريا " ، وذلك تعبيرا من مصر بأن لا تتراجع عن دورها التاريخي المدعوم بثقل إقليمي ودولي والمرحب به من قبل الفرقاء والخصوم . أما صحيفة "الجمهورية" ، فكتبت ، في افتتاحيتها، أن "الدبلوماسية المصرية سجلت صفحة بيضاء جديدة في تاريخ إسهامها لحل القضايا الدولية الشائكة(...) عندما استهلت رئاستها مجددا لمجلس الأمن الدولي باعتماد القرار رقم 2370 حول منع حصول الإرهابيين على السلاح بمبادرة مصرية ". وتابعت الصحيفة "أن جهود مصر للارتقاء بالأجندة العاملية لمكافحة الإرهاب تأتي من منظور شامل وفقا للرؤية التي طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال القمة الإسلامية العربية الأمريكيةبالرياض وتتويجا لجهود البعثة المصرية لدى المنظمة الدولية على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة وتضاف إلى رصيدها المشهود له داخل الأسرة العالمية باعتبار أن مصر هي أول من نبه العالم لخطر الإرهاب والتطرف على السلام والتنمية والاستقرار". ومن جهتها نشرت صحيفة (أخبار اليوم) مقالا للكاتب عبد الله حسن تطرق فيه إلى القضية الفلسطينية وانتفاضة الأقصى، وأكد أن القضية الفلطسينية التي ظلت لأكثر من نصف قرن قضية العرب الأولى وبندا ثابتا في جدول أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية ومؤتمرات القمم العربية،أصبحت اليوم "قضية الفرص الضائعة " وقال الكاتب إنه " أحيانا يبدو أن الحل (لهذه القضية) بات وشيكا وأحيانا أخرى يبدو أنه أصبح خيالا بعيد المنال ويتوالى سقوط الشهداء من الفلسطينيين في كفاحهم المسلح ضد العدو الإسرائيلي من أجل إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية،وامتلأت السجون الإسرائيلية بالآلاف من الشباب الفلسطينيين وقادة التنظيمات الفلسطينية وهم يقاومون العدو بشتى الطرق". وفي السعودية، قالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها إن من "آخر سقطات" الأممالمتحدة في اليمن اتهامها للتحالف العربي بعرقلة الجهود الإنسانية، من خلال "ادعائها بمنع التحالف الذي تقوده المملكة بتسليم وقود الطائرات إلى صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون، وهو اتهام لا يمت للواقع بصلة وينافي واقع الأمر وحقيقته". وأكدت الصحيفة أنه "لا علاقة للتحالف العربي بتوفير وقود في مطار صنعاء لطائرات برنامج الإنماء التابع للأمم المتحدة كون صنعاء تقع تحت سيطرة المليشيات الحوثية والمخلوع صالح، وبالتالي تلك الاتهامات عارية عن الصحة، كما أن قوات التحالف تصدر وبصفة يومية تصاريح لدخول سفن الوقود والمواد الأساسية والضرورية، وكذلك المساعدات الإنسانية والطبية لجميع الموانئ اليمنية بلا استثناء". وفي نفس الموضوع، أوردت صحيفة (اليوم ) تصريحا للمتحدث الرسمي باسم التحالف العربي في اليمن، تركي المالكي، يؤكد أن ما نشرته بعض وسائل الإعلام بشأن تصريح مدير برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة باليمن، من أن التحالف يعرقل الإمداد بالوقود للطائرات الأممية العاملة على نقل المساعدات الإنسانية إلى صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، "عار من الصحة، ويحمل في طياته الكثير من المعلومات المغلوطة". وأكد المتحدث -تضيف الصحيفة- أن "تصاريح تحركات القوافل الأممية والإغاثية على الأرض تخضع لموافقة الحكومة الشرعية بالأراضي المحررة وعناصر ميليشيا الحوثي المسلحة بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها، وأن التحالف لا يستهدف تحرك القوافل ومنها ناقلات الوقود عند تحركها من الموانئ إلى جميع المحافظات اليمنية، ويتم تضمينها بقوائم عدم الاستهداف اليومية وتعنى بحماية خاصة بحسب قواعد الاشتباك". وفي الشأن السوري، كتبت يومية (الوطن الآن) أنه مع الإعلان عن دخول مناطق ريف حمص الشمالي، ضمن مناطق خفض التصعيد في سورية أول من أمس، بدأت تنعكس هذه التطورات على مستقبل النفوذ الإيراني والروسي في البلاد، خاصة مع وجود بوادر خلافات بين البلدين منذ فترة طويلة في ما يتعلق بالنفوذ داخل المحافظات وتحركات الميليشيات وغيرها. وأوضحت الصحيفة أن اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق جنوب غربي سورية والذي توصلت إليه واشنطن وموسكو على هامش قمة ال20 في ألمانيا تم دون إشراك إيران في الاتفاق، وهو ما أثار مخاوف الإيرانيين من تكرار هذا السيناريو، مشيرة إلى أن "التخوف الإيراني يكمن في الخروج عن اتفاقيات أستانا التي ترعاها مع روسيا وتركيا، باعتبار أن الاتفاق الروسي الأميركي لم يتطرق إلى مخرجات (أستانة)، وجاء مفاجئا للجميع". وفي قطر، ركزت صحيفتا (الوطن) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما، على أسلوب قطر في إدارة الأزمة الخليجية الراهنة، ودور الإعلام بالدول الأطراف في الأزمة، وذلك باستحضار قراءة في الموضوع لصحيفة (فاينانشال تايمز). واعتبرت (الشرق) أن "من إيجابيات هذه الأزمة، أنها أظهرت أفضل ما لدى الشعب القطري من قيم ومبادئ"، و"نجاحه الباهر في هذا الامتحان الأخلاقي من خلال تمسكه ومراعاته أدب الخلاف خلال الأزمة، إذ لم ينجر أو ينزلق إلى ما لا يليق به وبمبادئه وقيمه". ومن جهتها، تطرقت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، الى ان رفع قطر لشكوى الى منظمة التجارة العالمية بخصوص ما طالها خلال الأزمة الخليجية من " تقييد حركة تجارة السلع والخدمات وكذلك حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة، والتي تحميها المنظمة، رسالة قطرية واضحة (..) بأنها لن تتخلى عن حقوقها وحقوق شعبها". واعتبرت الصحيفة أن ما جرى "سابقة تحدث لأول مرة في إطار التكتلات الاقتصادية" وأنه بالنتيجة من "حق قطر أن تشتكي لمنظمة التجارة العالمية" وأن تطالب "بالتعويضات عن جميع خسائرها" في ما يتصل ب"حقوق الإنسان المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية"، وما نجم عن "تقييد" حقوق "حرية التنقل والإقامة والملكية الخاصة وحرية الرأي والتعبير والعمل والتعليم والصحة" وطال "ليس فقط مواطني قطر وحدهم وإنما حتى رعايا الدول (الأطراف في الأزمة) والمقيمين في قطر". وبالأردن، أوردت صحيفة (الرأي) أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية أعلنت أمس أنها ستجري تحقيقا في حادث مقتل أردنيين اثنين برصاص حارس أمن إسرائيلي بسفارتها في العاصمة عمان. وأوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية نقلت عن بيان لوزارة العدل أن "مكتب مدعي الدولة، وبعد موافقة المدعي العام، طلب من رئيس التحقيقات وقسم الاستخبارات في الشرطة الإسرائيلية إجراء استجواب شرطي في حادث إطلاق النار في الأردن"، مضيفا أنه يمكن الاتصال بالسلطات الأردنية "لطلب نقل مواد إضافية للشرطة". وأضافت أن مسؤولين إسرائيليين قالوا إنهم يدرسون، علاوة على التحقيق، تقديم تعويضات لأسر الأردنيين اللذين قتلا في جريمة السفارة. وفي مقال بعنوان "هل لإسرائيل رؤية محددة للأزمة السورية ؟"، كتبت (الدستور) أن الموقف الإسرائيلي من الأزمة السورية، ربما يكون من أكثر المواقف الدولية والإقليمية غموضا وضبابية منذ بداية الأزمة وحتى اليوم، رغم الإشارات المتباعدة وغير الصريحة التي تصدر في بعض الأحيان من قبل المسؤولين الإسرائيليين والمحللين الإستراتيجيين، للتعبير عن الموقف الإسرائيلي من الصراع، في بلد مجاور يشكل مكانة مركزية في حسابات إسرائيل السياسية والأمنية والإستراتيجية بشكل عام، نظرا لمحورية سوريا في المنطقة، وقدرتها على التأثير في أحداثها. وأشارت إلى أن تعقيدات الأزمة وتعدد الأطراف الدولية والإقليمية المتورطة فيها، يبدو أنها خلقت حالة من عدم اليقين لدى صناع القرار والخبراء في إسرائيل بشأن مستقبل الأزمة السورية، وبالتالي عجز الفكر الإستراتيجي الإسرائيلي عن تحديد تصور للسيناريو الأمثل الذي يخدم إسرائيل. ويبقى هذا الإحتمال، تقول الصحيفة، مجرد تكهن أو استنتاج، نظرا للغموض الذي يحيط بموقف إسرائيل من الأزمة. وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (الغد) ،في مقال بعنوان "بالمقاومة يواجه الإستيطان"، أن رئيس وزارء كيان الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يفتخر بأن ما قامت وتقوم به حكومته من أجل الإستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لم تقم به أي حكومة إسرائيلية من قبل، مشيرة إلى أن نتنياهو من تصريحاته وتوجهات وقرارات حكومته في هذا الشأن، "واضح أنه لا يقيم وزنا لأي معارضة فلسطينية أو عربية أو إسلامية أو دولية للإستيطان، وأنه ماض في تكريسه في الأراضي الفلسطينية المحتلة رغم الرفض، ورغم قرار مجلس الأمن الدولي واعتباره الإستيطان غير شرعي". واعتبرت أن نتنياهو يحطم عن قصد حل الدولتين، ولا يعني ذلك، أنه "يؤمن بدولة واحدة تضم الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنما يؤمن بدولة يهودية واحدة، لذلك يزرع المستوطنات ويسعى إلى طرد الفلسطينيين من بلادهم"، وهو يخطط لذلك، تضيف الصحيفة، ومن المؤكد أنه سيصطدم بمقاومة الشعب الفلسطيني الذي أثبت أنه قادر في كل الظروف على المقاومة والتصدي لمخططات الاحتلال.