في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر منطقة الريف بها اليوم، نعتقد أن المصالحة مطلب عاجل وملح. نحتاج إلى مصالحة يشترك فيها الجميع في الحوار وفي العمل على إيجاد الحلول للمشاكل وفق الشروط التي ينبغي أن تتوافق حولها كافة الفعاليات الرسمية والحزبية والمدنية. نحتاج اليوم إلى الجلوس إلى مائدة الحوار وتوفير رؤية متوافق عليها ومنتصرة لوحدة الوطن. نحتاج إلى مناخ يشجع على المصالحة على مستوى الإجراءات. نحتاج إلى إعادة النظر في عدة مقاربات لإنجاح المصالحة، وبما يساعد على تحقيق السلم الاجتماعي. نحتاج إلى تحقيق المصالحة الاجتماعية والاقتصادية كخطوة حاسمة وحازمة. نحتاج إلى المصالحة من أجل إعادة الثقة للمستثمرين لتوفير المناخ الملائم لانطلاق الدينامية التنموية والشراكة في التفكير وتدبير الملفات التنموية والاجتماعية. نحتاج إلى المصالحة للتخلص من كل المصاعب. نحتاج إلى المصالحة لقطع الطريق على الذين يحاولون الركوب على جراحات الريف، حاجتنا إلى حسم الخلافات بين الفاعلين السياسيين وتشكيل رؤية موحدة إزاء المستقبل والوطن. نحتاج إلى مناخ يسوده الحوار المسؤول والتوافق الوطني. لا بديل عن التوافق وقبول كل طرف للآخر، والتسامح هنا، بما فيه إطلاق سراح المعتقلين، لا يعد ضعفا أو تفريطا في حق الوطن وهيبة الدولة. *فاعل جمعوي