وقّع نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، عشية الخميس بالرباط، إلى جانب جورجيت كوكو، رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجمهورية الغابون، اتفاقية شراكة تروم تعزيز التعاون الثنائي بين المؤسستين، بعد أن قدمت المسؤولة الغابونية البارزة، بمناسبة انعقاد الدورة السادسة والسبعين العادية للمجلس، عرضا حول الأدوار التي تقوم بها المؤسسة الغابونية المشار إليها، منذ إحداثها سنة 1959. المسؤولة الغابونية ذاتها، التي شغلت أيضا منصب نائب الوزير الأول، قالت، خلال محاضرة ألقتها بهذه المناسبة تحت عنوان "دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي داخل الصرح المؤسساتي بالغابون وآفاق التعاون مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للمملكة المغربية"، إن أهم إصلاح مؤسساتي عرفته المؤسسة، التي ترأسها، هي تحولها إلى التسمية الجديدة "المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي"، وإحداثها لعدد من المصالح والأقسام الجديدة. وأضافت كوكو أن واحدة من أبرز هذه الإصلاحات همت بالخصوص تمكين المرأة، واعتماد مقاربة نوع حقيقية. وعن هذه النقطة، تابعت بالقول: "لأول مرة، حظيت سيدة بشرف رئاسة المجلس، كما أن الكاتب العام للمؤسسة ونائبة الرئيسة وسكرتيرتها الأولى ومديرة ديوانها كلهن سيدات". وعن الجانب التنظيمي للمؤسسة الغابونية ذاتها، أبرزت كوكو أن هذه الأخيرة هي الأقدم من نوعها في الغابون، بحيث تم إنشاؤها سنة 1959 قبل أن تصبح مؤسسة قائمة الذات سنة 1963. وعكس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي، الذي أحدث كمؤسسة للحكامة في دستور 2011، تعتبر النسخة الغابونية من المجلس، بحسب كوكو، بمثابة غرفة ثالثة، مهمتها الأساسية الانكباب على جميع المواضيع المتعلقة بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ثم الثقافية. واستنادا إلى المعطيات التي وردت في عرض المسؤولة ذاتها، فإن المجلس مطالب كل سنة بإعداد تقرير يتضمن الانتظارات والحاجيات والمشاكل التي يعيشها المجتمع المدني، مدعوما بعدد من التوجهات والمقترحات والتوصيات، إلى جانب ضرورة استشارته في كل مشاريع التنمية المرتبطة ببعض مشاريع القوانين التي تعدها الحكومة. وعن أهم القضايا التي يوليها المجلس اهتماما كبيرا، كشفت رئيسة المجلس أنها تتعلق بقضايا لا تزال تشكل عائقا بالنسبة إلى الغابون، ومن بينها تفشي البطالة، وخاصة في صفوف النساء والشباب، والتوجه نحو اللامركزية، إلى جانب قضايا تتعلق بالصحة العامة، والتي تعتبر الأدوية المغشوشة في المناطق الفقيرة واحدة من أهم المشاكل العصية التي تواجهها. من جهته، قال نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إن استضافة المسؤولة الغابونية البارزة يأتي في إطار "تقوية العلاقات الثنائية بين المؤسستين"، مضيفا أن ذلك يروم "تقوية التنمية المستدامة والعلاقات بين مكونات المجتمع المدني المنظم من أجل مواكبة هذه العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية". وأضاف بركة، في تصريح خص به هسبريس، أن هذا التقارب المغربي الغابوني يسعى أيضا إلى الدفاع عن المواقف الإفريقية في المحافل الدولية والتعاون في مجالات ذات أهمية قصوى بالنسبة إلى البلدين"، فضلا عن "التطرق للقضايا المشتركة وتبادل الخبرات والمساهمة في تطوير التماسك الاجتماعي داخل البلدين".