جلالة الملك محمد السادس يخصص استقبالا رسميا لرئيس جمهورية الغابون ويفتتح المعرض الدولي للفلاحة يترأس جلالة الملك محمد السادس يومه الأربعاء افتتاح المعرض الدولي للفلاحة في دورته الثامنة بمكناس، وكان جلالة الملك قد ترأس أمس الثلاثاء افتتاح المناظرة السادسة للفلاحة بمشاركة رئيس جمهورية الغابون الحاج علي بونغو أونديمبا، الذي حل بداية الأسبوع الجاري بفاس، مرفوقا بعقيلته السيدة سيلفيا بونغو، في زيارة للمملكة، يشارك خلالها في أشغال المناظرة السادسة للفلاحة، وافتتاح المعرض الدولي للفلاحة في دورته الثامنة بمكناس. وقد وجد فخامة الرئيس الغابوني في استقباله جلالة الملك محمد السادس، الذي كان مرفوقا بصاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى. ويضم الوفد المرافق للرئيس الغابوني، على الخصوص، جوليان نكوغ بيكالي وزير الفلاحة، وماتياس أوسيبادجو أوتوغا مدير الديوان المساعد لرئيس الجمهورية، وفرانسوا بانغا إيبومي الأمين العام للمجلس الوطني للأمن، وجان إيف تيالي السفير المستشار الخاص لرئيس الجمهورية. تشكل الزيارة التي بدأها رئيس الجمهورية الغابونية،علي بونغو أونديمبا للمغرب، محطة بارزة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية، التي ما فتئت تعرف تطورا ملحوظا، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. ويشكل القطاع الفلاحي، الذي يعد من القطاعات الواعدة بالنسبة للاقتصاد المغربي، أحد مجالات الشراكة القائمة بين المغرب والغابون اللذين يتطلعان إلى النهوض بها وتنميتها لاسيما بفضل مخطط (المغرب الأخضر) و(المخطط الاستراتيجي للغابون الصاعد.( وتأتي هذه الزيارة أسابيع قليلة بعد الزيارة الرسمية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى الغابون، والتي تم خلالها التوقيع على ست اتفاقيات للتعاون الثنائي من شأنها إعطاء دفعة قوية للشراكة القائمة بين المغرب والغابون. ويتعلق الأمر ببروتوكول للتعاون في المجالات التقنية ومحاربة الغش والمختبرات، واتفاقية للتعاون في مجال الصحة، واتفاقية شراكة في مجال تكوين العاملين في قطاع الصحة بالمعهد الوطني الغابوني للتكوين والعمل الصحي والاجتماعي، واتفاقية للتعاون في مجال الوقاية المدنية، واتفاقية تتعلق بالترخيص لإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية بالبث بتعديل الترددات في جمهورية الغابون. وقد كان لهذه الزيارة الأثر الإيجابي على مستوى العلاقات بين المغرب والغابون، حيث تم التأكيد، في البيان المشترك الذي صدر في ختامها، على ضرورة تعزيز علاقات الشراكة الاقتصادية بين البلدين، والتسريع بإحداث مجلس للأعمال مغربي غابوني، وعقد الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة للتعاون بليبروفيل في أقرب الآجال خلال سنة 2013. وأبدى قائدا البلدين ارتياحهما للانخراط المتزايد للقطاع الخاص المغربي في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين مساهما بذلك في إنجاز (المخطط الاستراتيجي للغابون الصاعد) الذي أطلقه الرئيس علي بونغو أونديمبا بهدف الرقي بالغابون إلى مصاف البلدان الصاعدة في أفق سنة 2025. ويتيح هذا المخطط، الذي ينبني على ثلاثة أسس تهم الغابون الأخضر، والغابون الصناعي، وغابون الخدمات، فرصا عديدة يمكن أن يستثمرها القطاع الخاص المغربي لتنمية حصصه في السوق الغابونية وتطوير شراكاته في هذا المجال الحيوي. كما أعرب الطرفان، في نفس البيان، عن ارتياحهما للدينامية التي تطبع تدبير التعاون الثنائي، مؤكدين عزمهما على الرقي بعلاقاتهما إلى شراكة إستراتيجية تعود بالنفع على البلدين وتتيح النهوض بالمبادلات الاقتصادية والتجارية بينهما. فإلى جانب العلاقات الدبلوماسية المتينة التي تجمع بين البلدين ومواقفها المشتركة، فإن مبادلاتهما الاقتصادية والتجارية حققت تطورا من حيث الكثافة والتنوع، حيث عرفت السنوات الأخيرة نموا ملحوظا في الصادرات المغربية نحو الغابون، وفي الصادرات الغابونية نحو المغرب، وهو ما يعد بتحقيق مزيد من النمو بفضل النتائج المشجعة التي تسجلها التجارة البينية. وتشير الإحصائيات إلى أن قيمة صادرات المغرب نحو الغابون ارتفعت في الفترة ما بين يناير ويونيو 2012 إلى 121 مليون درهم، أي بزيادة خمسة ملايين درهم مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2011 كما ارتفعت قيمة الواردات بدورها إلى 101 مليون درهم. وبفضل هذا التحسن على مستوى المبادلات التجارية بين البلدين، أمكن للغابون أن يحتل المرتبة الحادية عشرة ضمن زبناء المغرب على مستوى البلدان الإفريقية جنوب الصحراء، والثالثة على مستوى المجموعة الاقتصادية والنقدية لإفريقيا الوسطى (سيماك). وبالإضافة إلى تطور المبادلات التجارية بين البلدين، أصبحت السوق الغابونية محط اهتمام عدد من المقاولات المغربية التي تعمل في قطاعات متعددة، خاصة الأبناك من خلال مجموعة (التجاري وفا بنك) التي قامت في سنة 2008 بشراء (الاتحاد الغابوني للأبناك)، والاتصالات حيث تتوفر (اتصالات المغرب) على غالبية الأسهم في (شركة غابون تيليكوم). كما أن هناك شركات مغربية أخرى بالغابون ك(سيما - غابون) فرع مجموعة (سيما– خشب الأطلس) ومجموعة (مناجم). ولا تخلو العلاقات المغربية الغابونية من بعد إنساني وثقافي يساهم في تعزيز روابط الصداقة والأخوة بين الشعبين. فالمغرب يعتبر أول شريك للغابون في مجال تقديم المنح للطلبة الغابونيين الذين يتابعون دراستهم بالمغرب. ومنذ سنة 2011 قرر المغرب رفع الحصة المخصصة لهؤلاء الطلبة إلى 60 منحة عوض 40 بالإضافة إلى عدد من الطلبة المسجلين بالمعاهد الوطنية خارج نظام الحصص عن طريق الوكالة المغربية للتعاون الدولي. وفي نفس الإطار منح المغرب 15 منحة إلى الغابون في مجال التكوين المهني، و10 منح لفائدة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالغابون. وواصلت الوكالة المغربية للتعاون الدولي مبادراتها في مجال التكوين والتدريب لفائدة أطر من الغابون. فمنذ سنة 2002 استفاد حوالي 100 إطار غابوني من تداريب في مجال الصيد البحري والصحة والبنيات الطرقية والماء الصالح للشرب والجمارك، تحملت مصاريفها الوكالة المغربية للتعاون الدولي.