اهتمت الصحف العربية اليوم الثلاثاء بتطورات الأزمة الخليجية ، واستعادة القوات العراقية لمدينة الموصل من تنظيم ( داعش )، وتطورات الأزمة السورية، والاتفاق الموقع في هذا الخصوص بين الولاياتالمتحدة وروسيا والأردن ، فضلا عن القضية الفلسطينية ، والزيارة التي تقوم بها نائبة رئيس الأرجنيتن غابريلا مشيتي لمصر . في مصر ، وعلى الصعيد العربي ، أجمعت الصحف القومية الثلاث ( الأهرام ) و( الجمهورية ) و( الأخبار ) على إبراز مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الإثنين، مع الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت الذي زار القاهرة في إطار وساطة بلاده في الأزمة الراهنة بين قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر . وسلطت الضوء على تأكيد الرئيس المصري خلال اللقاء أن ثوابت سياسة مصر الخارجية تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة والسعي للحفاظ على الأمن القومي العربي، وفي المقابل فإنها لا تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها ، وتشديده على أهمية الوقوف بحزم أمام السياسات التي تدعم الإرهاب والتصدي لمحاولات زعزعة استقرار الدول العربية والعبث بمقدرات شعوبها. وأبرزت الصحف القومية الثلاث، من جهة أخرى، زيارة غابريلا مشيتي نائبة رئيس الأرجنتين لمصر ولقاءها برئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل الذي أعرب عن تقدير الحكومة المصرية للموقف الأرجنتيني الداعم لمصر في حربها ضد الإرهاب، وأكد على أهمية الاستمرار في التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية المختلفة . وأفادت الصحف أن الجانبين تباحثا خلال الزيارة التي تأتي تزامنا مع احتفال البلدين بمرور 70 عاما على تدشين العلاقات الدبلوماسية بينهما، حول سبل الارتقاء بعلاقات التعاون الاقتصادي بين مصر والأرجنتين، من بينها إنشاء مجلس رجال الأعمال المشترك ووضع خارطة طريق لعدد من المشروعات المشتركة فى ضوء انعقاد اللجنة المشتركة فى دجنبر القادم، والإعداد للزيارة المرتقبة للرئيس الأرجنتيني لمصر، وإمكانية تصدير الأسمدة وبعض الفواكه المصرية إلى الارجنتين. ومن جهة أخرى، ركزت ( الأهرام ) على اجتماع المجلس الأعلى للاستخدامات السلمية للطاقة النووية في مصر أمس الاثنين، وتأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي ترأس المجلس ضرورة تعظيم الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في مصر، وتشديده على أهمية تحقيق الاستغلال الأمثل لمشروع إنشاء المحطة النووية لتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة (الضبعة). وأوردت صحيفة ( الأخبار ) من جهتها تصريحات خاصة لرئيس الوزراء المصري بخصوص إقرار البرلمان المصري لتفعيل قانون لتقنين أوضاع المتعدين على أراضي الدولة الأسبوع القادم، مشددا على أن تطبيق هذا القانون سيتم على الجميع دون أي استثناءات، وأن الدولة لن تتهاون ولن تسمح لأي أحد أيا كان بالتعدي على أراضي الدولة أو حقوق المواطنين . وتحت عنوان " باعتراف دولي: مصر على الطريق الصحيح" تحدثت جريدة (الجمهورية)، عن برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري وتأكيد المفوضية الأوروبية التزام الاتحاد الأوروبي بمواصلة دعم مصر في مواجهة التحديات الراهنة، استنادا إلى الأولويات الجديدة للشراكة بينهما. وقالت إن تقريرا بعنوان "وضع العلاقات ما بين مصر والاتحاد الأوروبي.. الانخراط في الأولويات المشتركة" أصدرته المفوضية الأوروبية والهيئة الأوروبية للشؤون الخارجية أمس أكد أهمية المجلس السابع للشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي الذي سينعقد في 25 يوليو الجاري ببروكسل، مشيرا إلى أن الحجم الاجمالي للمساعدات المالية المقدمة من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بالاتحاد والمؤسسات المالية الأوروبية إلي مصر في أشكاله المختلفة "المنح والقروض ومبادلات الديون" يجعل من أوروبا الجهة المانحة الأولي والأهم لمصر بإجمالي مساعدات مالية أوروبية تتعدي 11 مليار يورو. وفي السعودية، استعرضت صحيفة (اليوم) بشأن للأزمة الخليجية الراهنة، آراء عدد من المختصين في الشأن الخليجي الذي أبرزوا، وفق الصحيفة، ضرورة استجابة قطر للمطالب التي تقدمت بها الدول المقاطعة للدوحة و"الإيفاء بتعهداتها والتزامها الخليجي"، كشرط لاستعادة العلاقة معها، وبالتالي "إنهاء عزلتها الاقتصادية والسياسية واتساع رقعتها". وخلصت الصحيفة استنادا إلى آراء وتحليلات في الموضوع إلى أن "الأزمة القطرية أصبحت بمثابة الحرب الباردة بين الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ودولة قطر، التي ما زالت تبحث عن تدويل للأزمة خارج مجلس التعاون الخليجي، ولم تضع في حساباتها ان الدول العظمى التي دخلت على الخط تبحث فقط عن مصالحها الخاصة"، مؤكدة في هذا الإطار أن "الحل يجب ان يكون داخل البيت الخليجي، وذلك لمصلحة جميع أطراف الأزمة". وفي نفس السياق، كتبت يومية (الشرق) أن مجلس الوزراء المنعقد أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تطرق إلى البيان المشترك الصادر مؤخرا عن المملكة، ومصر، والإمارات، والبحرين، مشددا على ما عبر عنه البيان من "تأكيد الدول الأربع على استمرار إجراءاتها الحالية، إلى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ المطالب العادلة كاملة التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة". وأضافت أن مجلس الوزراء رحب أيضا بالقرارات الصادرة عن مجلس وزراء الإعلام العرب في ختام دورته العادية الثامنة والأربعين بالقاهرة، ومنها تأكيد مجلس وزراء الإعلام العرب على "ضرورة التضامن بين الدول العربية لمواجهة الإرهاب ومطالبته بتجفيف منابع تمويله وضرورة مواصلة الجهود والتنسيق على المستويين الإقليمي والعالمي لدحره واجتثاثه". وارتباطا بتحرير مدينة الموصل العراقية من تنظيم (داعش) الإرهابي، كتبت يومية (الرياض) إن "نجاح القوات العراقية في استعادة مدينة الموصل إلى الحضن العراقي مثل ضربة قوية جدا للتنظيم الإرهابي، كما أسهم مساهمة فعالة في زيادة ثقة القوات العراقية بكل صنوفها بنفسها من جانب، وأصبحت قادرة على طرد التنظيم الإرهابي من المدن العراقية الأخرى التي يحتلها بشرط حصول توافق عراقي تام على تحريرها من جانب آخر". واعتبرت الصحيفة أن "تحرير الموصل مثل نقطة الشروع الأولى لعودة العراق آمنا وموحدا ومعافا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وأن الدين يحاولون سرقة هذا النصر الكبير وتجييره لصالحهم أو لصالح أحزابهم لن يجدوا أي اهتمام من عامة العراقيين، لأن الصورة باتت واضحة وما رسمه الدم العراقي المختلط على تراب مدينة الموصل هو الذي سيرسم الخارطة العراقية الموحدة التي لن يسطع تشويهه الطائفيون". وفي قطر، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، ان قرصنة وكالة الأنباء القطرية في 23 ماي الماضي "من أجل نشر أقوال كاذبة"، نسبت إلى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والتي كانت وراء الازمة الخليجية ، "هو سقوط أخلاقي وسياسي معا" ، وهو "إرهاب الكتروني، وخرق للمعاهدات والمواثيق" . ومن جهتها، سجلت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن هذه القرصنة "تصنف دوليا من جرائم الإرهاب الإلكتروني، التي يعاقب عليها القانون الدولي"، باعتبارها تمثل "انتهاكا صارخا لهذا القانون ولميثاق الأممالمتحدة، والاتفاقيات التي تربط بين دول مجلس التعاون والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي"، معتبرة أنه "ثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن هذه الجريمة ارتكبت مع سبق الإصرار والترصد". وأضافت أن قطر "التزمت المسار القانوني، في التعامل مع هذه الجريمة"، وهي "تتمسك بحقها في مقاضاة مرتكبي هذه الجريمة النكراء أو المحرضين عليها، أمام القضاء القطري أو الجهات الدولية المختصة بجرائم الإرهاب الإلكتروني". واعتبر رئيس تحرير صحيفة (الراية) في مقال حول نفس الموضوع أن قطر تعاملت مع الأزمة الخليجية الراهنة "بروية وبعد نظر وحنكة دبلوماسية رزينة ورصينة" وب"الثبات على المواقف والمبادئ، دون تفريط في السيادة أو القبول بالوصاية، مهما كانت الضغوط والابتزازات". وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد) أن النجاح في إقرار "اتفاق عمان" بوقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية لم يكن وليد الصدفة، بل جاء لأسباب موضوعية ترتبط بشكل وثيق بعوامل موضوعية قائمة، ساعدت جميع الأطراف المعنية على الاتفاق بالسير قدما لاتخاذ القرار، بعكس باقي المناطق الأخرى التي كان من المفترض أن تشهد القرار ذاته. وأشارت رئيسة تحرير الصحيفة في مقال لها إلى أن عناصر نجاح عديدة توافرت للمضي نحو تهدئة الأوضاع في الجنوب السوري، أهمها طبيعة القوى المعارضة المعتدلة في الميدان التي نسقت مع الأردن، على مدى السنوات الماضية، وتحديدا من دخلوا تحت نظرية "الوسادة"، وتدريب وتأهيل بعضها، والتي تعامل معها الأردن بالأساس للحفاظ على أمنه وأمن حدوده من ناحية. وأضافت أن الموقف المتوازن الذي انتهجه الأردن في إدارة علاقته وحدود دوره في الأزمة السورية مع جميع الأطراف، ساهم بنجاح الاتفاق من ناحية أخرى. هذا فضلا عن التقارب والتعاون مع اللاعبين الرئيسيين في الملف السوري، وهما أمريكا وروسيا، الذي أدى كذلك إلى تحقيق النتيجة ذاتها. وكتبت صحيفة (الرأي) من جانبها، أنه في هذه المرحلة التي تجري فيها معركة الرقة لهزيمة (داعش) في آخر معاقله في سوريا بعد الهزيمة الكبيرة له في العراق، تتواصل استراتيجية الخلاص من الإرهابيين في إطار إنهاء صفحة (داعش) الإرهابي وطيها كاملة. وأضافت الصحيفة في مقال، أن هذه المهمة باتت ممكنة خاصة بعد فقدان التنظيم الأراضي الشاسعة التي استولى عليها في كل من سورياوالعراق وبالتالي فقدانه الإمكانات والثروات التي كان يتحكم فيها ويسخرها لتمويل التنظيم وجرائمة، مشيرة إلى أن فترة الصفحة السوداء التي عاث فيها (داعش) الإرهابي وبقية التنظيمات الإرهابية الخراب والإجرام في بلدان المنطقة والعالم، لا يمكن تصور تكرارها وتتطلب كل أوجه التعاون لنهاية ناجزة وناجحة تماما لهزيمة الإرهاب والتطرف. وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة (الدستور) أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، حذر أمس من تبعات استمرار التوتر والتصعيد في المسجد الأقصى، مشددا على ضرورة العمل بشكل فوري على إعادة الهدوء إلى الحرم الشريف وعلى احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأماكن المقدسة. وأوردت الصحيفة تصريحات الصفدي التي أكد فيها على ضرورة فتح إسرائيل للمسجد بشكل كلي وفوري، مبرزا أن نزع فتيل أزمة سيكون من الصعب تطويقها إذا ما استمر التصعيد، في ضوء المكانة المقدسة للحرم القدسي والمسجد الأقصى لدى الأمتين العربية والإسلامية.