ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء ، اهتمامها على تطورات القضية الفلسطينية، وتفاعلات الأزمة السورية ، والأزمة الخليجية، والعلاقات المصرية الألمانية والأمريكية الروسية، فضلا عن قضايا أخرى سياسية واقتصادية متنوعة . في مصر، ,أبرزت الصحف القومية، (الجمهورية ) و (الأهرام) و ( الأخبار)، خبر تسلم الجيش المصري، أمس الثلاثاء بمدينة كييل الألمانية ، غواصة ثانية من نوع (إس 42 /طراز 209) من ألمانيا في إطار تحديث وتطوير القوات البحرية. وكتبت صحيفة ( الاهرام ) في افتتاحيتها أن الدولة المصرية "تواجه تهديديات كثيرة الآن تمس الأمن القومي بشكل مباشر"، في ظل حالة عدم الاستقرار وانتشار الجماعات الإرهابية المسلحة التي تعانيها بعض دول المنطقة، خاصة في اليمن وليبيا وسورياوالعراق، و"محاولات تفتيت الدولة الوطنية القائمة على قدم وساق". وتابعت الصحيفة أن "العمود الفقري للدولة المصرية الذي حافظ على بقائها واستقرارها منذ آلاف السنين هو الجيش"، ولذلك - تقول الصحيفة - "كان لابد في ظل هذه التهديدات المستمرة والمتقاطعة من تحديث وتطوير القوات المسلحة لتظل دائما في قمة الجهوزية لمواجهة الأخطار المحتملة". ومن جهتها ، وتحت عنوان " الرئيس يستعرض خطة الإصلاح الإداري بالدولة" كتبت صحيفة (الجمهورية) أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد خلال اجتماعين مع رئيس مجلس الوزراء ووزيري المالية والتخطيط ، ضرورة العمل على مواصلة خفض معدلات العجز والدين في الموازنة العامة الجديدة للعام المالي الحالي، ومواجهة التحديات لتحقيق الأهداف التي تتضمنها الموازنة من خلال ترشيد الإنفاق وزيادة معدلات النمو، فضلا عن زيادة مخصصات الحماية الاجتماعية من خلال دعم السلع الغذائية والتوسع في برامج الدعم النقدي المباشر خاصة برنامجي تكافل وكرامة، وبرامج الرعاية الصحية لغير القادرين . وعلى الصعيد الدولي، وفي ما يخص الأزمة القطرية، تناولت الصحف المصرية التحركات الدبلوماسية للتوصل لحل سياسي لهذه الأزمة، ومنها الجولة الإقليمية الجديدة التي بدأها الشيخ صباح خالد الحمد الصباح مبعوث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، والتي تشمل سلطنة عمان والإمارات والبحرين والسعودية ومصر لبحث الأزمة، حيث سلم المبعوث الكويتي رسالة من أمير البلاد إلى كل من ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي . وفي قطر، ما تزال تفاعلات الأزمة الخليجية الراهنة ومستجداتها محور افتتاحيات الصحف المحلية، حيث كتبت صحيفة (الشرق)، في افتتاحية تحت عنوان (موقف ثابت)، أن الكويت والولايات المتحدة تكثفان جهودهما لحل الأزمة الخليجية بإطلاق حوار مباشر بين الأطراف المعنية، مشيرة الى "تجاوب" قطر مع المبادرة الكويتية، باعتبار أن "الحوار أقصر الطرق لحل المشاكل" وهو أيضا ما يتماهى مع ما عبرت عنه الدوحة ودعت اليه منذ بداية الأزمة. واعتبرت الصحيفة أن "الحوار المبني على قواعد وأسس واضحة وصحيحة هو الكفيل بحل الأزمة الخليجية"،لافتة الانتباه، من جهة أخرى، الى أن "المسار القانوني كان لصالح قطر الذي تجسد بفتح المسارات الجوية والبحرية ". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الراية)، في مقال لرئيس تحريرها، أن قطر تعاملت وأدارت الأزمة "بحنكة واقتدار وخطط واستراتيجيات أذهلت العالم"، مسجلة أنه وبعد مرور شهرين من اندلاعها "تسير الحياة في قطر بشكل عادي وطبيعي"، إذ "لم يشعر مواطن أو مقيم أو زائر بنقص (..) أو ندرة في أي من السلع والبضائع والأدوية والخدمات من شتى الماركات والضروريات". وبالأردن، ذكرت صحيفة (الدستور) في مقال بعنوان "لماذا قصفت واشنطن ؟!"، أن قصف القوات الأمريكية لقوات عراقية تابعة "للحشد الشعبي"، حاولت دخول سوريا، عبر الحدود العراقية السورية، لم يكن بالخطأ، حتى لو أعلنت واشنطن، أن قصفها كان يستهدف موقعا ل (داعش). وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن على الرغم من حربها على (داعش)، واستعمالها "مؤقتا" لقوات وتنظيمات أخرى، وسماحها لهذه القوات أن تتدخل في العراقوسوريا، ضد (داعش)، إلا أنها ترسل إشارات أنها ستتولى حصر كل هذه القوى بعد (داعش)، وهي لم تحصل على شرعية أمريكية مطلقة، برغم حربها على هذا التنظيم، وأن توظيفها يأتي مؤقتا حتى يأتي دورها لاحقا. ولهذا كله، تضيف الصحيفة، قصفت واشنطن "الحشد الشعبي" الذي حاول عبور الحدود، مؤكدة أن "القصف مجرد دفعة تحت الحساب". وعلى صعيد آخر، واصلت الصحف الأردنية الحديث عن الزيارة التي قام بها العاهل الأردني أول أمس لرام الله، وأشارت صحيفة (الغد) إلى أن زيارة الملك عبد الله إلى مدينة رام الله ولقاءه كبار المسؤولين الفلسطينيين، "جاءت في وقت مهم جدا جراء ما يحدث من تفاعلات إقليمية ودولية حول القضية الفلسطينية، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على القدس والفلسطينيين". وأضافت الصحيفة في مقال أنه كان واضحا أن الزيارة الملكية تحمل عدة رسائل إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، "ويراد منها التركيز على عدة قضايا بالغة الأهمية بالنسبة للأشقاء الفلسطينيين والأردن على حد سواء"، معتبرة أن الزيارة التي جاءت بعد مضي خمسة أعوام على آخر زيارة ملكية للمدينة، تأتي في وقت "لا ينكر فيه أحد التوتر الذي حصل مؤخرا بين الأردن وإسرائيل على خلفية إغلاق سلطات الاحتلال ل (الأقصى)"، وكذلك "التوتر نتيجة جريمة السفارة الإسرائيلية بعمان، والتي أدت إلى مقتل اثنين من الأردنيين على يد حارس أمني إسرائيلي بدم بارد". وفي الشأن المحلي، تناولت صحيفة (الرأي) موضوع الانتخابات اللامركزية ومجالس المحافظات التي ستجرى في الخامس عشر من الشهر الجاري، ودعت في مقال المواطنين إلى التفاعل بإيجابية مع هذا الاستحقاق الدستوري، من منطلق تفعيل وتعزيز دور المواطن في صنع القرار، المتصل في واقعه التنموي والخدمي، وتحديد أولويات واحتياجات كل محافظة ووحدة تنموية، بشكل يمأسس لتحقيق التنمية الشمولية. وأكدت الصحيفة على أهمية اختيار المرشحين ذوي الكفاءة والإختصاص، لتمكينهم من القيام بدورهم التنموي وإقرار الموازنات والبرامج التنموية، مشيرة إلى أن هذا يتطلب أيضا، تحقيق الإنسجام والتعاون بين المجالس البلدية، ومجالس المحافظات لإيجاد التكاملية بينهما بهدف تحقيق الغاية المنشودة من تطبيق نظام اللامركزية. وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها بصدد الخلاف الخليجي الراهن أن الأزمة الخليجية دخلت في شهرها الثالث دون بوادر يمكن التعويل عليها لتسوية هذه الأزمة، مؤكدة أنه "ليس من سبيل لتسوية الأزمة الخليجية الا بتحقيق المطالب التي تقدمت بها الدول الداعية لمكافحة الارهاب للدوحة، وهو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة بطريقة صائبة وصحيحة". وقالت الافتتاحية إن "الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، والكثير من الدول العربية والاسلامية نادت بأهمية تسوية الأزمة داخل البيت الخليجي"، مذكرة بأن موقف الدول الداعية لمكافحة الارهاب "واضح" وأن هذه الدول أبدت استعدادها للتحاور مع قطر شريطة التقيد بالطلبات المقدمة من تلك الدول لتسوية الأزمة القائمة. وفي موضوع آخر، أكد مقال في يومية (الوطن الآن) أنه "رغم الإشارات المتفائلة التي يطلقها المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بإمكان استئناف مفاوضات التوصل إلى حل للأزمة بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، وإعلانه قرب انطلاق المفاوضات، إلا أن حالة التشاؤم هي التي تخيم أكثر على المشهد السياسي". وشدد كاتب المقال على أن "تحقيق السلام يستلزم الاستمرار في ممارسة الضغط العسكري، ومواصلة الاستعدادات الجادة لمعركة الحديدة تحديدا، لأن استعادة الميناء الاستراتيجي يعني عمليا خنق الإرهابيين وحصار صنعاء، ومنع وصول أي إمدادات من الخارج، ومواصلة التقدم العسكري يدفعهم إلى الإذعان لإرادة المجتمع الدولي والقبول بالانسحاب". وفي الشأن المحلي، ذكرت صحيفة (عكاظ) أن الأجهزة الأمنية حققت أمس "إنجازا كبيرا في بلدة العوامية (محافظة القطيف)، وأعادت الأمن والاستقرار لها بعد المواجهات التي خاضتها مع الجماعات الإرهابية المسلحة واستهدفت على مدى الأعوام السابقة رجال الأمن والمواطنين، ما أسفر عن استشهاد عدد منهم". وقالت الصحيفة إن "اجتثاث جذور الإرهاب في حي (المسورة) بالعوامية يمثل بداية الطريق نحو عودة الحياة لأهالي البلدة، ذلك أن التضحيات الكبيرة التي قدمها رجال الأمن في معركة القضاء على الإرهاب تبقى متواضعة أمام الحفاظ على أمن الوطن والوقوف في وجه العناصر التي تتحرك بتوجهات مشبوهة لشق الصف الوطني الواحد".