اهتمت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الأربعاء، بتطورات الأوضاع في سورية وفي مدينة حلب على الخصوص ، والعملية الإرهابية التي استهدفت كنسية في مصر يوم الأحمد الماضي والتحالف الخليجي الجديد مع بريطانيا والولايات المتحدة ومواصلة الحرب على تنظيم داعش. ففي مصر، خصصت صحيفة " الأهرام" افتتاحيتها لتطورات الأوضاع في سورية وخاصة في مدينة حلب على إثر انهزام جماعات المعارضة المسلحة وسيطرة الجيش السورى على الغالبية الساحقة من مناطق المدينة، مشيرة إلى أن حلب تمثل أهمية استراتيجية فى الصراع الدائر في سورية الآن بين الحكومة والجماعات المسلحة، وأن "السيطرة عليها تعني أن المدن الرئيسية للبلاد في قبضة الجيش النظامي، خاصة أن ذلك يأت بعد فترة قليلة من نجاح القوات الحكومية السورية وحلفائها في السيطرة الكاملة على محافظة اللاذقية، كما أن الجيش السورى بسيطرته على حلب يقطع خطوط الإمدادات التركية عن المجموعات المسلحة هناك، وسيكون هدفه المقبل هو مدينة إدلب، المنفذ الآخر للمعارضة مع تركيا". وأضافت أن "تحرر" حلب يعني خسارة كبيرة لتركيا وبعض الدول الأخرى الداعمة للمعارضة المسلحة، ويضع الجيش السوري، والقوات الروسية في مواجهة مباشرة مع تركيا، مؤكدة أن معركة حلب أثبتث أن "سيطرة الدولة السورية على أراضيها هى مسألة وقت فقط، وأنه من الأجدى للجميع الوصول إلى تسوية سياسية تتضمن الحفاظ على الدولة ووحدة أراضيها، وتتخلص من الجماعات الإرهابية، ليستطيع الشعب السوري بناء مستقبله وفقا لإرادته الحرة". وعلى صعيد آخر، واصلت صحيفة "الجمهورية " حديثها عن حادث تفجير كنيسة في القاهرة يوم الأحد الماضي ، الذي أسفر عن مقتل 23 شخصا وإصابة 41 آخرين، وكتبت في افتتاحية تحت عنوان "مؤامرات أقوى من الفتن" أنه "رغم كل هذه الفتن والمؤامرات فسوف يظل كل المصريين صفا واحدا على قلب رجل واحد رائدهم تراب هذا الوطن ومصلحته العليا. وهذا ما لمسناه من هذه الانتفاضة المصرية من كل فئات الشعب بكل طوائفه وشرائحه وانتماءاته رفضا للجريمة النكراء وإدانة لمرتكبيها". وأضافت أن الدولة المصرية "كانت عند مسؤوليتها عندما قدمت وخلال 24 ساعة المتهمين والجناة إلى العدالة قصاصا"، وأنها ستظل والشعب المصري بخير "طالما ظل جميع المصريين على قناعة بأن بلادهم تخوض معارك وتواجه التحديات وأن قدر الجميع أن يواجهوا هذه المعارك والتحديات". وفي عمود له بصحيفة " الأخبار " تحت عنوان " خواطر" قال الكابت الصحفي جلال دويدار إن جموع الشعب المصري أجمعت على أن يكون هدف الدولة المصرية بعد حادث الكنيسة البطرسية الإرهابي بالعباسية وكل حوادث الإرهاب هو "حتمية الثأر ليس لفئة أو لأبناء طائفة ولكن لمصر وطن كل المصريين"، مؤكدا أن هذه العمليات الإرهابية لا تستهدف الشهداء فحسب " وإنما هدفها هو أمن واستقرار مصر كل المصريين وإلحاق الضرر باقتصادها وتعطيل جهودها من أجل النهوض والتقدم". وفي صحيفة "الوفد "، كتب رئيس التحرير مجدي سرحان داعيا إلى اتخاذ القرار السريع والمناسب لتحقيق العدالة الناجزة في قضايا الإرهاب وفرض الردع المطلوب والمفتقد للأسف بسبب "ترسانة القوانين التي تكبل عمل القضاء وتغل يده وتحول دون القصاص ممن يريقون دماء ويزهقون أرواح أبناء الشعب". وأكد أنه لا بد من المضي قدما في تقصير مدة التقاضي وسرعة تنفيذ الأحكام "حتى لا يفلت الإرهابيون بجرائمهم مثلما حدث في الكثير من القضايا التي نظرها القضاء بعد يناير 2011 وحتى الآن ولا نعلم أن حكما نهائيا صدر في إحداها وتم تنفيذه". وفي قطر، اهتمت صحف (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها بالوضع الكارثي في حلب، وطلب قطر عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الشرق) أن مدينة حلب السورية "تعيش لحظة إنسانية فارقة في التاريخ الإنساني، في ظل المجازر البشعة التي يعيشها المدنيون الأبرياء والعزل من أبناء الأحياء الشرقية لهذه المدينة"، مشيرا الى أن قطر طلبت "من منطلق إنساني"، عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، ولنفس الغاية أجرى وزير الخارجية القطري اتصالا هاتفيا مع كل من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، ووزير خارجية الجمهورية التركية. وفي ظل "الآمال المعلقة" على المجتمع الدولي ومجلس الأمن المقرر انعقاده في شكل طارئ لبحث هذه المسألة، تساءلت الصحيفة إن كان هناك من إمكانية ل"صحوة الضمير الإنساني". ومن جهتها، أكدت صحيفة (الوطن) أن "التحرك المطلوب فورا، ربما ينقذ مائة ألف مدني يحاصرهم النظام وحلفاؤه في مساحة لا تتجاوز خمسة كيلومترات، حتى لا يلقوا مصير المئات من قبلهم"، مسجلا أن الاجتماع العربي الذي دعت إليه قطر، والذي "من المرجح أن يعقد اليوم سيصبح فارغ المحتوى، ما لم ينتج عنه قرارات حازمة، وآلية واضحة لتنفيذها على أرض الواقع". وتحت عنوان "من ينتصر لحلب؟"، أشارت صحيفة (الراية) الى أن قطر أكدت رفضها لهذا "التخاذل الدولي الذي ترك حلب فريسة للدمار والمجازر والانتقام الطائفي من خلال دعوتها لاجتماع عربي طارئ في الجامعة العربية"، مضيفة أن العالم "الآن يواجه لحظة الحقيقة فإما أن ينتصر للحق وللإنسانية، ويقف موقفا جادا تجاه ما يحدث في حلب، أو يكون مشاركا بصمته في أبشع مجازر العصر، حيث يتربص الموت والدمار بالبقية الباقية من أهل حلب". وبالأردن، ذكرت صحيفة (الرأي) أن معركة حلب باتت في مراحلها الأخيرة، ويعتبرها كثيرون بمثابة المعركة الفاصلة في الحرب الدائرة في سورية، مشيرة إلى أنه على الرغم من الأهمية الكبيرة للمدينة إلا أن وصفها بالمعركة الفاصلة مسألة مبكرة للغاية. واعتبرت الصحيفة أنه بينما تركزت جهود الجيش السوري لإنهاء تواجد المعارضة بمختلف أطيافها وتصنيفاتها في مدينة حلب، فإن تنظيم (داعش) أخذ يباغت جنوبا ويسيطر على مدينة تدمر من جديد بعد أن اعتبر طرده من المدينة قبل فترة ليست بالبعيدة نقطة تحول مهمة في مجريات الأحداث الميدانية، وهو ما سيجعل من المحطة القادمة، أو المحطة التي يترقبها العالم في الرقة مسألة صعبة وتحديا جديدا . وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الغد) أن المعارضات المسلحة في حلب وباقي المدن والمناطق، ارتكبت أخطاء وخطايا لا تغتفر، ودخلت في صدامات مسلحة وعنيفة فيما بينها، في كثير من المناطق، مشيرة إلى أن الخلافات الداخلية والصراعات والتمزق هو عنوان المقاومة المسلحة التي في طريقها إلى الذوبان؛ فلم يتبق إلا فصيلان قويان فاعلان، "داعش" و"جبهة النصرة"، ما يعني، تضيف الصحيفة، أن الخيارات المتاحة للناس في سورية أضحت بين فاشيتين؛ "الأولى هي فاشية النظام وحلفائه العلمانية المتلبسة بالطائفية، والثانية هي المجموعات الراديكالية الإسلامية السنية". وأضافت الصحيفة أن هذا يعني أيضا أن المشروع العسكري للثورة السورية انتهى، بينما المشروع السياسي الذي كان يمث ل الثورة الحقيقية تراجع وتوارى، مع ضعف الائتلاف السوري في الخارج، ووقوعه في فخ الارتباط بدول وأنظمة سمت نفسها ب"صديقة الشعب السوري"، وكانت هي أشد وبالا عليه من أعدائه، بما فيها إيرانوروسيا. وفي الشأن المحلي، تناولت صحيفة (الدستور) تقرير ديوان المحاسبة (أهم جهة رقابية على المال العام) عن إنجازاته في عام 2015، والذي أخذ حيزا واسعا من النقاشات سواء في الصحف أو على صفحات المواقع الإخبارية أو مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك بسبب ما فيه من "معلومات موثقة عن فساد مارسه بعض المسؤولين". وأشارت إلى أن هذا التقرير ليس هو الأول ولن يكون الأخير بل كانت هناك تقارير سابقة لديوان المحاسبة تضمنت أيضا فسادا ومخالفات قانونية، لكنها بقيت في أدراج مجلس النواب ولم تناقش أبدا، معتبرة أن هذا التقرير الجديد الموجود الآن بين يدي النواب هو فرصة ذهبية لهم، كما يعتقد الكثيرون، لإعادة ثقة المواطنين بمجلس النواب بعد أن "اهتزت هذه الثقة كثيرا في السنوات الماضية بسبب ضعف أداء بعض المجالس النيابية وعدم ارتقائها للمسؤولية التي يطمح لها المواطنون" . وفي السعودية، كتبت يومية (الرياض) بمناسبة ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز جلسة افتتاح مجلس الشورى السعودي أمس، أن المجلس يشكل اليوم عضيدا لمجلس الوزراء في الوقوف على احتياجات الوطن والمواطن وذلك منذ إعادة تحديث نظامه بما يتناسب مع التطورات المتلاحقة التي شهدتها المملكة خلال الحقبة الأخيرة في مختلف المجالات. وقالت الصحيفة إن افتتاح خادم الحرمين لأشغال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى يأتي في مرحلة تطبعها متغيرات سياسية واقتصادية، واكبتها المملكة بجيل جديد من خطط التطوير والتنموية التي توجت برؤية 2030، وبرنامج التحول الوطني. وشددت الصحيفة على ضرورة إدراك مجلس الشورى وأعضائه لأهمية هذه المرحلة، والعمل على مواكبة المرحلة بكل متغيراتها على الصعيدين المحلي والخارجي. ومن جهتها كتبت يومية (الاقتصادية) في افتتاحيتها لعدد اليوم أن التكتل الاقتصادي الخليجي يظل الهدف المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي، بما يمهد الطريق إلى مرحلتي التكامل والاتحاد. وشددت الصحيفة على الحاجة إلى اتحاد خليجي أمام تزايد حجم التهديدات التي تشهدها المنطقة والمتمثلة أساسا في "الاستراتيجية التخريبية التي يقودها النظام الإيراني وعصاباته المنتشرة في مختلف أنحاء المنطقة". ودعت الصحيفة إلى تدليل العقبات التي تقف في سبيل تحقيق هذه الأهداف، بالنظر إلى أن كل خطوة لبلدان المجلس في اتجاه السوق المشتركة ستمد الطريق أمام الوحدة الاقتصادية، التي ستؤدي بدورها إلى مرحلة الاتحاد الخليجي المنشود. وفي الشأن السوري، قالت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها إن التداعيات التي تركتها إدارة أوباما على الثورة السورية، والتي ادعت أنها تهتم في المقام الأول بمعالجة الإرهاب عبر تصنيف فصائل الثوار، هي ما سيحول ساحة الصراع في سوريا إلى أهم أوكار الإرهاب دوليا. وقالت إن (داعش) عادت مجددا إلى تدمر لتأخذ نفس المكان الذي احتفلت فيه روسيا قبل فترة بتحريرها، مضيفة أن الأمر في حلب لن يتوقف عند إغلاق صفحة التأثير الغربي في مجريات الأمور، بل سيمتد إلى ما هو أبعد، وهو العبث الإيراني بديموغرافية المدينة. واعتبرت الصحيفة أن "سقوط المدن وإن تم فلن يسقط الحقوق والقناعات والأفكار"، وهو ما لم تستوعبه القوى المؤثرة على الساحة السورية مثلما لم تستوعب مآلات الطغيان الذي تمارسه عشرات الميليشيات مقابل مجموعة من فصائل المعارضة التي تقاتل بسلاحها الشخصي حماية للمدنيين في حلب المكلومة. وفي البحرين، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أنه يتعين على دول الخليج العربي أن تضع أسسا راسخة لمفهوم العلاقة أو التحالف الجديد مع بريطانيا والولايات المتحدة، حتى لا تجد نفسها في ذات الدائرة المغلقة التي وضعتها واشنطن سابقا باسم "الإصلاح السياسي"، وأنه يجب عليها ألا تبني توقعاتها على تصريحات قد تدخل في إطار المجاملات، أكثر مما تدخل في إطار علاقات إستراتيجية حقيقية، لتحقيق الأمن والاستقرار في الخليج، الذي "مازلنا نراه، أن يكون أمنا ذاتيا بالدرجة الأولى، وأن يكون غطاؤنا الأمني خليجيا وعربيا أكثر من أي وقت مضى". وأشارت الصحيفة إلى أن ما خرج من بعض الكتابات الصحيفة البريطانية، أثناء وجود رئيسة الوزراء تيريزا ماي حول ملف حقوق الإنسان، من وجهة نظر المنظمات الدولية المسيسة، قد يتحول مع دخول بريطانيا بثقلها إلى الخليج العربي، إلى ملف سيعمل الغرب على الضغط من خلاله ومن خلال المنظمات الحقوقية المسيسة ومؤسساته الشعبية على دول الخليج، من أجل "استكمال الدور الذي قامت به أمريكا تحت شعارات الدمقرطة والإصلاح السياسي والحريات وشاعت بسببه الفوضى"، وهو ما يجب أن تتنبه إليه هذه الدول. وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (الوسط) إن العلامات الأولى لبداية الانتشار الكبير لتنظيم (داعش) بدأت تلوح في الأفق، مشيرة إلى أنه على خلاف التوقعات التي تتكلم عن هزيمة التنظيم الإرهابي وسحقه نهائيا، فإنه سيدخل المنطقة في مرحلة جديدة من القتل ونشر الذعر والإرهاب العشوائي. وأوضحت أنه في هذه المرحلة، سيكون تنظيم (داعش) أشد خطرا، ذلك أن "هذا الوحش الجريح" يتعرض إلى ضربات شديدة على رأسه في العراق وسورية، تهدد بالإجهاز عليه نهائيا خلال أسابيع، كما تم الإعلان قبل أيام عن هزيمته في مدينة سرت الليبية، فخسر قاعدته وقلعته في شمال أفريقيا، واليوم، هو مهدد بسقوط قلاعه في الموصل العراقية، بعد حلب السورية. وترى الصحيفة أن هذه المرحلة كانت متوقعة تماما، فحين تبدأ قواعد هذا التنظيم الإرهابي بالتصدع والانهيار، وجنوده بالانهزام، سيفكر باللجوء إلى بلدان أخرى، مبينة أنه حيث تضيق الخيارات اليوم أمام فلول التنظيم، فإنه سيشكل مصدر خطر كبير على الدول العربية المجاورة، بما فيها دول الخليج، فضلا عن الدول الإقليمية المتورطة في الصراع كتركياوإيران، ومن ورائهما أوروبا. وبلبنان، تساءلت (الجمهورية) عما يؤخر ولادة الجنين الحكومي، خصوصا أن الأجواء يقال عنها، وفق الصحيفة، إن ها "إيجابية"، وبالتالي الولادة سريعة لحكومة سعد الحريري ال 73 للبلد. وأوضحت أن الاتصالات واللقاءات نشطت مساء أمس لاستعجال تأليف الحكومة، مشيرة الى أن اتفاقا نهائيا حصل على الحكومة التي ستبصر النور خلال ساعات بعدما أعد الحريري التشكيلة الوزارية في صيغتها النهائية تاركا اللمسات الأخيرة عليها لاجتماعه، اليوم، مع رئيس الجمهورية ميشال عون. وقالت الصحيفة إن الاتجاه تبدل نحو حكومة ثلاثينية لتحقيق أوسع تمثيل للقوى السياسية، وذلك بعدما كانت قد راجت خلال النهار معلومات عن حكومة تضم 24 وزيرا. من جهتها قالت (السفير) إن "الحل" الوزاري قد اقترب من خواتميه، بحيث يرجح أن تولد الحكومة بين اليوم والغد، بعدما عولجت العقد الاساسية وتم التوفيق بين مطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري و "التيار الوطني الحر" و حزب "القوات اللبنانية" وحزب (تيار المردة)، على قاعدة "خذ وهات". ولم يعد يؤخر الإعلان الرسمي عن تشكيل الحكومة، وفق الصحيفة، سوى بعض "الرتوش" المتفرقة التي يفترض ان تنجز خلال الساعات المقبلة. أما (النهار) فأكدت أنه في حال ما لم يطرأ عنصر جديد معطل، فإن حكومة الوحدة الوطنية، الأولى في عهد الرئيس ميشال عون، ستولد اليوم برئاسة سعد الحريري الذي أعد صيغتين سيحملهما الى قصر بعبدا اليوم، الأولى من 24 وزيرا، والأخرى من 30، رغبة منه في تفكيك الألغام أمام الحكومة الجديدة، على رغم ميله الى التشكيلة الأولى غير الموسعة. وأكدت أن التركيبة ستشمل معظم الجهات السياسية الأساسية في البلد، بالرغم من عدم وضوح كيف سيشترك حزب (الكتائب) الذي يترأسه سامي الجميل، بعدما أبدى النائب الجميل رغبته في الانضمام شخصيا اليها. وخلصت الى أن ولادة الحكومة باتت تنتظر بشكل أساسي حسم مسألة العدد بعدما تقدمت مجددا معادلة ال 30 وزيرا. وفي قطر، اهتمت صحف (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحيات اعدادها الصادرة اليوم الأربعاء، بالوضع الكارثي في حلب، وطلب قطر عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الشرق) أن مدينة حلب السورية "تعيش لحظة إنسانية فارقة في التاريخ الإنساني، في ظل المجازر البشعة التي يعيشها المدنيون الأبرياء والعزل من أبناء الأحياء الشرقية لهذه المدينة"، مشيرا الى أن قطر طلبت "من منطلق إنساني"، عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، ولنفس الغاية أجرى وزير الخارجية القطري اتصالا هاتفيا مع كل من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، ووزير خارجية الجمهورية التركية. وفي ظل "الآمال المعلقة" على المجتمع الدولي ومجلس الأمن المقرر انعقاده في شكل طارئ لبحث هذه المسألة، تساءلت الصحيفة إن كان هناك من إمكانية ل"صحوة الضمير الإنساني". ومن جهتها، أكدت صحيفة (الوطن) أن "التحرك المطلوب فورا، ربما ينقذ مائة ألف مدني يحاصرهم النظام وحلفاؤه في مساحة لا تتجاوز خمسة كيلومترات، حتى لا يلقوا مصير المئات من قبلهم"، مسجلا أن الاجتماع العربي الذي دعت إليه قطر، والذي "من المرجح أن يعقد اليوم سيصبح فارغ المحتوى، ما لم ينتج عنه قرارات حازمة، وآلية واضحة لتنفيذها على أرض الواقع". وتحت عنوان "من ينتصر لحلب؟"، أشارت صحيفة (الراية) الى أن قطر أكدت رفضها لهذا "التخاذل الدولي الذي ترك حلب فريسة للدمار والمجازر والانتقام الطائفي من خلال دعوتها لاجتماع عربي طارئ في الجامعة العربية"، مضيفة أن العالم "الآن يواجه لحظة الحقيقة فإما أن ينتصر للحق وللإنسانية، ويقف موقفا جادا تجاه ما يحدث في حلب، أو يكون مشاركا بصمته في أبشع مجازر العصر، حيث يتربص الموت والدمار بالبقية الباقية من أهل حلب". وانفردت صحيفة (العرب)، في افتتاحيتها، بالتساؤل عن موقف السلطات المصرية بعد تبني "تنظيم الدولة" تفجير الكنيسة، خاصة وأن "الجميع فوجئ أمس بزجها اسم قطر في هذا العمل الإرهابي المدان والمستنكر"، مستحضرة، في هذا الصدد، الموقف الذي عبرت عنهالخارجية القطرية. وتساءلت عن جدوى "التسرع في رمي اتهامات بلا أدلة لا تتسق مع العلاقات الوطيدة بين شعبي البلدين، خصوصا كون الأشقاء المصريين يشكلون أكبر عدد بين مختلف الجنسيات العربية العاملة في قطر، ويلقون كل ترحاب على المستويين الرسمي والشعبي؟!".