تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة، على عدة مواضيع سياسية واقتصادية متنوعة أبرزها، تطورات الازمة الخليجية، ومحاربة الإرهاب، والأمن الغذائي، والعلاقات الأردنية - السودانية، وتنامي نزوح الاف السوريين هربا من جحيم القصف الجوي لطيران النظام السوري. ففي مصر، نشرت صحيفة "الأهرام" مقالا للكاتب الصحفي فاروق جويدة، أبرز فيه أن حشود الإرهاب التي تطارد العواصم العربية الآن تطرح سؤالا خطيرا حول ماهية القضايا التى حاربت من اجلها الشعوب العربية في الحرية والاستقلال والكرامة و الرموز التي قادت هذه الشعوب في معارك التحرير فى كل ركن من اركان هذا الوطن الذى كان كبيرا. وقال الكاتب إن الانسان يتعجب كيف استبدلت هذه الأرض رموزها العظيمة بهذه الحشود المظلمة من الإرهاب والتي تعلن الحرب على اوطانها تحت شعارات من القتل والدمار، متسائلا "كيف يمكن تصديق أن التراب الذي احتضن رموز الحرية في هذه البلاد يحتضن اليوم هؤلاء القتلة الذين ضللوا الشعوب واستباحوا أمنها واستقلالها ومستقبل اراضيها". كما توقفت الصحيفة في افتتاحيتها عند مغزى الاحتفال بعيد العلم، مؤكدة أن احتفال مصر بعيد العلم يوم السادس من غشت الحالي هو تأكيد على إصرار الدولة على إحياء ذلك الاحتفال بكل ما يحمله من تقدير للعلم وللعلماء، خاصة بعد أن كاد يغيب هذا الاحتفال - الذي بدأ منذ عام 1944 - نتيجة توجهات خاطئة من بعض الحكومات في مرحلة ما قبل ثورة يناير 2011. أما صحيفة "الجمهورية"، فنشرت مقالا للكاتب محمد محمد خليل توقف فيه عند دور الجيوش العربية في التصدي للخطر الإرهابي، والدعم اللوجستي الذي تتحصل عليه الجماعات الإرهابية من اجل نشر الفزع والفوضى في صفوف الشعوب العربية، مبرزا أنه "لن يغيب عن ذهن عاقل، كيف تتحصل الجماعات أو الكيانات الإرهابية علي الأسلحة التي تستخدمها، أسلحة متنوعة لا حصر لها، تصل إليها بطرق أو بأخرى مدعمة بسيارات الدفع الرباعي القادرة علي اختراق الصحراء والطرق الوعرة". وتساءل الكاتب "كيف استطاعت هذه الجماعات التي تحمل أسماء خادعة أن تخترق بعض المناطق في الوطن العربي سواء كانت سيناء أو صحراء العراق وسوريا وليبيا وكيف تمكنت داعش من الاستيلاء على بترول الموصل وتصديره والحصول على الأموال الداعمة لها". كما تناولت الجمهورية موضوع سلامة الغذاء في مصر وضرورة اتخاذ إجراءات أكثر حسما واهتماما من الدولة من أجل تحسين شروط السلامة الصحية، مشيرة إلى أن "اتساع موجة التلوث وانتشار تلوث المياه التي تستخدم في الزراعة والتي تضر بالبيئة الزراعية، بات يعيق تصدير المنتجات الزراعية المصرية من دخول العديد من الدول الأوروبية". وعادت جريدة "اخبار اليوم" من جهتها إلى الحديث عن أزمة قطر، وتفاعلاتها، متسائلة عن مآل وساطة الكويت التي يقوم بها أميرها الشيخ صباح الأحمد لاحتواء هذه الأزمة. جاء ذلك في مقال نشرته الصحيفة للكاتب جلال دويدار ، أكد فيه أن "الحرص على المصلحة العربية العليا هو محور هذه الوساطة، وتبني هذه المبادرة تم بموافقة ومباركة الدول الأربع باعتبار ان هدف موقفها من حكام قطر هو إصلاح انحرافهم بما يسمح بعودتهم عضوا نافعا وفاعلا ومشاركا في منظومة الدفاع عن الأمن القومي العربي". وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) بشأن الأزمة الخليجية الراهنة أنه "بعد مضي شهرين على الأزمة مع قطر ودخولها الشهر الثالث لا تزال الأوضاع كما هي عليه، منذ الخامس من يونيو الماضي، حيث قررت الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب قطع علاقاتها مع قطر، وإغلاق الأجواء الجوية والبحرية أمامها". وأشارت الصحيفة استنادا إلى مصادر إعلامية كويتية إلى أن جهود الوساطة الكويتية باتت تشمل ضمانات كويتية أمريكية مشتركة لحل الأزمة، وأكدت أن ذلك هو ما تضمنته الرسائل الخطية التي سلمها مبعوث أمير الكويت لقادة الدول الأطراف في الأزمة، موضحة أن الكويت تسعى من هذه الضمانات إلى تمهيد الطريق لإطلاق حوار مباشر بين أطراف الأزمة القطرية. وفي الشأن اليمني، نقلت صحيفة (الرياض) عن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قوله إن العديد من تطورات ومستجدات الأزمة اليمنية مؤخرا والمساعي المبذولة لإنهاء الكارثة الإنسانية في اليمن، تفضي إلى التأكيد على أن "الحل في اليمن لن يكون إلا سياسيا، وغير ذلك لن يكون إلا في الخيال". وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن الحل العسكري ليس ضمن أجندة التحالف، كما أن الشرعية اليمنية تتجه إلى الحل السياسي المبني على قرار الأممالمتحدة 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، "ولكن في طيات المبعوث الأممي ما يشير إلى أن الانقلابيين (الحوثي - صالح) لا يقدمون ما يثبت نواياهم الحسنة تجاه الحل السياسي، بل يريدون إطالة أمد الأزمة كون نهايتها لن تكون في صالحهم". وفي موضوع آخر، توقع مقال في يومية (الجزيرة) أن تلوح في الأفق القريب "مؤشرات إيجابية لتحول الاتجاه السياسي العراقي نحو الانفتاح على بيته العربي"، مشيرا إلى "ظهور تغييرات جذرية في الخطاب السياسي في داخل العراق وخارجه وتحول بوصلته نحو استقلال الوطنية السيادية وإبعاد النفوذ الإيراني المتأصل في جسم كل مؤسسات الحكومة الاتحادية في بغدادوالمحافظات الوسطى والجنوبية(...)". وبحسب كاتب المقال، فإن العراق "يتجه لتنفيذ استراتيجية وطنية تعتمد المواطنة أساسا لتشكيل الدولة الأم دون تمييز طائفي وعرقي"، معبرا في نفس الوقت عن الخشية من بروز "مفاجآت سلبية غير متوقعة في مسرح العمليات العسكرية لتحرير الموصل من مليشيات منفلتة تنفذ أجندة التدخل الإيراني في العراق قد تؤدي لتغيير جيوسياسي في العراق بأكمله". وفي قطر، أجمعت الصحف المحلية، في افتتاحياتها، على ما وصفته ب"احترافية" الدوحة في امتصاص صدمة الأزمة الخليجية الراهنة في "زمن قياسي"، معزية هذه القدرة، التي جعلت "الحياة تمضي في قطر مطمئنة"، الى "تكامل الإرادات" بين جميع الفاعلين القطريين وحس "التضامن"، و"الحكمة والحصافة" في "التعامل مع الأزمة بعيدا عن التشنج والانفعالات". وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الراية) أن قطر تمكنت "على مدار شهرين من الأزمة، من تقوية اقتصادها، وأمنها وفتح خطوط دبلوماسية مع العديد من الدول واستطاعت أن توفر احتياجاتها من الأغذية والأدوية، وغيرها من المواد الضرورية"، مسجلة أنها "وجدت البدائل"، في "وقت قياسي حيث لم يشعر أحد بوجود أزمة على الإطلاق" وأن ما كان بارزا هو "الأثر النفسي" للأزمة. واعتبرت (الوطن) ان من نتائج "التكامل في إرادات الفاعلين القطريين" ما نضح عن وزارة الداخلية والخطوط القطرية والسياحة من قرار فتح منافذ الدولة أمام رعايا ثمانين دولة، للدخول بدون تأشيرة، مشيرة الى أنه قرار "ذو مردود كبير على حركة السياحة والضيافة والتجارة والطيران الوطني". وتحت عنوان "قوة قطر في الأزمة"، أشارت صحيفة (الشرق) الى أن مواطن هذه القوة تجلت على المستويين السياسي والاقتصادي، موضحة أن الدوحة اتخذت من الأزمة، على المستوى السياسي "أداة لتوسيع تحالفاتها الإقليمية والدولية بعيدا عن التقيد السابق بالتحالفات التقليدية"، وهو بالنتيجة "ما يعيد تشكيل تحالفات المنطقة وتوازناتها لأمد طويل"، كما أن دبلوماسيتها "النشطة استطاعت ربط العالم الخارجي بالأزمة وتأثيراتها على المصالح الاقليمية والدولية"، الى جانب "تقوية الروابط مع الأطراف الدولية الفاعلة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي". واقتصاديا، كتبت الصحيفة أن قطر "تمكنت من تقوية أدواتها عبر خلق فضاءات اقتصادية وتجارية جديدة" وأيضا "رسم نهج اقتصادي يعتمد على تنمية وبناء القدرات الذاتية، وتوسيع الاستثمارات الداخلية والخارجية، والانفتاح على العالم بدرجة أوسع". وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد) أن القصف الجوي لطيران النظام السوري يوم أمس، دفع عشرات من العائلات السورية العالقة في مخيم الحدلات الواقع بالمنطقة الفاصلة على الحدود الشمالية الشرقية بين سورية والأردن في منطقة بادية الحماد، إلى النزوح من المخيم، باتجاه مخيم "الركبان " بحثا عن الأمان، بعد أن خلق القصف حالة من الهلع والرعب بين اللاجئين. ونقلت الصحيفة عن المسؤول الإعلامي في (الجيش الحر) سعيد سيف، قوله إن قصف المخيم الذي لم يتسبب في وقوع إصابات أو خسائر بشرية، هو محاولة ضغط من قبل قوات النظام على فصائل (الجيش الحر) من أجل إخلاء مواقعها القريبة من المخيم، خاصة وأن قوات النظام السوري والمليشيات الشيعية الموالية له خاضت أمس معارك لاستعادة مواقع فقدتها أول أمس لصالح جيش أسود الشرقية وقوات الشهيد أحمد العبدو التابعين للجيش السوري الحر بعد أن انسحب منها جيش أحرار العشائر. وعلى صعيد آخر، تطرقت صحيفة (الدستور) للعلاقات الأردنية - السودانية، مشيرة إلى تأكيد رئيس الوزراء هاني الملقي، خلال ترؤسه أمس بالخرطوم مع رئيس مجلس الوزراء السوداني لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في دورتها السابعة، لتطلع البلدين لأن تكون العلاقات بينهما أداة مهمة من أدوات تفعيل العمل العربي المشترك، بما في ذلك مساهمتهما الفاعلة في تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، والتي يطمح الطرفان من خلالها إلى المزيد من العمل المشترك نحو تذليل جميع العوائق أمام التجارة العربية، وتطوير آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري. وأشارت الصحيفة إلى توقيع الجانبين الأردني والسوداني، في ختام اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، لعشر اتفاقيات وبروتوكولا ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين على مختلف المستويات. وفي الشأن المحلي، تناولت صحيفة (الرأي) التحضيرات لانتخابات البلديات ومجالس المحافظات المقرر تنظيمها في الخامس عشر من الشهر الجاري، ونقلت عن الناطق باسم الهيئة المستقلة للانتخاب جهاد المومني قوله إن عدد المراقبين المحليين الذين حصلوا على اعتماد الهيئة لمراقبة هذه الانتخابات، بلغ 6 آلاف و128 مراقبا ومراقبة ينتمون إلى 16 جهة رقابية ومنظمات المجتمع المدني وأحزاب ونقابات، مضيفا أن الهيئة اعتمدت 183 ما بين مراقبين ومساعدين وفنيين وداعمين لوجستيين يتبعون ل 18 جهة أجنبية تقدمت بطلبات اعتماد مراقبين للانتخابات. وبخصوص اعتماد المؤسسات الإعلامية والصحفيين، تضيف الصحيفة، فقد اعتمدت الهيئة 1540 ما بين صحفي ومصور وفني يتبعون جميعا لمؤسسات صحفية تتنوع ما بين محطات تلفزيونية وإذاعات وصحف ومواقع إلكترونية بلغ عددها 84 مؤسسة إعلامية.