انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، على عدة مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية، من قبيل العلاقات المصرية الروسية، وكذا علاقات القاهرة بالخرطوم، ومستجدات القضية الفلسطينية، والانفتاح الدبلوماسي الأخير لدول الخليج مع العراق، وتطورات الوضع في اليمن، فضلا عن زيارة الرئيس التركي للأردن، والعملية العسكرية التي أطلقها الجيش اللبناني لتطويق تنظيم (داعش). ففي مصر، قالت يومية ( الجمهورية) إن الرئيس السيسي بعث رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلمها في موسكو أمس الاثنين، وزير الخارجية سامح شكري، للتأكيد على اعتزاز مصر بخصوصية العلاقة الوثيقة مع روسيا والارتقاء بها وتطويرها لآفاق أرحب. وأشارت اليومية في مقال بهذا الخصوص، إلى أن سامح شكري أكد أن المناقشات التي أجراها في موسكو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أوضحت وجود أرضية واسعة في التوافق في وجهات النظر وأهمية التعامل مع التحديات الإقليمية بالشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية المركزية للتوصل إلى حل شامل وعادل على أساس حل الدولتين والعمل المشترك لاستعادة الاستقرار في سوريا وليبيا والعراق واليمن، مبرزا أن الحل السياسي يمثل الطريق الأمثل لحل الأزمة السورية. من جهتها، اهتمت يومية (الأهرام) بالموضوع ذاته، ونقلت عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، قوله، إنه تم التأكيد خلال هذا اللقاء على محورية الدور المصري في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا وإنهاء حالة الانقسام وترسيخ المصالحة الوطنية بين الفرقاء الليبييين ، مضيفا أن الوزيرين بحثا كذلك التطورات الراهنة غلى صعيد الأزمة في سوريا وأهمية استمرار التعاون والتنسيق المصري الروسي في هذا الملف والذي أثمر مؤخرا ، عن التوصل إلى اتفاق للهدنة في كل من حمص والغوطة الشرقية. وسجلت اليومية أن لافروف أعلن في مؤتمر صحفي عقب لقائه بشكري، أنه ستتم مناقشة المشاريع العملاقة بين البلدين خلال اللجنة المشتركة في شتنبر المقبل ومن بينها إنشاء منطقة صناعية في منطقة محور قناة السويس.أما يومية (الأخبار) فنقلت عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تأكيده خلال استقباله أمس وزير الدفاع السوداني، على عمق الروابط الوثيقة التي تجمع بين مصر والسودان، مشددا على أن المرحلة الراهنة تتطلب مزيدا من التنسيق والتشاور المكثف بين الدولتين الشقيقتين وعدم السماح لأي مشكلات بالتأثير على قوة وتميز العلاقات بينهما. وبخصوص تطورات القضية الفلسطينية، نشرت يومية (الأهرام) مقالا للكاتب مكرم محمد أحمد، قال فيه إن "السلطة الوطنية الفلسطينية تملك كل الأسباب وجميع الحيثيات التي تبرر قرارها الصعب الأخير برفض العودة إلى المفاوضات الثنائية المباشرة تحت رعاية أمريكية ، لأنها لا ترى بعد مايقرب من 20 اجتماعا مع وفد التفاوض الأمريكي الذي يرأسه جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب ويضم مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات ، أي فائدة ترجى من هذه الاجتماعات لأن الوسيط الأمريكي ينحاز بشدة إلى الجانب الإسرائيلي ويرفض إدانة الاستيطان الإسرائيلي". وأضاف الكاتب أن "الفلسطينيين يملكون كل الأسباب وجميع الحيثيات التي تجعلهم هذه المرة أكثر إصرارا على رفض انحياز الدور الأمريكي بعد أن سقطت عنه كل مواصفات وواجبات الوسيط النزيه عقب 26 عاما من التفاوض المباشر الذي لم يحرك القضية الفلسطينية بوصة واحدة إلى الأمام". وفي السعودية، تطرقت يومية (الرياض) في افتتاحيتها إلى التطورات في اليمن والتي أكدت أن وتيرتها تسارعت خلال الأيام القليلة الماضية، لتكشف عن "هشاشة الشراكة بين الحوثي والمخلوع صالح التي تجاوزت حد الرسائل غير المباشرة والإيماءات إلى الحديث صراحة بلغة التخوين والتخوين المضاد، وبدأت معالم التوتر في الخروج إلى العلن مقرونة بأفعال لم يعد ممكنا التقليل من شأنها أو نفيها". وقالت الصحيفة إن "الاتهامات المتبادلة بين جناحي الانقلاب في اليمن لم تتوقف وكذلك التحركات على الأرض، فقد كثف الحوثي من تواجده في صنعاء، في حين نشر صالح قواته لتأمين موقع الاحتفال بالذكرى ال 35 لإنشاء حزب المؤتمر الشعبي في تزامن مع لقاءات متعددة شهدت ملاسنات بين مندوبي الحوثي وزعماء القبائل الموالية لصالح". وفي ظل الانفتاح الدبلوماسي الذي طبع العلاقات السعودية الإماراتية مع العراق في الفترة الأخيرة، أبرز مقال في يومية (الجزيرة) أهمية "طرح مشروع عربي خليجي موحد"، مؤكدا أن "جسور الإخاء الممتدة الآن بين العواصم الخليجية الرياض وأبوظبي والمنامة نحو بغداد السلام يمكن أن تكون بداية جدية وصادقة لعهد جديد متين من العلاقات الصادقة والمبنية على الاحترام والثقة". واعتبر كاتب المقال أن من شأن طرح هذا المشروع واعتماده أن يكون "أنجح السيناريوهات السريعة والمؤثرة في قلب الأجندة الطائفية والمعتمدة على المحاصصة" في العراق، مثلما يمكن أن "يعجل بعودة الشعب العراقي الموحد لبيت العرب والعراق مرتكز الفضاء العربي وعمقه الاستراتيجي". وعلى صعيد آخر، توقفت صحيفة (اليوم) عند توافد ضيوف الرحمان إلى المملكة لأداء مناسك الحج لهذا العام، ونقلت عن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، قوله إن عدد الحجاج المتوقع أداؤهم مناسك حج هذا العام يبلغ نحو 2.038 مليون حاج، أي بزيادة 11 في المائة عن العام الماضي، مؤكدا أن كافة القطاعات مجندة لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل رحلتهم الإيمانية. وفي قطر، أجمعت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها، على ضرورة التنسيق بشأن نقل ورعاية الحجاج القطريين مع "وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي تتولى شؤون بعثة الحج القطرية"، موضحة أن "عدم السماح للخطوط الجوية السعودية بالقيام بنقل الحجاج القطريين، مرده إلى أنه يجب أن يتم التنسيق في ذلك مع وزارة الأوقاف من خلال بعثة الحج وفقا للمعمول به في السابق". وأضافت أنه من "حق قطر أن ترعى شؤون حجاجها"، و"من حق الحجاج القطريين السفر على متن الخطوط القطرية"، داعية الى التراجع عن قرار "منع الطائرات القطرية من عبور الأجواء السعودية"، وأيضا "رفع" ما وصفته ب"الحصار عن دولة قطر دون قيد أو شرط". وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي)، أن البيان المشترك الذي صدر عقب المباحثات التي جمعت أمس بعمان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جاء ليضيء على حجم التطابق في الرؤى والقراءات الأردنية التركية إزاء ملفات المنطقة وقضاياها وأيضا في الحرص المشترك على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى وأكثر تطورا وبما يخدم مصالح البلدين. وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها، إلى أن قضايا وملفات المنطقة الساخنة أخذت حيزا كبيرا على طاولة المباحثات الأردنية- التركية، خاصة منها الأزمة السورية التي أرخت تداعياتها بظلالها على البلدين وخاصة أزمة اللجوء السوري، والقضية الفلسطينية حيث دعا الزعيمان إلى إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين تنهي الصراع استنادا إلى حل الدولتين. وفي موضوع آخر، تطرقت صحيفة (الدستور) إلى الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، إلى الأردن المحطة الأولى التي تقوده في إطار جولته لعدد من دول المنطقة، مشيرة إلى أنه جرى خلال لقائه مع العاهل الأردني أمس، بحث الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لاسيما التعاون العسكري والدفاعي، والدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة للمملكة في هذين المجالين. من جهتها، نقلت صحيفة (الغد) عن وزير الداخلية الأردني غالب الزعبي قوله خلال ترؤسه أمس اجتماعا أمنيا، أن الأجهزة والمؤسسات الرسمية الأردنية المعنية جاهزة بشكل كامل لإعادة فتح معبر (طريبيل) الحدودي مع العراق في أي وقت. وأشار الزعبي، خلال الاجتماع، تضيف الصحيفة، إلى أن إعادة فتح معبر طريبيل يمثل أهمية كبرى للأردن والعراق على حد سواء، وخاصة في الجانب الاقتصادي الذي يعتبر شريانا حيويا لهما، مضيفا أن البلدين يبحثان منذ فترة إعادة فتح المعبر وتهيئة جميع الظروف اللازمة لذلك وخاصة من الجانب العراقي. وفي لبنان، نشرت يومية (الجمهورية) مقالا أكدت فيه أن عملية "فجر الجرود" على جبهة جرود رأس بعلبك والقاع، شهدت استعدادات عسكرية من قبل الجيش اللبناني، للمرحلة الثالثة والأخيرة منها والتي تستهدف تحرير مساحة 40 كيلومتر مربعا الأخيرة المتبقية تحت احتلال (داعش)، في الوقت الذي لا يزال فيه الغموض يلف مصير العسكريين المخطوفين لدى "داعش"، الذين لم يعثر لهم بعد على أي أثر، مشيرة إلى أن ما يؤخر استكمال المعركة لاستعادة ما تبقى من الجرود هو البحث الدؤوب الجاري عن العسكريين المخطوفين ومعرفة مكان وجودهم أحياء كانوا أم شهداء. في نفس الموضوع كتبت يومية (المستقبل)، أن "ملاحم بطولية يسطرها الجيش في يومه الثالث من معركة "فجر الجرود"، هي انتصارات لا لبس فيها ولا شكوك تدور حولها، جنود مشوا في فجرهم الأول إلى جرود ظلت لسنوات تحت رحمة الإرهاب ليقطفوا مواسم النصر ويهدوه إلى كل لبنان، وها هم أقرب إليه من أي وقت مضى بعدما استرجعوا أكثر من ثمانين في المائة من مجمل المساحة التي كان يحتلها تنظيم "داعش" في جرود القاع ورأس بعلبك والتي تقدر ب 150 كيلومترا مربعا". من جانبها، قالت صحيفة (الأخبار) إن "الوقت لن يطول قبل إعلان الجيش اللبناني تحرير آخر الأراضي اللبنانيةالمحتلة من قبل إرهابيي "داعش"، الذين يستمرون في الانسحاب نحو الأراضي السورية، ويطلبون وقف النار للتفاوض على الخروج إلى دير الزور. وأوضحت اليومية إذا استمرت وتيرة التقدم في جرود رأس بعلبك والقاع على ما كانت عليه في أول يومين من عملية "فجر الجرود"، فسيكون بمقدور الجيش اللبناني إعلان تحرير الأراضي اللبنانية في غضون السامضامين أبرز الصحف العربية الصادرة اليومعات ال48 المقبلة.