تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، على عدة مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية، أبرزها السياسة الأمريكية في المنطقة العربية، والعلاقات المصرية البيلاروسية، ومستجدات الأزمة الخليجية، وتطورات الوضع في سوريا، والعملية العسكرية اللبنانية لمحاصرة داعش، فضلا عن تفاقم حدة الخلاف بين طرفي الانقلاب في اليمن، إلى جانب قضايا أخرى محلية متنوعة. ففي مصر، نشرت يومية ( الجمهورية) مقالا للكاتب محمد منازع أكد فيه أنه " رغم كل ما حدث في المنطقة العربية خلال السنوات السبع الماضية، إلا ان الولاياتالمتحدة، مازالت تعبث في المنطقة الرعبية، وتلعب بأصابعها الخفية وأساليبها الملتوية وهي تعلم أنها مكروهة من جميع الشعوب في المنطقة، بسبب ممارساتها عموما وانحيازاتها الواضحة خاصة ضد الحقوق العربية. وأضاف الكاتب ان "الجميع استبشر خيرا بعد ان اعتلى الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب سدة الحكم في امريكا، بأنها ربما ستصحح مسارها الخاطئ وتعترف بخطاياها، لكن لم يمضي على ذلك وقت طويل حتى ظهر ما يشير إلى عكس ذلك، عندما حدثت الازمة القطرية وإعلان دول مصر والسعودية والإمارات والبحرين، مقاطعة قطر بسبب رعايتها ودعمها للإرهاب". من جهتها، نشرت يومية (الأهرام) مقالا للكاتب مصطفى الفقي، أشار فيه إلى أن العلاقات المصرية الخليجية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ السحيق منذ أن تحدث المصريون عن بر مصر وبر الحجاز وبر الشام في إشارة إلى منطقتي الجزيرة العربية بما فيها دول الخليج، والإشارة الأخرى إلى الشام الكبير حين كان امتدادا أرضيا لمصر قبل ظهور إسرائيل أو حتى حفر قناة السويس. وسجل صاحب المقال، أن مصر قد حرصت دائما على الارتباط بدول الخليج انطلاقا من هوى المصريين تجاه البقاع المقدسة في الجزيرة العربية، كما حرصت مصر على دعم أشقائها في تلك المنطقة القريبة منها، وذلك قبل ظهور النفط وتحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لسكان الجزيرة والخليج. من جهتها، ذكرت يومية (الأخبار) أن وزير الخارجية سامح شكري، الذي يزور عددا من دول شرق اوروبا، جدد أمس تطلع مصر لدعم بيلاروسيا لمفاوضات إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوراسي ورغبتها في تطوير التعاون الاقتصادي. ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، قوله، إن محادثات شكري ببيلاروسيا، تناولت مساعي البلدين لدفع العلاقات الثنائية قدما في المجالات السياسة والاقتصادية، بما في ذلك المشاريع ال45 التي تم توقيعها في إطار أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين. وبخصوص تفاعلات الأزمة الخليجية، نشرت يومية (الجمهورية) مقالا للكاتب علاء معتمد، قال فيه إن تحميل قطر وجماعة الإخوان، مسؤولية أي قرار أو إجراء سلبي قد تتخذه أي دولة أو منظمة دولية ضد مصر، "خطأ كبير"، لأنه ببساطة أمر يسعدهما ويصب في مصلحتهما أكثر مما يلحق الضرر بهما. فهو يظهرهما، يضيف الكاتب، في "موقف القوي القادر على إلحاق الضرر بدول بحجم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وغيرهما إن أرادا، أي أنه يضيف إليهما قوة فعل هما أضعف من أن يمتلكاها، ويضعهما تحت ضوء هما أحوج ما يكونا إليه ويمنحهما دورا دبلوماسيا هما أقل بكثير من أن يقوما به، تماما كما كانت إسرائيل تسعد بتضخيم قوتها العسكرية والنووية لتخويف جيرانها العرب". وبخصوص الوضع في سوريا، أوردت يومية (الأهرام) مقالا للكاتب محمد السعيد إدريس، أشار فيه إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا سواء على جبهة انتشار الجيش السوري بشكل واسع في معظم أنحاء البلاد على حساب مناطق كانت تسيطر عليها فصائل معارضة ، أو على جبهة القضاء على تنظيم "داعش" في معقله الأهم بمحافظة الرقة، باتت تفرض البحث عن إجابات للكثير من الأسئلة المهمة. وأضاف الكاتب، أن بعض هذه الاسئلة يتعلق بمعالم التسوية السورية، وبالذات ما يتعلق بمستقبل نظام الحكم، هل ستبقى سوريا دولة مركزية موحدة أم أن الحل الفيدرالي أخذ يفرض مرتكزاته وأرجحيته من خلال ما يتم تأسيسه الآن من أربع مناطق ل"خفض التوتر" في مناطق سورية مختلفة تحمل معالم التقسيم الفيدرالي. وفي السعودية، تطرقت معظم الصحف المحلية إلى تطورات المشهد اليمني وتفاقم الخلاف بين الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وفي هذا الإطار توقف مقال في صحيفة (اليوم) عند الاتهامات المتبادلة بين طرفي "الانقلاب في اليمن، حيث يتهم صالح الحوثي بالتآمر، فيما يتهم الحوثي صالح، بأنه يفتت، بتصرفات أنصاره وحشده السياسي الإعلامي، الجبهة الداخلية"، معتبرة أن هذا الاتهام ينطلق من افتراض أن في اليمن، أو في صنعاء على وجه التحديد، جبهة داخلية قابلة للتفتيت، إلا إذا كان المقصود تفتيت المفتت وتحويله إلى شظايا تتطاير في المنطقة كلها". وتوقع كاتب المقال، أن تكون "إيديولوجيا الحوثيين وإنكار واقع ما بعد صالح لدى حزبه، حزب المؤتمر الشعبي، سببا في إطالة عمر الأزمة اليمنية، ومضاعفة خسارات اليمن التاريخية، السياسية والاقتصادية، ذلك أن شوكة الشك التي نبتت الآن في حلقي الطرفين ستجعل الصراع يتجاوز بكثير ما هو عليه الآن، حيث سيترحم اليمنيون، إن لم تحدث معجزة، على كل ما مروا به من مآس في تاريخهم الحديث". وفي نفس الموضوع، ذكرت يومية (عكاظ) أنه "في ظل تفاقم الخلاف بين الحوثيين وصالح، حاول وسطاء التوصل إلى اتفاق تهدئة بين شريكي الانقلاب، لكن الميليشيات الحوثية ترفض مقترحات الحل وتصر على ضرورة تسليم نجل المخلوع صلاح علي عبد الله صالح ومرافقيه، متهمين شريكهم صالح بإدارة شبكات مسلحة داخل صنعاء". وبحسب الصحيفة، فإن "صالح فر إلى قبيلته في مديرية سنحان جنوب شرقي العاصمة للاحتماء بها، وأفادت بأنه يجري اتصالات مع القيادات العسكرية الموالية له لاتخاذ الإجراءات اللازمة تحسبا لمواجهات دامية يتوقع أن تندلع خلال الأيام القليلة القادمة". وفي موضوع آخر، أبرز مقال في يومية (الاقتصادية) أن المملكة العربية السعودية "تمكنت خلال ال 32 عاما الأخيرة، من استضافة نحو 62 مليون حاج وحاجة إلى بيت الله الحرام، وسخرت طوال تلك الفترة وما سبقها من أعوام جهودها كاملة لتقديم كل ما يمكن أن يوفر لتلك الملايين من حجاج بيت الله الحرام، إمكانية وتسهيل أدائهم الركن الخامس من أركان الإسلام". وأبرز المقال جهود المملكة في استضافة ضيوف الرحمان وما يتطلبه ذلك من توفير مئات الآلاف من الموارد البشرية والأرصدة المالية وإعداد وتأهيل وتطوير البنى التحتية على جميع المستويات، مؤكدا أن هذه الجهود تعد "بيانا بالغ الأهمية لحقائق قد تكون غابت جهلا أو عمدا، وقف وراءها عديد ممن اعتدنا على سماع أصواتهم النشاز بالتزامن مع كل موسم للحج". وفي قطر، ما تزال تفاعلات الأزمة الخليجية الراهنة تهيمن على اهتمامات الصحف المحلية، وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحية، تحت عنوان " نعم .. يبقى الحل في المبادرة الكويتية"، أن "المبادرة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، هي البوصلة، التي تتحرك باتجاهها كل الأطراف التي دخلت على خط الأزمة، بمساعيها الحميدة"، آخرها الجولة الحالية لوزير خارجية روسيا سيرغى لافروف، الذي أكد بالقول "ننطلق من أن المبادرة الكويتية تستحق دعم كل من يستطيع التأثير إيجابيا على الوضع". وفي سياق ذلك، يأتي ترحيب قطر بالمبادرة الكويتية، تضيف الصحيفة، أولا ل"معرفتها الحقة بالشيخ صباح الأحمد، الرجل الذي قلبه على الكيان الخليجي وحتمية تماسكه خاصة في هذا الوقت (..) الذي تتزايد فيه أطماع الطامعين على ثرواته"، وثانيا ل"إيمانها بحتمية أن يكون الحل من داخل البيت الخليجي"، وثالثا ل"رفع الوسيط الكويتي لراية الحوار لحل الأزمة، وهذا ينسجم تماما مع ما ظلت تدعو إليه". ومن جهتها، استعرضت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، خلاصات واستنتاجات ندوة "أزمة الخليج والإقليم" التي نظمتها أمس الاثنين جامعة قطر بالتعاون مع معهد بروكينجز- الدوحة، بمشاركة مجموعة من الخبراء، متوقفة، على الخصوص، عند معلومات أوردتها صحف تركية حول بعض نتائج التحقيقات الجارية بتركيا بشأن المتورطين في قرصنة وكالة الأنباء القطرية وعملية الاعتقال التي طالت خمسة مشتبهين منهم داخل الأراضي التركية وتوصل المحققين الى "بيانات 122 شخصا" ضالعين في هذه العملية يقيمون خارج تركيا. ومن جانبها، استحضرت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، ما جاء على لسان مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري، الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، حول طبيعة الحل للأزمة الخليجية الراهنة، الذي ينبغي، برأيه، أن يكون " في إطار احترام سيادة كل دولة وإرادتها، وألا يوضع في صيغة إملاءات، بل كتعهدات متبادلة والتزامات مشتركة ملزمة للجميع"، مضيفا أن "الانفتاح على الحوار، ليس لايجاد حلول فحسب، وإنما لصالح الجميع والشعوب، ولتوفير الجهود لخدمة قضايا الأمة". وفي لبنان، واصلت يومية (المستقبل)، تناولها للعملية العسكرية التي يشنها الجيش من أجل تطويق معاقل "داعش"، وأشارت إلى أن الجيش اللبناني إذا كان قد تلقف بكثير من الحزم والحذر الصفقة المبرمة على جبهة الجرود السورية مع تنظيم (داعش)، فإنه يعتبر عملية "فجر الجرود" اللبنانية مستمرة ولن تنتهي إلا بانتهاء نتائج فحوص الحمض النووي على الجثامين بالإضافة إلى تحديد مكان جثمان العسكري المخطوف عباس مدلج. وأضافت اليومية أن تيار "المستقبل" تلقى بمزيد من الأسف حفلة التوتير والضرب على وتر "الانتصار" الجردي التي صبغت إطلالة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله أمس احتفاء بالاتفاق السوري المعقود بين نظام الأسد والحزب و(أمراء داعش) لتأمين عبور سالك وآمن للإرهابيين بأسلحتهم الخفيفة إلى الداخل السوري، سيما وأن "التيار" أبدى رفضا قاطعا لمحاولة "تحويل مناسبة تحرير الجرود البقاعية والانتصار الذي حققه الجيش اللبناني على تنظيم "داعش" الإرهابي والنهاية التي آل إليها مصير العسكريين المخطوفين إلى ميدان لتعكير المناخ الوطني ولتجيير هذا الانتصار لمصلحة أجندات إقليمية. وفي الموضوع ذاته، كتبت يومية (الجمهورية) أنه بعد أيام، وربما ساعات، أعلن قائد الجيش الانتصار إيذانا بانتهاء عملية "فجر الجرود" ليبدأ العد العكسي لزيارة مجموعة من الوفود العسكرية والخبراء إلى بيروت لأكثر من هدف، وذلك للوقوف على مجريات العمليات العسكرية ووقائعها وحسن استخدام الأسلحة الأمريكية والغربية للقضاء على (داعش - فرع لبنان) بأقل كلفة وأسرع وقت. وأوضحت اليومية، أنه لن يكون مستغربا أن تنشغل الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش في الفترة المقبلة التي ستلي إعلان النصر على الجيب الأخير للمجموعات الإرهابية من (داعش – لبنان) باستقبال وفود خارجية للوقوف على مجريات هذه العملية العسكرية وما رافقها. من جهتها، قالت صحيفة (الأخبار)، إنه "ما إن خرج آخر إرهابي مسلح من الجرود اللبنانية السورية مساء أمس، حتى أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معلنا النصر على الإرهاب التكفيري، ومحددا يوم 28 غشت عيدا للتحرير الثاني، كاشفا للبنانيين تفاصيل التسوية الأخيرة التي توجت بعد معركتي "إن عدتم عدنا" و"فجر الجرود" بتحرير كامل الحدود اللبنانية السورية، ومصير العسكريين اللبنانيين وجثامين لشهداء للمقاومة، وعودة الأسير المقاوم أحمد معتوق.