انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، على عدة مواضيع أبرزها، الحرب على الإرهاب، واحتضان مصر للمؤتمر العالمي للشمول المالي، وتزايد حدة الخلاف بين طرفي الانقلاب في اليمن، ومستقبل النفوذ الإيراني في العراق، فضلا عن زيارة أمير قطر لكل من تركيا وألمانيا وفرنسا والهاجس الأمني في لبنان عقب ورود تقارير أمنية تفيد باحتمال وقوع عمليات إرهابية في البلاد. ففي مصر، نشرت (أخبار اليوم) مقالا للكاتب عبدالله حسن، أبرز فيه أنه على الرغم من "التضحيات الكبيرة والشهداء الذين استشهدوا، لا زال "الإرهابيون" المأجورون الذين انتشروا في كهوف سيناء، يظهرون بين الحين والآخر ليرتكبوا عملية إجرامية يروح ضحيتها خيرة شباب مصر". وأشار الكاتب، إلى أن يقظة أجهزة الأمن، حالت دون تنامي هذه العمليات الإجرامية خلال الفترة الأخيرة بعد الضربات الناجحة التي نفذتها لتطويق مخابئ الإرهابيين وقتل الكثيرين منهم وتدمير مخازن الأسلحة والدخيرة والمتفجرات. وحول الموضوع ذاته، نشرت صحيفة (الجمهورية) مقالا للكاتب ناجي قمحة، أكد فيه أن "الشعب المصري يقاتل جماعات الإرهاب التي تسللت إلى أرضه وتحاول إشاعة اليأس والتشكيك في قدرة الشعب على الصمود في هذه المعركة القاسية طويلة الأمد التي لا تستهدف حكومة بعينها أو نظاما بعينه، وإنما تستهدف أمن مصر واستقرارها وإسقاط مؤسسات الدولة على النحو الذي نلمس آثاره المدمرة في الدول المحيطة بنا". وأضاف الكاتب، أن تكريم أسر الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم لنصرة مصر، يبقى مسؤولية الشعب كله، من مجتمع مدني ونقابات واتحادات وجمعيات وأندية وأحزاب وغيرها. كما سلطت (الجمهورية) الضوء على أشغال المؤتمر العالمي للشمول المالي الذي احتضنته شرم الشيخ (13-15 شتنبر)، وكتبت في افتتاحيتها، أن هذا المؤتمر يأتي "مظلة مهمة لجذب الاستثمار وتعزيز شراكة القطاع الخاص وزيادة المدخرات، ولتكون القيمة المضافة وتصاعد نسبة النمو والدخل القومي بشائر الثمار". وبدورها، نشرت يومية (أخبار اليوم) مقالا للكاتب مجدي دربالة، سجل فيه أن مصر، استضافت على مدى ثلاثة أيام، بشرم الشيخ، أكبر مؤتمر للتحالف الدولي للشمول المالي، للتأكيد مرة أخرى على نجاحها في إطلاق إصلاحات اقتصادية، مكنت البلاد من الخروج من الازمة الاقتصادية التي كانت تعصف بها، بأمان، مبرزا أن مصر استطاعت في هذه الفترة أن تبني احتياطها النقدي الأجنبي بعد انهياره وان تقضي على سوق الصرف الموازي وأن تعيد الثقة للأجانب للاستثمار في البلاد. وفي السعودية، كتبت صحيفة (عكاظ) بشأن تفاقم حدة الخلاف بين مليشيا الحوثي-صالح أن "ذهاب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح للشراكة مع الحوثي كان دافعها تقوية جيشه بأموال الحوثيين، إلا أنه استيقظ أخيرا ليجد نفسه مسلوب المال والسلاح، إذ نجح الحوثيون في قلب المعادلة، فضموا إلى سيطرتهم على المال سيطرتهم على القوة العسكرية". وأوضحت الصحيفة أن "الحسابات الخاطئة والتقديرات الارتجالية ذهبت بصالح إلى تأسيس ما يسمى المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ، سعيا منه لإضفاء صفة القانونية على الانقلاب، ما يظهره للعالم منافسا للشرعية الدستورية التي تم الانقلاب عليها، وتضليل العالم بحكومتين ورئاستين وسلطتين ما يربك الوضع السياسي، إلا أن الشراكة مكنت الحوثي من وزارة المالية، وتاليا من وزارة الدفاع". من جهتها، أوردت صحيفة (اليوم) أن "قتلى وجرحى سقطوا في صفوف الميليشيا الانقلابية؛ نتيجة اشتباكات بين الطرفين المتناحرين في عدة مواقع شمال غرب تعز وسط خلافات وتسابق طرفي الانقلاب للانفراد بالسلطة ومفاصل الدولة". وأشارت الصحيفة استنادا إلى "مصادر ميدانية إلى أن مواجهات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة اندلعت في نقطة الرمادة غرب تعز نتيجة خلافات بين عناصر تابعة لحليفي الانقلاب"، فيما "توعدت ميليشيا الحوثي باعتقال قيادات حزب المخلوع صالح بعدما رفضت رفع النقاط الأمنية والعسكرية". وفي شأن آخر، أثارت صحيفة (الوطن الآن) تساؤلات بشأن مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم (داعش) الإرهابي في العراق، ولاسيما حول "مستقبل النفوذ الإيراني في هذا البلد المهم استراتيجيا للعالم العربي، في ضوء تنامي دور ميليشيات الحشد الشعبي التي تربطها صلات عسكرية وأمنية متينة مع الحرس الثوري الإيراني" وقالت الصحيفة إن "التقارب على المستويين السياسي والأمني بين المملكة العربية السعودية والعراق في الأسابيع الأخيرة، طرح أهم التحديات لهذا النفوذ الإيراني، لاسيما أن المعلومات أشارت إلى أن الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي، تلقت رسائل إيرانية تتحفظ على هذا التقارب الحاصل بين البلدين"، مشيرة إلى أن طهران تعد خطواتها لإعادة نوري المالكي إلى السلطة عبر الانتخابات البرلمانية المقبلة، في سعيها لتعزيز نفوذها في المنطقة. وفي قطر، واصلت الصحف المحلية، في افتتاحياتها ، التركيز على زيارة أمير قطر لكل من تركيا وألمانيا وفرنسا، مستحضرة مواقف هذه الدول من الأزمة الخليجية الراهنة ومستوى وآفاق علاقات التعاون ما بينها والدوحة. وفي هذا الصدد، وصفت صحيفة (الوطن) المحادثات التي اجراها أمير قطربالعواصم الثلاث ب"المثمرة"، منوهة الى أن رؤساء هذه الدول جددوا خلال هذه المحادثات تأكيد ضرورة حل الأزمة الخليجية عبر طاولة الحوار. من جهتها، سجلت صحيفة (الشرق) أن زيارة الشيخ تميم لهذه الدول "تعكس ذكاء صانع القرار في الدوحة"؛ خاصة وأن "باريس وبرلين من أهم عواصم صناعة القرار أوروبيا ودوليا"، مشيرة الى أن من أبرز عناوين هذه الجولة إبراز موقف قطر وتجديد تأكيد قبولها "بالحوار المتكافئ والوساطة الكويتية" كسبيل لتسوية الأزمة الراهنة. وتحت عنوان "جولة تعضيد المواقف والشراكات"، اعتبر رئيس تحرير صحيفة (الراية) ان زيارات العمل الأميرية هاته تكتسي "أهمية وبعدا سياسيا لافتا من حيث التوقيت ومن حيث طبيعة الملفات والقضايا التي تناولتها على الصعد الثنائية أو الإقليمية والدولية وما أكثرها وأخطرها "، مذكرا بأن الدول التي شملتها الجولة كانت "طالبت منذ بداية الأزمة الخليجية، بضرورة حلها من خلال الحوار والتفاوض والجهد الدبلوماسي، بما يحقق مصالح جميع الأطراف، بعيدا عن لغة التصعيد والتهديد والإملاءات والمساس بالسيادة". وفي لبنان تركز اهتمام الصحف على تحذيرات بعض السفارات الأجنبية لرعاياها بلبنان، وزيارة بعثة صندوق النقد الدولي إلى بيروت. وفي هذا الصدد، أوردت صحيفة (الجمهورية) أن "الهاجس الأمني نحى كل الملفات الأخرى جانبا وتربع على سطح المشهد الداخلي، وفعلت التحذيرات الدولية التي توالت على يومين متتالين، وخلقت بلبلة داخلية ورفعت منسوب القلق لدى اللبنانيين من أن يكونوا أهدافا لعمليات إرهابية خطيرة، وهو الأمر الذي دفع العديد من السياسيين إلى إلغاء نشاطات كانوا ينوون القيام بها نهاية الأسبوع الحالي، خصوصا أن النبرة الحازمة التي تضمنتها هذه التحذيرات إلى رعاياها في لبنان، بدت وكأنها مبنية على معطيات أمنية شديدة الخطورة حول استهداف مراكز حيوية وتجمعات في لبنان، وصلت إلى حد تحديد موعد حصول عمل إرهابي خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة". وأضافت اليومية أن تلك التحذيرات أتت، في وقت تمكن الجيش من كشف خلية ل(داعش) في مخيم (عين الحلوة) كانت تعد لعملية إرهابية، وألقى القبض على 19 متورط، وفي وقت تبدو فيه البلاد وقد دخلت في حال من الاسترخاء السياسي. وفي الموضوع ذاته، كتبت يومية (الديار) "بعد انتصار الجيش اللبناني والمقاومة على الإرهاب في معارك الجرود على الحدود اللبنانية - السورية، خشي المراقبون السياسيون من قيام التنظيمات الإرهابية بردات فعل انتقامية عن طريق خلاياها النائمة في لبنان ولا سيما "الذئاب المنفردة" التي وعد قائد الجيش العماد جوزف عون القضاء عليها بشكل نهائي"، مشيرة إلى أنه ضمن هذه الخشية أصدرت السفارة الأميركية في بيروت تحذيرا منعت من خلاله رعاياها من زيارة بعض الأماكن المهددة بأعمال إرهابية ومنها كازينو لبنان في جونية، ثم تلتها السفارة الكندية بدعوة رعاياها عبر رسالة إلكترونية إلى وجوب البقاء يقظين لأن الوضع الأمني في لبنان لا يمكن التنبؤ به وهناك تهديد مستمر للهجمات الإرهابية. وفي موضوع آخر،تناولت يومية (المستقبل) زيارة بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة كريستوفر غارفيس إلى لبنان، والتي اختتمت أمس بعد إجراء لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين لاسيما رئيسي الجمهورية والحكومة وفعاليات من القطاع الخاص، مشيرة إلى أن اللجنة خلصت إلى أن الأولوية بالنسبة للاقتصاد اللبناني في الفترة الراهنة، تكمن في تركيز التصحيح المالي وتشجيع النمو القابل للاستمرار من خلال إطلاق الإصلاحات الهيكلية.