لم تفقد ماريا باهي، الناشطة الجمعوية العاملة في مجال محاربة مقاهي الشيشا وتجارة القرقوبي ومخدر ليكستازي في الأحياء الشعبية لمدينة الدارالبيضاء، عزيمتها في مواصلة معركتها ضد ما تسميه "لوبيات الشيشا والمخدرات"، بالرغم من اختفاء ابنتها ذات الستة عشر ربيعا في ظروف غامضة بحي مولاي رشيد، الذي تقول إنه أصبح مرتعا لمروجي المخدرات وتجار مقاهي الشيشا بالمنطقة. وفي الوقت الذي تواصل فيه ماريا باهي، المنتمية إلى حزب الطليعة (اليسار الراديكالي)، حربها على من يقف وراء هذه المقاهي التي تستقطب القاصرات والجانحين، تواصل الناشطة الجمعوية رحلة البحث عن ابنتها رحاب التي اختفت عن أنظار أسرتها منذ أسبوع، لتشاهد في مقهى متخصصة في تقديم الشيشا. مجموعة من صديقات الفتاة "رحاب" التقتهم هسبريس رفقة ماريا باهي في النصف الأول من صباح اليوم الجمعة، وأكدن أن صديقتهن المختفية كانت تتردد بانتظام على مجموعة من مقاهي الشيشا، التي تنشط بكل حرية أمام أنظار عناصر أمن مولاي رشيد، حيث كانت تتناول الشيشا ومخدر ليكستازي الذي يقدمه لها مجموعة من تجار ليكستازي الذي يقبل على استهلاكه القاصرون والقاصرات أمام أنظار مسيري هذه المقاهي. وحاولت ماريا باهي الحصول على بعض المعلومات التي تساعدها في التعرف عن مكان وجود ابنتها، لتفاجأ وهي تلج مجموعة من مقاهي الشيشا المنتشرة بشارع ادريس الحارثي بأن جل مرتاديها من المراهقين والبالغين يتوفرون على سواعد "مشرطة" بآلات حادة وبتناولهم للمخدرات. وتقول ماريا باهي لهسبريس: "لن أستسلم، وسأواصل بحثي عن فلذة كبدي لإنقاذها من براثن هؤلاء المجرمين، وهذا لن يثنيني عن مواصلة معركتي ضد أصحاب هذه المقاهي التي تحولت إلى أوكار الشيشا وتناول المخدرات والاستغلال الجنسي للقاصرين". وتضيف الناشطة الجمعوية: "أحمل المسؤولية مباشرة إلى مصالح أمن مولاي رشيد، الذين لا يقومون بواجبهم في محاربة هذه الظاهرة. والدليل هو أن جميع هذه الأوكار تفتح أبوابها يوميا، ولا أحد يحرك ساكنا من المسؤولين الأمنيين بالمنطقة، التي تحتضن عشرات هذه المقاهي التي تلقي بأبنائنا في غياهب الإدمان والضياع". من جهته، حذر عبد الصمد التحفي، المنسق الوطني لتنسيقية مبادرة "لا للقرقوبي.. لا للمخدرات"، من تفشي ظاهرة انتشار مقاهي الشيشا، التي اعتبرها أنها تشكل خطرا كبيرا على مستقبل مراهقي الأحياء الشعبية بكل من حي مولاي رشيد وسيدي مومن وسباتة والمناطق المجاورة. وقال التحفي، في تصريح لهسبريس، إن "شارع إدريس الحارثي بالبيضاء أصبح عاصمة لمقاهي الشيشا، التي تحول أصحابها إلى لوبيات ضاغطة ينشطون بكل حرية بعيدا عن أي رقابة أمنية، بالرغم من أن معظم هذه المقاهي تعرف ترويج المخدرات كالحشيش والاكستازي والكحول؛ وهو ما يستدعي من ولاية أمن الدارالبيضاء التدخل بشكل عاجل لوقف هذا العبث الذي يواجهه أمن مولاي رشيد بالتجاهل".