لا يمر فصل الصيف بالمغرب إلا ويقترن بتسجيل حالات عديدة من التسممات الغذائية التي تعرف في الكثير من الأحيان عددا كبيرا من وفيات أطفال صغار وأسر بكاملها، إذ يصاحب الاستمتاع بالأجواء الصيفية وموسم الاصطياف الإقبال على مواد مختلفة، على غرار العصائر بمختلف أنواعها، والأكلات المشوية مجهولة المصدر، أو المقلية بزيوت فاسدة، والمشروبات الغازية منتهية الصلاحية؛ ناهيك عن المثلجات الفاسدة التي تغري الأطفال بألوانها المصنعة الفاسدة. وحسب أسماء زريول، أخصائية التغذية والحمية الغذائية، في اتصال بهسبريس، فإن "ارتفاع درجات الحرارة يصاحبه تلوث الطعام بالجراثيم المضرة التي تتكاثر بشكل أسرع في الأجواء الدافئة والرطبة"، وزادت: "في الغالب يحدث التسمم الغذائي عن طريق تلك البكتيريا المتكاثرة أو الفيروسات أو غيرها من السموم المتواجدة بالغذاء، والتي تتسبب في الغالب في غثيان وقيئ وصداع وتشنجات في البطن وإسهال حاد". وأضافت الأخصائية ذاتها: "لا تحدث معظم حوادث التسمم من تناول الطعام في المطاعم والمأكولات المعروضة على أرصفة الطرقات أو الشواطئ، بل تحصل أيضا في البيت، إن لم نراع شروط النظافة وتخزين المأكولات والأطباق المطبوخة"، وزادت: "في الكثير من الأحيان نستعمل عادات خاطئة تضر بصحتنا وصحة أطفالنا، لذا فمن الضروري على كل سيدة أن تفصل الأطعمة النيئة عن المطبوخة، مع واجب غسل الفواكه والخضر بالطريقة الصحيحة، والاحتفاظ بها في البراد، والتأكد أيضا من غسل اليدين جيدا بالماء الدافئ وتجفيفهما قبل تناول الأكل". واستطردت الأخصائية ذاتها: "من الضروري غسل وسائل المطبخ قبل وبعد إعداد الطعام، ولاسيما بعد تماسها مع اللحوم النيئة، بما في ذلك الدواجن والبيض النيئ، والأسماك والخضراوات، مع ضرورة الانتباه إلى الأطعمة التي تدخل البيت، وإلى مدة صلاحية العلب والمشروبات المصنعة، والابتعاد عن تناول المرتديلا التي لا نعرف مصدرها ولا المواد المصنعة منها". وتزامنا ودخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يزداد الإقبال على تناول المثلجات المصنعة بالحليب أو البيض، مع إضافة ملونات مصنعة مجهولة المصدر، وفي هذا الصدد تشير أخصائية التغذية والحمية الغذائية إلى أن "سعي الأطفال وراء تناول المثلجات والمشروبات المثلجة في الشوارع والشواطئ المغربية بهدف إطفاء لهيب الحر يتسبب في الإصابة بالالتهاب اللوزتين، ناهيك عن الإصابة بالإسهال ومغص في الأمعاء والمعدة؛ وقد تتطور الأمور وتصل إلى الإصابة بتسمم غذائي". وللابتعاد عن كل المخاطر الناجمة عن التسممات الغذائية وحماية أنفسنا وأطفالنا من خطر المأكولات الجاهزة المعروضة في الأرصفة والشواطئ، تنصح أخصائية التغذية ب"اصطحاب المأكولات النباتية إلى الشاطئ، مثل القطاني والسلطات المغربية المطبوخة، مع تجنب تناول جميع أشكال اللحوم". وبخصوص أعراض الإصابة بتسمم غذائي، تقول الأخصائية ذاتها: "في بعض الأحيان لا تظهر التسممات إلا بعد مرور 3 أيام، والكثير منها في المرحلة الأولى تتسبب في الإصابة بالإغماء أو الغثيان وأوجاع على مستوى الأمعاء، بالإضافة إلى ظهور إسهال حاد وتعرق شديد، قد يظن الآباء أنه ناتج عن ضربة شمس، إلا أنه قد يؤثر سلبا على صحة الطفل المصاب". وعن الإسعافات الأولية التي يجب على المصاب بهذه الأعراض القيام بها في البيت قبل الوصول إلى أقرب مستشفى، تقول أسماء زريول، في الاتصال ذاته بالجريدة: "من الضروري تعويض السوائل التي يفقدها الجسم بعد إصابته بالإسهال، لذا يجب شرب مياه معدنية مع إضافة ملعقتين من الملح وملعقة من السكر، وعدم أخذ أي أدوية مضادة للإسهال؛ لأن ذلك يبطئ من عملية التخلص من البكتيريا التي تتواجد بالجسم".