أوقف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال من قبل السلطات الجزائرية في مطار الجزائر، بعد أسابيع قليلة على تصريحاته التي انتقد فيها بشكل صريح تأسيس الجزائر لجبهة البوليساريو ودورها في زعزعة استقرار المنطقة. في مقابلة أجراها مع منصة Frontières Media، وجه صنصال انتقادات لاذعة للنظام الجزائري، معتبرًا أن تأسيس جبهة البوليساريو كان خطوة متعمدة من قبل النظام العسكري الجزائري لزعزعة استقرار المغرب. وصرح قائلاً: "النظام العسكري الجزائري لم يسعَ فقط لفرض الشيوعية داخليًا، بل حاول تصدير هذا النهج عبر خلق البوليساريو. الهدف لم يكن سوى إضعاف المغرب وإخفاء إخفاقات النظام الجزائري أمام شعبه. المغرب كان ولا يزال نموذجًا مختلفًا من حيث الحريات والانفتاح الاقتصادي والسياحي..". وأضاف الكاتب: "عندما استعمرت فرنساالجزائر، ضمت بشكل تعسفي أجزاءً من الغرب المغربي إلى الأراضي الجزائرية، ما خلق وضعًا جغرافيًا وسياسيًا غير مستقر حتى اليوم..". كما أشار إلى أن المغرب تاريخيًا كان يتمتع بمكانة حضارية ودولية كبرى، مقارنة بدول أخرى في المنطقة، ما جعل من الصعب على القوى الاستعمارية السيطرة عليه بنفس الطريقة التي سيطرت بها على الكيانات الأقل قوة. تصريحات صنصال أشعلت غضب السلطات الجزائرية، التي اعتبرت تصريحاته مساسًا "بالسيادة الوطنية" وتشكيكًا في السياسات التاريخية للدولة. وبعد تصاعد الانتقادات من الإعلام الرسمي الجزائري، تم توقيف الكاتب فور وصوله إلى المطار، وسط اتهامات تتعلق بالتخابر مع جهات أجنبية. توقيف صنصال أثار ردود فعل واسعة في الأوساط الثقافية والسياسية. اعتبرت العديد من المنظمات الحقوقية أن هذه الخطوة تمثل تضييقًا على حرية التعبير، ومحاولة لإسكات الأصوات المعارضة للنظام الجزائري. الكاتب المعروف بمواقفه الجريئة وتحليلاته السياسية كان دائم الانتقاد لما يصفه ب"تحكم النظام العسكري في مصير الجزائر"، مشددًا على ضرورة التحول الديمقراطي والاقتصادي لتحقيق مستقبل أفضل للشعب الجزائري.