أكثر من سبع ساعات هي المدة التي أمضاها الأمن في الشد والجذب مع حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وأنصاره أثناء محاولة إفراغ مقر نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وسط الرباط، لتتحول المناوشات إلى صراع بين الطرفين خلّف إصابات وإغماءات في صفوف الاستقلاليين، وتمكن الأمن عقبها من إفراغ مقر النقابة. أنصار شباط حاولوا جاهدين منع قوات الأمن من تكسير أقفال بوابة المقر الذي صدر حكم بإفراغه، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، كما لم تنفع خطابات شباط المتكررة منذ الصباح من صد هذه القوات من تنفيذ التعليمات الموجهة إليها. وعرف مقر الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أجواء نضالية طيلة اليوم؛ إذ ردد أتباع الأمين العام لحزب الاستقلال شعارات وأناشيد الحزب، فيما قدم شباط ومحاميه وثيقة للأمن تفيد بأن المقر يعود إلى جمعية التضامن والتعاون والمساندة الاجتماعية التي يترأسها شباط، إلا أن ذلك لم يأت بأي نتيجة. قرار إفراغ مقر النقابة كان قد صدر عقب الدعوة التي رفعها النعمة ميارة، الكاتب العام للنقابة، ضد الكافي الشراط، الكاتب العام السابق، وهو ما اعتبره شباط تدخلا في شؤون النقابة. وقال شباط في كلمة له صباح اليوم: "الحكم بالإفراغ بمثابة التدخل في النقابات والأحزاب، ستكون له عواقب وخيمة على البلاد والوطن"، مضيفا: "المغرب كان دائما للملك والشعب، ومن يحاول أن يخلق فجوة بينهما سيكون من الخاسرين". وأردف شباط في كلمته المقتضبة: "ما تم منذ الأمس جعلنا نحس بأن الداخلية وولاية الرباط تتدخلان في الصراع بين النقابات، وهو أمر خطير جدا يدفعني إلى الخوف على البلاد"، داعيا إلى ضرورة التشبث بالمؤسسة الملكية باعتبارها "الضامن الوحيد للاستقرار، ومن يقول غير ذلك فهو مخطئ".