يواصل الملتقى الوطني لفن الكاريكاتير والإعلام بمدينة شفشاون، المنظم من قبل جمعية فضاءات تشكيلية، ترسيخ حضوره المتميز بانطلاق فعاليات نسخته التاسعة، ليلة الجمعة، تحت شعار: "الكاريكاتير والمتلقي بين العمق والدهشة"، التي تمتد على مدى ثلاثة أيام، بحضور العديد من الوجوه الإعلامية والثقافية والفنية والسياسية والجمعوية. واستحضر المدير العام للملتقى، الصحافي والكاتب أحمد محمد عدة، في مستهل كلمته، أن هذا الموعد السنوي يحقق أهدافه ويساهم في إثراء النقاش العمومي، معيداً لجملة من الأسئلة الحارقة والمؤرقة، منفتحا بالريشة على المعنى. وقال محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، إن موضوع الملتقى يرتبط بأدوات التعبير ووسائل الاتصال وما لها من أثر على صناعة الرأي العام وتدبير الدول والمجتمعات، مضيفا: "فن الكاريكاتير كان وما زال، منذ جداريات الكهوف ما قبل التاريخ إلى صفحات الجرائد وشاشات مختلف الوسائط الحديثة، وسيلة للتثقيف الساخر والنقد النافذ لأوسع الفئات، عبر خطاب متسع وماهر يتوجه إلى رواسب الذاكرة الجماعية بكثافة واقتضاب، كما أنه من أكثر التعابير الجماهيرية حرارة، مما يجعله من الحقول الجديرة بالاستثمار أكثر في مجتمعاتنا التي تنشد مزيداً من التحديث". من جهتها أفادت الفنانة نزيهة البشير العلمي، رئيسة جمعية فضاءات تشكيلية، بإن "الملتقى قطع أشواطاً أرحب من الحرية والإيمان بقيم التعدد والتسامح والاختلاف، ويشكل رصيداً مؤثراً تساهم من خلاله الجمعية في وسم هويتنا بالابتكار والإشعاع". وكمتابع ومهتم بفن الكاريكاتير، قال الإعلامي بوشعيب الضبار: "ملتقى شفشاون استطاع أن يحقق قيمة مضافة؛ إذ يتطور باستمرار من دورة إلى أخرى، كما استطاع أن يجمع خيرة رسامي الكاريكاتير في المغرب رواداً وأجيالا جديدة. ولعل من أجمل مميزاته، تكريمه في كل سنة لرائد من رواد هذا الفن". فيما قال المنسق العام للملتقى، الكاريكاتوريست عبد الغني الدهدوه، إن الدورة التاسعة "تشكل تراكماً مهما نطمح من خلالها إلى جعل مدينة شفشاون عاصمة لفن الكاريكاتير بضفة المتوسط". من جانبه، قال المحتفى به، الفنان إبراهيم لمهادي، إن "الشعوب تتقدم بواسطة الثقافة، وهي من أهم الجسور لتطوير العقليات والأفكار وإتاحة أفق جديد من الوعي"، مضيفاً أن "فن الكاريكاتير يتمظهر في عدة أشكال، وهو في تحول وتطور وتطلع، فضلا عن توعيته العميقة بمجريات الحياة واليومي". وكان الفنان المرموق الحاج يونس والفنان جهاد البدوي قد أتحفا الجمهور المتابع للملتقى بمعزوفات عذبة على آلة العود. ويشارك في الملتقى العديد من الفنانين برسوماتهم الإبداعية التي تستوعب كل القضايا وتطرح المزيد من الأسئلة، وهم: العربي الصبان، إبراهيم لمهادي، عبد السلام المريني، مبارك بوعلي، الحسن بختي، عبد الله الدرقاوي، محمد الخو، عدنان جابر، خالد الشرادي، عبد الغني الدهدوه، خالد كدار، سعيد الرشيد، رهام الهور، يوسف أخويلا، ماء العينين بونيلا، فريد صبري، نوفل لهلالي، حسن عصيد، عماد السنوني، أحمد البهلولي، عماد لحميد، محمد السعداني، عادل أمقران، يوسف بوخوتة، إبراهيم أيدلحاج، سعد الإدريسي، العوني الشعوبي، علي غامر، الناجي بناجي، طارق بنبابا، أنس الخو، وباتريك بانتر. وتتواصل فقرات الملتقى بتقديم عروض فنية وندوات أدبية وإعلامية، وتنظيم أمسية شعرية ومسابقة خاصة بالأطفال والشباب، مع رسم بورتريهات كاريكاتورية للجمهور وزوار المدينة. كما سيشهد اليوم الأخير تكريم الإعلامي والأديب عبد القادر الشاوي، والفنان إبراهيم المهادي. يذكر أن المهرجان ينظم بدعم من وزارة الثقافة والاتصال، وجهة طنجةتطوانالحسيمة، والمجلس الإقليمي، وجماعة شفشاون، ووكالة تنمية وإنعاش الشمال.