بحضور محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، وإسماعيل أبو الحقوق، عامل إقليمشفشاون، ومشاركة لافتة للعديد من الوجوه الإعلامية والثقافية والفنية والسياسية والجمعوية، انطلقت فعاليات الملتقى الوطني لفن الكاريكاتير والإعلام بمدينة شفشاون، في دورته العاشرة، وهو الموعد الذي يرى النور من قبل جمعية فضاءات تشكيلية وشركائها تحت شعار "تاريخنا في خطوط". ويحتفي الملتقى الذي يطفئ شمعته العاشرة بكل من الفنان نور الدين بناني، أحد أعمدة رسامي الأسبوعية الساخرة "أخبار السوق" الشهيرة خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، والإعلامي والكاتب السوداني طلحة جبريل. الصحافي والكاتب أحمد محمد عدة، المدير العام للملتقى الوطني لفن الكاريكاتير والإعلام، قال في مستهل كلمته الترحيبية: "هذا الموعد السنوي يحقق أهدافه ويساهم في إثراء النقاش العمومي، معيداً جملة من الأسئلة الحارقة والمؤرقة، وبصورة مشاكسة". وأضاف المتحدث نفسه أن الموعد الفني لم يكن ليرى النور لولا المجهودات الجبارة التي قام بها محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، واصفا إياه ب"منقذ" الدورة العاشرة من الملتقى الوطني للإعلام والكاريكاتير، وهو الموعد الذي قال عنه إنه "الحلم الذي صار موعدا وتخليدا سنويا للاحتفاء بالريشة والقلم والصورة الساخرة، والاهتمام بالحرية وقضايا المجتمع". وشدد أحمد عدة على أن ملتقى شفشاون استطاع أن يحقق قيمة مضافة؛ إذ يتطور باستمرار من دورة إلى أخرى، كما استطاع أن يجمع خيرة رسامي الكاريكاتير في المملكة، رواداً وأجيالا جديدة، حتى أكمل عقدا من الزمن للإسهام في تنشيط الحياة الثقافية. من جانبه، نوه محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، في كلمة ألقاها بالمناسبة، بنوعية المواضيع التي طرحت بالملتقى، لا سميا موضوع "الصحافي والتأريخ"، بالنظر إلى كونه يقارب سؤال أخلاق المهنة والقيم ومبادئ المسؤولية؛ "فالتأريخ للحظة الراهنة يصبح مع الوقت تأريخا للتاريخ الممتد، وهو ما يطرح إشكالية الإشاعة والأخبار الكاذبة وتشويه المعلومة الأدبية والعلمية"، يقول الأعرج. وأعرب المسؤول الحكومي عن استعداد وزارته لدعم كل المبادرات الرامية إلى النهوض بالمشهد الإعلامي والثقافي بالمغرب، معتبرا الكاريكاتير واحدا من الفنون التي تحظى بمكانة خاصة وسط الحقل الإعلامي، مشيرا إلى تصور جديد يروم إدراج أجناس صحافية أخرى ضمن الجائزة الوطنية للصحافة بالمغرب، ومنها صنف الكاريكاتير. أما المنسق العام للملتقى، الكاريكاتوريست عبد الغني الدهدوه، فقال إن الدورة العاشرة كادت أن تلغى بعد انسحاب جهات داعمة، مشيرا إلى "الظروف الصعبة الممزوجة بالخوف التي خيمت على منظمي الموعد الفني بعد التعثر الذي طبع انطلاقة المهرجان عقب تخلي بعض الجهات عن تقديم الدعم الذي دأبت على تقديمه خلال دورات سابقة". وأعرب الدهدوه، في تصريح لهسبريس، عن سعادته لتدخل وزارة الثقافة والاتصال، ممثلة في الوزير الحركي محمد الأعرج، لإنجاح الدورة العاشرة التي تحتفي بأعلام الصحافة والكاريكاتير وتعريف الجيل الجديد بأهرامات الإعلام والنقد الفني خلال مرحلة السبعينات بهدف إعادة الأسماء المغمورة إلى الواجهة. ويشارك في الملتقى العديد من الفنانين برسوماتهم الإبداعية التي تستوعب كل القضايا وتطرح المزيد من الأسئلة، وهم رسام الكاريكاتير تامر يوسف من جمهورية مصر العربية، ولحسن بختي ورهام الهور، ومحمد الخو وعبد الغني الدهدوه، وحسن عصيد وعلي غامر، وغيرهم. وتتواصل فقرات الملتقى بتقديم عروض فنية وندوات أدبية وإعلامية بمشاركة كل من عبد الصمد بنشريف و طلحة جبريل، ورشيد البلغيتي و حسن طارق. كما سيكون زوار الملتقى على موعد مع رسامي بورتريهات كاريكاتورية، في خطوة تروم الانفتاح على الوسط وتبادل الرؤى وتقريب هذا الفن من الجمهور وجعله في متناول الجميع.