عاد مجددا موقع آثار أقدام الديناصورات بأنزا شمال أكادير ليثير النقاش والاهتمام المحلي. ولم يكن النقاش، هذه المرة، يكتسي طابعا علميا؛ لكن نشأ بسبب إقدام شاحنة تابعة لبلدية أكادير، أمس الجمعة، على إفراغ حمولة في شاطئ أنزا، تقول بلدية أكادير بأنها "رمال تمت إعادتها إلى مكانها الأصلي"، وتقول جمعيات بأنها "أزبال ومخلفات لطمس مكان الآثار". الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي بأنزا خرجت باستنكار توصلت به هسبريس تعبر فيه على استغرابها على "إقدام المجلس الجماعي لأكادير على تفريغ لشحنات من الأتربة الممزوجة بالحجارة والأزبال بالموقع الجيولوجي العالمي بأنزا وبعض الأماكن المجاورة له بالشاطئ، بالرغم من توفر موقع الديناصورات على لوحة تعريفية مساحتها 3 أمتار مربعة". الوثيقة نفسها تصف سلوك المجلس الجماعي لأكادير بأنه "شنيع، ومعاد لكل المجهودات المبذولة من لدن جمعية AMROS والساكنة في التعريف بموقع آثار الديناصورات بأنزا". ثم تزيد الوثيقة نفسها، التي تحمل توقيع يوم أمس الجمعة، أن ما أقدم عليه المجلس الجماعي لأكادير بشاطئ أنزا "مشين، وقد يؤدي إلى إلحاق أضرار بموقع الآثار، نتيجة احتكاك الحجارة بسطح آثار الديناصورات". ثم تضيف الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي بأنزا، في استنكارها، أن سلوك المجلس الجماعي لأكادير جاء بعد 24 ساعة فقط من زيارة قنوات عالمية لتصوير مواد صحافية حول الموقع الأثري للديناصورات بأكادير. وقد طالبت الهيئة سالفة الذكر، عبر الوثيقة، ب"إزالة هذه المخلفات تحت إشراف الجمعية خوفا من أن تتسبب العملية في إلحاق ضرر بالموقع واحترامه". وقد اتصلت هسبريس بمحمد بكيري، نائب رئيس المجلس الجماعي بأكادير والمكلف بهذا القطاع بالمجلس ذاته، فصرح بأن "الأمر عار من الصحة، وما على المهتمين سوى زيارة الموقع بأنفسهم للتأكد من أن المسألة لا تخلو من الافتراء والتبخيس". ثم يزيد المتحدث نفسه أن "المجلس الجماعي لأكادير يهتم بشاطئ أنزا كما يهتم بشاطئ أكادير الرئيسي. وقد تقرر جعله شاطئا قابلا للسباحة وتوفير رجال الإنقاذ ومعلمي السباحة، من خلال برمجة تجهيزه في برنامج العمل وفق تتبع مسؤول ومن خلال المرافعة على إدراجه ضمن الشواطئ المحروسة سواء عبر المراسلات الرسمية والمرافعات في اللقاءَات المعنية ودعم الأنشطة المنظمة به". وبخصوص تفريغ تلك الحمولة التي أثارت حفيظة الجمعيات البيئية بأنزا، أجاب بكيري بأن "عملية الإفراغ، التي تمت هذا الصباح (الجمعة)، لا تعدو أن تكون عملية إرجاع الرمال التي حملتها الرياح إلى الواجهات السكنية والمقاهي إلى موقعها الأصلي، ولا يمكن لعاقل أن يصدق أن الرمال يمكن أن تطمس هذه الآثار التي عمرت مئات القرون". يذكر أن منطقة أنزا شمال أكادير تتوفر على آثار ديناصورات، وما يميز هذا الموقع عن باقي المواقع الشبيهة في العالم كون الموقع الجيولوجي لأنزا يتوفر على أطول مسار مشي، شبه ملتو، مشكل من 323 وطأة قدم متجاورة فيما بينها، تعود جميعها إلى الديناصورات التيرابودات. وسبق لجمعيات محلية مهتمة بالبيئة أن حذرت من طمس هذا الموقع بسبب عوامل التعرية والحث، لا سيما أن هذا الموقع أصبح قِبلة لمجموعة من الباحثين والمهتمين بدراسة آثار الديناصورات وسلوكياتها.