اكتشف الباحثان موسى مسرور، من جامعة ابن زهر، وفليكس لورنتي، من جامعة "logronio" الإسبانية، آثار ديناصور من فصيلة "Macropodosours"، التي تعود إلى فصيلة الديناصورات "Therizinoraus" التي تتوفر على أربعة أصابع خلافا لثرابودات ثلاثية الأصابع؛ وذلك في موقع يوجد بشاطئ أنزا، غير بعيد عن مدينة أكادير شمالا. وبحسب مقال منشور بالمجلة العلمية المتخصصة "Journal of African Earth Sciences"، نهاية شهر أبريل المنصرم، فموقع أنزا يعد أول موقع في إفريقيا وثالث موقع عالمي، بعد بولونيا وطاجكستان، يضم آثار قوائم الديناصور "Macropodosours". المجلة أضافت أن الموقع الجيولوجي بأنزا يعد مرجعا عالميا لكونه الثاني إفريقيا الذي يضم آثار قوائم الديناصورات الطائرة "البتيروزور" "peterosaurs" من فصيلة "Agadirchnus" الذي سبق اكتشافه بنواحي أكادير في وقت سابق من القرن الماضي. كما أن هذه الدراسة التي أنجزها الباحثان مسرور وفليكس لورنت أثبتت أن الموقع الجيولوجي لأنزا يتوفر على أطول مسار مشي، شبه ملتو، مشكل من 323 وطأة قدم متجاورة فيما بينها، تعود جميعها إلى الديناصورات التيرابودات، فاتحا بذلك آفاقا علمية لدراسات سلوكيات مشى هذه المخلوقات المنقرضة. وقال موسى مسرور، أستاذ علم المستحثات بكلية العلوم بجامعة ابن زهر، في تصريح لهسبريس الإلكترونية، إن "أهمية هذا الاكتشاف وهذه الدراسة تتجلى في كون هذه الآثار ستساعد الباحثين في معرفة حجم وسلوك هذه الديناصورات التي عاشت في العصر الطباشيري العلوي؛ أي قبل 85 مليون سنة". الباحث الذي شارك في هذه الدارسة المنشورة حديثا، والتي أشرف على تصحيحها باحثان أمريكيان، أكد أنه "إلى جانب القيمة العلمية لهذا الاكتشاف بالنسبة إلى المغرب وإفريقيا، يجب إدماج موقع أنزا في المنتوج السياحي لأكادير لتتم زيارته من قبل زوار المدينة كما تتم زيارة أكادير أوفلا وغيرها من المواقع المهمة بأكادير". وبخصوص تعرض موقع أنزا لآثار الديناصورات للتعرية، وهو ما يهدده بالزوال مستقبلا، قال موسى مسرور: "إن الموقع فعلا مُعَرض لذلك، لذا يجب التفكير في حمايته، وكذلك قولبة آثار هذه الديناصورات عن طريق السيليكون لجعلها في المتاحف، وغير ذلك". وأشاد مسرور بسلوك الجمعيات والساكنة بمنطقة أنزا التي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على آثار هذه الديناصورات، "مما يعكس الوعي بأهمية هذا الموقع علميا وسياحيا، وهو الأمر الذي لا يتوفر في مناطق عدة في المغرب؛ حيث نجد صعوبة كبيرة في اقناع الساكنة المحلية بأهمية موقع أثري عكس ساكنة أنزا وجمعياتها التي تعاونت بشكل كبير لحماية هذا الموقع والتعريف به". من جهتها، قالت الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي بأنزا ((AMORS، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، إنها "تدق ناقوس الخطر، وتنبه جميع السلطات المختصة والفاعلين في مختلف المؤسسات المنتخبة بأكادير وجهة سوس ماسة إلى مخاطر الحث والتعرية التي يتعرض لها هذا الموقع العالمي، نتيجة تراكم حجارة كبيرة الحجم تتسبب في تعرية وحث الموقع، لاسيما عندما يتعدى موج البحر المستويات الطبيعية". الجمعية التي تنشط بأنزا منذ مدة، وترافع للفت انتباه مختلف السلطات المختصة إلى القيمة العلمية والسياحية التي يضيفها هذا الموروث الجيولوجي إلى العرض السياحي لأكادير، أكدت في بيانها أن "كل تأخير أو تقاعس قد يعرض الموقع لأضرار وخيمة، ويفوت فرصة تنويع العرض السياحي بأكادير، ويحرم الأجيال القادمة من التعرف على موروث طبيعي غير قابل للتجدد". ولم يفت الجمعية أن تحذر من أن كل إهمال "سيحد من إمكانية توافد البعثات العلمية التي أصبحت تشد الرحال إليه (موقع أنزا) من مختلف الجامعات المغربية والأجنبية قصد الدراسة الجيولوجية الميدانية، إلى جانب المئات من الزيارات التربوية التي بات يعرفها الموقع من مختلف المدارس والثانويات الاعدادية والتأهيلية بأكادير والجهة".