واصلت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الأربعاء، اهتمامها بملف اللاجئين السوريين في لبنان، والصراع الدولي بين مختلف الفاعلين الدوليين على الساحة السورية، ومشاركة مصر في قمة دول (الفيشغراد) بالمجر، ومعركة الموصل ضد (داعش)، وتطورات الأزمة الخليجية، والخطوات البحرينية لمحاربة الإرهاب. ففي مصر، كتبت جريدة (الأهرام ) في مقال بعنوان "نتانياهو يفشل مبادرة ترامب" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو يتحرك على أكثر من محور لإفشال محاولة رئيس الولاياتالمتحدة ترامب الوصول إلى تسوية سلمية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي عبر التفاوض المشترك، تقوم على حل الدولتين إذا توافق الطرفان على قبوله، وإطفاء حماس الرئيس الأمريكي لعقد "صفقة التاريخ أو العصر" كما يسميها، وإشعاره أن الأمر أكثر صعوبة مما يتصور، وربما يكون متعذرا أو مستحيلا، وليس كما يرى الرئيس الأمريكي الذي يعتقد بعدم وجود سبب حقيقي يمنع قيام علاقات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويرى أنه وحده المؤهل لإنجاز هذه المهمة التاريخية التي فشل في تحقيقها كل الرؤساء الأمريكيين السابقين. وقالت إنه ومنذ اللحظة الأولى في لقائهما يوم 22 ماي الماضي لم يدخر رئيس الوزراء الإسرائيلي جهدا كي يشوه صورة رئيس السلطة الوطنية محمود عباس بدعوى أنه يضمر الشر لإسرائيل ويرتب لاستخدام العنف ضدها رغم تصريحاته العلنية التي يستبعد فيها أي حل عسكري. أما جريدة (الجمهورية)، فأشارت في افتتاحيتها بعنوان " تقدري دولي كبير" إلى أن مشاركة مصر كأول دولة من منطقة الشرق الأوسط في قمة دول تجمع (الفيشغراد ) الذي يضم المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا، "يأتي تقديرا لدور مصر المحوري في المنطقة ودورها في إرساء دعائم الأمن والاستقرار ليس في منطقة الشرق الأوسط ". وأضافت أن تصريحات رئيس وزراء المجر أن مصلحة المجر في استقرار مصر ليس فقط عسكريا وأمنيا ولكن أيضا اقتصاديا تجسد بوضوح أهمية ما تقوم به مصر في مكافحة الإرهاب والتأييد الدولي لكل الجهود التي تبذلها الدولة من أجل إرساء دعائم الأمن بالشرق الأوسط. وقالت ، في هذا الصدد، إن مائدة المباحثات المصرية المجرية تمتد لملفات حيوية وهامة يأتي في مقدمتها التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وأمن الطاقة وبحث فرص تطوير العلاقات التجارية والاستثمارات بين الجانبي. وبلبنان، واصلت الصحف الاهتمام بملف اللاجئين السوريين، إذ توقعت (الجمهورية) في افتتاحيتها أن يكون الموضوع الرئيس لمجلس الوزراء اليوم الأربعاء 4 ملفات، أولها ملف النازحين السوريين الذي يتفاقم بف عل المناخ وبالأفعال السياسية والامنية، وسط مناداة البعض بالتنسيق بين الحكومتين اللبنانية السورية وبإحياء المجلس الأعلى السوري-اللبناني المشترك. وأشارت الى تصريح لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أكد فيه أن لبنان "لن يعيد أي سوري إلا وفق ضمانات دولية"، وأن المناطق الآمنة التي سيعود إليها اللاجئون تحددها الأممالمتحدة وحدها، وفق ورقة أعد ت في عهد الحكومة السابقة ووافقت عليها كل القوى السياسية. ونقلت عن مصادر كنسية تأكيدها لها أن لبنان "سيدفع غاليا ثمن استهتاره بحجم أزمة النزوح إذا لم تبادر الدولة الى التحرك الجدي لمعالجة هذه المشكلة الوجودية"، مشيرة الى أنها دعت السلطات اللبنانية الى "التطلع جيدا فيما حدث سنة 1975، فقد فتح اللبنانيون بلدهم أمام اللاجئين الفلسطينيين فكانوا السبب الرئيسي في اندلاع الحرب، ولا شيء يمنع تكرار هذا السيناريو". وفي ذات الإطار، كتبت (الديار) في افتتاحيتها أن كلمة "لاجئ" تثير خوف اللبنانيين وتجعلهم يعيشون في حالة قلق من التداعيات المستقبلية (...) خاصة وأن "التجربة الفلسطينية" كانت وما تزال ضاغطة ديمغرافيا واجتماعيا وامنيا على الشعب اللبناني. وقال كاتب المقال إن "تداعيات" مسألة نزوح عدد كبير من الفلسطينيين الى لبنان ما زالت حاضرة في الذاكرة اللبنانية "وهي مليئة بالحوادث الاليمة والعنيفة"، مضيفا أن على هذا الاساس، بات على الحكومة اللبنانية البحث في ايجاد حل يرضي اللبنانيين ويشعرهم بالطمأنينة حيال وضعهم الاني والمستقبلي وفي الوقت ذاته تأمين عودة النازحين السوريين في لبنان الى مناطق امنة فيتجنبوا الحرب التي فروا من ويلاتها. أما (اللواء) فأبرزت أن المشهد قبل ساعات من جلسة مجلس الوزراء اليوم الأربعاء "يبدو متوترا ليس سياسيا"، وعلى أكثر من صعيد، لاسيما على صعيد عودة النازحين السوريين، بعد تبادل كلام "غير انسجامي" بين وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، ووزراء (حزب الله)، مدعومين من تكتل الاصلاح والتغيير (كتلة تابعة لرئيس الدولة) من أجل تنظيم عودة هؤلاء النازحين، عبر مفاوضات مباشرة مع النظام في سوريا، وتأكيد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن لا عودة للنازحين الا بوجود ضمانات دولية وتحديد الأممالمتحدة للمناطق الآمنة التي سيعودون إليها. وخلصت الى أن مصادر وزارية تقول إن ملف النزوح السوري يتم "تقطيعه في مجلس الوزراء اليوم بالتي هي أحسن"، من دون أن يؤثر الخلاف حوله على التضامن الوزاري، والوفاق السياسي القائم بين أركان الحكم. وبالأردن، أشارت صحيفة (الدستور) إلى أن المدة القانونية للترشح للانتخابات البلدية واللامركزية تنتهي اليوم الأربعاء، مبرزة أن مقار لجان الترشح التابعة للهيئة المستقلة للانتخاب استقبلت حتى الساعة الثالثة والنصف من يوم أمس 229 طلب ترشح لعضوية مجالس المحافظات منهم 203 ذكور، و26 أنثى. وأضافت أنه تقدم لطلب الترشح على مستوى رؤساء البلديات 109 طلبات منهم 103 ذكورا و6 إناثا، في حين بلغ عدد المتقدمين بطلبات الترشح لعضوية المجلس البلدي والمحلي 1228 طلبا، منهم 926 ذكورا و302 أنثى، ليصبح بذلك مجموع المترشحين لليومين الأول والثاني 5521 مترشحا ومترشحة. وفي موضوع آخر، نقلت صحيفة (الغد)، أمس، عن مصدر عراقي مسؤول "أن الحكومتين الأردنيةوالعراقية ستبدآن خلال الأسبوع المقبل بالمفاوضات الفنية النهائية حول مشروع خط النفط بين البلدين"، مشيرا إلى أن وفدا من وزارة النفط العراقية سيزور الأردن خلال الأيام القليلة المقبلة لبدء التفاوض حول جوانب فنية عدة منها الملفات البيئية المتعلقة بالمشروع. وحسب الصحيفة، فإن المصدر رجح أن تستمر هذه المفاوضات مدة شهرين ليبدأ بعدها التنفيذ الفعلي للمشروع على الأرض، متوقعا أن يبدأ العمل بتنفيذ الجزء الواقع داخل الأراضي الأردنية مع نهاية العام الحالي، الذي تقدر كلفة إنجازه بنحو 6 إلى 8 مليارات دولار. وفي موضوع اللاجئين السوريين، كتبت صحيفة (الرأي) أن الكثير يتساءل حول مستقبل اللاجئين السوريين في الأردن في ظل تطورات الأحداث الجارية منذ انطلاق الثورة السورية في العام 2011 وتلاشي أية حلول لحل هذه الأزمة في الأفق القريب، مشيرة إلى أن المتتبع للأحداث الجارية على الساحة السورية ومنذ اندلاعها قبل ست سنوات يجد أن الأمور على الأرض تزداد تعقيدا يوما بعد يوم في ظل الاقتتال الدائر بين عديد الأطراف داخليا وخارجيا. وأشارت الصحيفة في مقال إلى أن الصراع الدولي بين مختلف الفاعلين الدوليين على الساحة السورية، يبدو جليا في ظل سياسة التحالفات الدولية والإقليمية سعيا وراء كسب الساحة السورية كمناطق نفوذ لتلك الأطراف فضلا عن الميزات الجيوسياسة والاقتصادية التي تتمتع بها سوريا، مضيفة أن صعوبة التنبؤ بمستقبل اللاجئين السوريين في المملكة وضعهم في حال من عدم اليقين بالمستقبل الذي ينتظرهم في ظل هذه الظروف، هل العودة إلى وطنهم أصبح ضربا من الخيال؟ أم أنهم سيبقون في مخيماتهم وأماكن سكناهم المنتشرة في مختلف مناطق المملكة. وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها حول الأزمة الخليجية الراهنة أن "رفض مجلس الأمن معالجة الأزمة من جانبه يضاعف من أهمية معالجتها داخل البيت الخليجي، وهي معالجة لا بد من الأخذ بها حفاظا على المنظومة التعاونية الخليجية من التفكك"، مضيفة أن "المملكة وسائر الدول الخليجية نادت بأهمية معالجة الأزمة خليجيا خشية التدويل الذي لا يصب في المصالح القومية لدولة قطر ولا يصب في المصالح الخليجية بشكل عام". وقالت الصحيفة إن "تدويل الأزمة سوف يسمح لأي دولة بالتدخل في الشأن الداخلي لدول المجلس، وهو تدخل مرفوض من قبل كافة الدول الخليجية والعربية والإسلامية. والساحة العربية مليئة بأمثلة مشهودة حول تدخل بعض الدول في شؤونها، ولم يسفر هذا التدخل الا عن تمزيق تلك الدول واطالة أزماتها وحروبها". وفي الشأن العراقي، أورت يومية (الجزيرة) مقالا اعتبر كاتبه أن "معركة الموصل ضد (داعش) تكاد تنقضي بهزيمة هذا التنظيم الإرهابي، لكن الهزات الارتدادية وتوابع الزلزال الذي أحدثه في العراق ربما تقود إلى وضع أكثر خطورة في هذا البلد الذي يعاني خلافات سياسية واجتماعية ومذهبية ". وشدد الكاتب على أن "حجم الخسائر البشرية والمادية التي نتجت عن عمليتي استيلاء (داعش) على الموصل وتحريرها لا يمكن حصرها إلا بمعالجات سياسية وطنية تجمع أبناء العراق على أن ما حدث هو نتيجة سقوط الدولة الوطنية وأنهم حصدوا معا ظهور الطائفية في بلادهم فكان الحصاد مرا علقما على كل العراق والعرب من حولهم". وفي نفس الموضوع، أكد مقال في يومية (الرياض) أن "دولة خلافة (داعش) تذوب وتضمحل كتماثيل الملح المتصدعة"، متسائلا من أتى ب(داعش) و(القاعدة)، وهل المستقبل يضمر حركات أشد توحشا ودموية؟ وهل الفراغ الذي خلفه ذلك التنظيم في العراق سيملأ بفصائل الحشد الشعبي التي تحمل نفس الخصائص (الداعشية)، لكن بأردية عنصرية مذهبية مختلفة؟ ولفت الكاتب الانتباه إلى أن أعضاء هذه التنظيمات "تم استقطابهم ومن ثم توظيفهم في بؤر التخلف والاستبداد بسهولة وقابلية كبرى ودون أدنى مقاومة"، مشيرا إلى أن "غياب الممارسة المدنية داخل دول المنطقة، أوجد بدائل ومخصبات وحواضن بيئية متطرفة أمدت هذه الحركات بمقومات الحياة، فظهرت بشكلها الشرس المنقطع عن محيطها والمعادي للعالم حولها". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن المملكة اتخذت خطوات متقدمة في محاربة الإرهاب وضرب معاقله، وطبقت القانون بلا تردد على المحرضين، مؤكدة أن الإرهاب الداخلي "كسرت شوكته (..)، وما تبقى من (فلول الانقلاب) ها هم يلفظون آخر أنفاسهم"، مستطردة أن الأخطار المحدقة بالبحرين "تعدت مرحلة الإرهاب الداخلي الذي قطعت أوصاله، إذ مازالت الإستهدافات الخارجية متواصلة، ومازالت إيران تكابر وترفض الاعتراف بفشلها وانهيار خطوط عملائها بالداخل(..)" . وترى الصحيفة أن "تقويض التهديدات الخارجية لا حل له سوى وحدة الصف، والبحرين تمضي بقوة في هذا الاتجاه وعبر مشاركتها في محاربة الإرهاب، والإسهام بقوة في التحالفات الإقليمية والدولية التي ترفع شعارها الأول (الحرب على الإرهاب) أيا كان منتسبوه ومتبنوه"، مشددة على أن الأمن القومي يأتي فوق أي اعتبار، وأنه "في البحرين عرفنا تماما كيف يكون تهديد السلم الداخلي ومحاولات ومساعي الاختطاف (..)". وفي مقال بعنوان" عن ضبط النفس والحوار في الأزمة القطرية"، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن الجميع يتمنى أن يكون الرد القطري على قائمة المطالب التي قدمتها الدول الأربع المقاطعة لها إيجابيا، وأن تقبل قطر بالمطالب بما من شأنه إنهاء الأزمة، مستطردة أنه "للأسف الشديد ليس هناك مؤشرات إلى أن هذا سيحدث، والأرجح أن الرد سوف يتضمن الموقف نفسه الذي عبر عنه وزير خارجية قطر قبل أيام برفض المطالب". وشددت الصحيفة على أن وحدة دول مجلس التعاون الخليجي "لا يمكن أن تقوم على أساس دعم أو تمويل الإرهاب أو تنفيذ أجندة تدميرية للدول العربية"، معتبرة أنه "في الظروف الحالية، وبعد أن وصلت القضية إلى ما وصلت إليه، هناك طريق واحد لهذه الوحدة، هو أن تقبل قطر المطالب وتقرر تغيير سياساتها وتوقف دعمها للإرهاب وتبنيها لأجندة تدمير وتخريب الدول العربية، وتعود على هذا الأساس إلى الصف الخليجي العربي". ومن جانبها، كتبت صحيفة (الأيام) أن "الممارسات القطرية غير الأخوية استهدفت البحرين بشكل أكبر وأضخم من غيرها من دول خليجية وغير خليجية"، قائلة إن "الممارسات العدائية القطرية التي تستهدف سلامة بلادنا تأخذ صورا وأشكالا متعددة منها (التحريض الإعلامي)، و(دعم ومساندة إرهابيي الداخل)، و(اللجوء للتزوير) ..". وأردفت الصحيفة أن قناة (الجزيرة) القطرية ومنذ تأسيسها قبل حوالي عشرين سنة، "ما فتئت تبث وبشكل متواصل، الكثير من الأخبار الكاذبة والمفبركة عن بلادنا - البحرين - بغية الإساءة لسمعتها وتشويه صورتها لاسيما على المستوى الدولي (..)".