اهتمت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الجمعة، بالإعلان عن تحرير مدينة بنغازي الليبية من أيدي تنظيم "داعش" والانقسام اللبناني حول سبل معالجة ملف اللاجئين السوريين و الانتخابات البلدية في الأردن وتطورات الأزمة الخليجية والعمليات الإرهابية في السعودية . ففي مصر، قالت جريدة (الأهرام ) في افتتاحيتها بعنوان "بنغازي وعودة الأمل" إن أنباء نجاح الجيش الوطني الليبي في تطهير مدينة بنغازي تماما من المتطرفين وسيطرته على آخر معاقلهم في الشرق الليبي جاءت لتمثل بارقة أمل في قرب انتهاء الأزمة الليبية، وتحرير هذا البلد الشقيق من مأزقه الراهن. وأضافت أن تحرير بنغازي تحقق بعد ثلاث سنوات من محاولات الجيش الوطني السيطرة على المدينة، وهو ما يفتح الباب أمام إنجازات أخرى سيحققها هذا الجيش في الأيام المقبلة سعيا إلى إعادة الاستقرار والهدوء إلى الوطن الليبي. وعلاوة على ذلك ، تتايع الصحيفة،فقد كان هذا النجاح برهانا على تكاتف أبناء الشعب الليبي واصطفافهم خلف جيشهم الوطني بعد سنوات طويلة من الصراع والمعارك خسر فيها الليبيون كثيرا من الأرواح، وهكذا بات الشعب كله راغبا في عودة الأمن إلى ربوع بلده الذي عانى طويلا حروبا لم يكن للمواطن الليبي المسالم ناقة فيها ولا جمل. وفي موضوع ذي صلة، ذكرت جريدة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان " تحرير بنغازي البداية" أن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي أعلن تحرير منطقة بنغازي بالكامل من جماعات الإرهاب ، وهي خطوة كبرى يباركها الشعب العربي الليبي الشقيق في الطريق إلى تحرير كامل التراب الليبي من الإرهابيين. وشددت على أن سقوط جماعات الإرهاب في بنغازي هو البداية الصحيحة لاستعادة الدولة الليبية في حماية جيشها الوطني الذي لم تضعف إرادته ولم يتخل عن واجبه المقدس في الحفاظ على مؤسسات الدولة رغم الضربات المؤلمة التي تلقاها طيلة سنوات من الدول الأوروبية المعادية والقوى المتواطئة. وبلبنان، ما زالت الصحف تهتم بالجدل القائم بين الفرقاء حول طبيعة وكيفية عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم، بين من يرى ضرورة التفاهم مباشرة مع الحكومة السورية وبين من يرفض الدخول في حوار مع سوريا. إذ كتبت (الجمهورية) في افتتاحيتها أن "الانقسام" اللبناني "يتكرس" حول سبل معالجة ملف اللاجئين السوريين، ويستمر الجدل حول طريقة عودتهم، في موازاة "تمسك دمشق بالحوار المباشر معها" في شأنهم لا بالواسطة. وأوضحت أن سفير دمشق في بيروت، علي عبد الكريم علي، صرح أمس بمواقف أثارت التباسات عدة وجد فيها مراقبون حملات وتوصيفات اعتبروها مسيئة للقوى السياسية وتدفع الى "معاودة العزف مجددا على وتر عهد الوصاية السورية والإملاءات التي كانت تحصل خلالها...". كما نقلت عن رئيس الحكومة سعد الحريري تأكيده أن "هناك مزايدات من نوع جديد، تستخدم مأساة" اللاجئين السورين، "لتحقيق نقاط سياسية رخيصة، من دون التنبه إلى أنها تهدد الاستقرار، عبر محاولة توريط الحكومة اللبنانية بالاتصال مع النظام المسؤول أساسا عن مأساة النازحين، لا بل عن مأساة جميع السوريين". وفي ذات الإطار أبرزت (الديار) أن اللقاءات والاتصالات في الساعات القليلة الماضية، خلصت الى نتيجة لا تقبل اي التباس، ف"كل الاطراف السياسية لم تعد قادرة على تحمل عبء النزوح السوري"، مشيرة الى أن البحث جار عن المخرج اللائق "لحفظ ماء رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه السياسي". وبعد أن أشارت الى أن مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي زار دمشق خلال الساعات القليلة الماضية، ينفي ما تردد عن تكليفه من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون، كمبعوث شخصي لبحث شؤون عودة اللاجئين مع الدولة السورية، نقلت عن أوساط وزارية بارزة قولها "بان لا دخان بلا نار". وخلصت الى أن هذه الأوساط الوزارية تشير الى أن الجديد المهم في هذا الملف، هو "الموافقة الضمنية" لرئيس الحكومة سعد الحريري على فتح قنوات اتصال مع الحكومة السورية لكن "دون أن تمر عبره" ، لا سيما أن الحريري يدرك جيدا مخاطر هذه ""القنبلة الموقوتة ضمن بيئته بعد ان تحول الامر الى عبء اقتصادي خطر". أما (اللواء) فتحدثت عن "تصاعد الخلاف" بين الاممالمتحدة، ممثلة بالمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وومنسق الشؤون الانسانية للمنظمة ببيروت فيليب لازاريني، ولبنان، ممثلا ببعض أطراف الحكومة لا سيما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على وجه التحديد لجهة توقيت عودة اللاجئين السوريين والضمانات الدولية المطلوبة، والشروط المطلوبة سوريا ودوليا. وقالت إن المواقف الوزارية بدت، كمن يغرد على ليلاه، ولكن تحت سقف عدم الذهاب مجددا الى ازمة تعيد الوضع اللبناني الهش إلى الوراء. وبالأردن، أشارت صحيفة (الدستور) إلى أن الهيئة المستقلة للانتخاب كشفت أنها تسلمت مع انتهاء مدة الترشح للانتخابات البلدية ومجالس المحافظات "اللامركزية" 6950 طلب ترشح، مبرزة أن أبواب الترشح لهذه الانتخابات أغلقت أول أمس. ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب خالد الكلالدة قوله إنه وبحسب قانوني البلديات واللامركزية فإن المجلس سيصدر قراره بقبول الطلب أو رفضه خلال سبعة أيام من اليوم التالي لتاريخ انتهاء مدة تقديم طلبات الترشح. وفي موضوع آخر، تناولت صحيفة (الرأي) التقرير الإحصائي السنوي لعام 2016 الصادر عن وزارة الصحة، والذي أكد أن عدد الولادات التي تمت في مستشفيات الوزارة في مختلف محافظات المملكة لعام 2016 بلغت 72 ألف و168 حالة ولادة منها 19 ألف و670 حالة ولادة قيصرية وبنسبة 27,2 في المائة من مجموع الولادات. وكتبت الصحيفة أن جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" حذرت من ارتفاع نسبة الولادات القيصرية، حيث ارتفعت داخل مستشفيات الوزارة بمعدل 0,4 في المائة عن عام 2015، علما بأن حالات الولادة داخل مستشفيات الحكومة تشهد تراجعا منذ عام 2014، مؤكدة أن النساء الحوامل لا يعرفن تماما المخاطر المتعلقة بإجراء العمليات القيصرية على حياتهن وحياة أطفالهن خاصة إذا كن يرغبن بإنجاب المزيد من الأطفال في المستقبل. أما صحيفة (الغد)، فكتبت في مقال أنه من السابق لأوانه القول إن اللقاء الذي سيجمع اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي، دونالد ترامب، على هامش قمة العشرين في ألمانيا، سيفضي إلى "اختراق" في العلاقات بين موسكو وواشنطن، لكن، تضيف الصحيفة، أن هذا لا يقلل من أهمية اللقاء إذ منذ تسلم ترامب الرئاسة قبل نحو خمسة أشهر، وموسكو تضع الرهانات والأماني بأن يتم لقاء كهذا بين الزعيمين. وأشارت الصحيفة إلى أن الزعيمين يدركان حجم الملفات التنافسية والصراعية بين بلديهما، لكن المراقبين يعولون على أن كلا من ترامب وبوتين يؤسسان كثيرا من مواقفهما اعتمادا على البعد الشخصي وما يكونانه من انطباعات (وهما السلطويان في بنيتهما). وتساءلت الصحيفة في هذا الصدد هل يكون لقاؤهما اليوم علامة فارقة أم حدثا عابرا؟. وفي السعودية، أوردت يومية (الرياض) مقالا بشأن الأزمة الخليجية الراهنة أكد أن "الدول المقاطعة لقطر لا تريد أن تسلب الدوحة سيادتها، أو تتعدى على سياستها الخارجية، أو تفرض عليها طريقة بناء تحالفاتها الخارجية، سواء مع إيران وتركيا، أو سواها من الدول المؤثرة إقليميا ودوليا". واعتبر كاتب المقال أن "جلوس قطر إلى طاولة الحوار مع الدول المقاطعة، والتفاعل الإيجابي مع الوساطة الكويتية، ومحاولة طمأنة الجيران بإجراءات عملية وواضحة، والبدء في ذلك، من شأنه أن يخفف من حدة الأزمة، ويبعد عن منطقة الخليج توترا سياسيا وأمنيا واقتصاديا، لا يريده أحد لها". وفي موضوع آخر، أوردت صحيفة (اليوم) مقالا أشار إلى أن بلدة (العوامية) في محافظة القطيف شهدت خلال الفترة الماضية "العديد من الجرائم الإرهابية واستهداف رجال الأمن والمواطنين والاعتداءات، وذلك نتيجة لفشل هؤلاء العابثين ومن يقف وراءهم من المحرضين لثني الجهات المختصة عن الاستمرار في مشروع حصر ورفع العقارات المطلوب نزعها لتطوير حي المسورة في العوامية". وبحسب الكاتب، فإن "المطلوبين أمنيا يستغلون المنازل المهجورة في حي (المسورة) للتواري عن رجال الأمن، ويتخذونها بؤرة لجرائم القتل وخطف مواطنين ورجال دين، والسطو المسلح وترويج المخدرات والخمور والاتجار بالأسلحة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، ضد رجال الأمن". وفي شأن آخر، سلطت صحيفة (عكاظ) الضوء على مشاركة السعودية في أشغال قمة مجموعة العشرين التي تحتضنها مدينة هامبورغ الألمانية، مبرزة "الدور الفاعل" للمملكة في هذه المجموعة استنادا إلى متانة مركزها المالي في ظل ارتفاع حجم الاحتياطات المالية، وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات العشر الماضية، حيث يمثل 50 في المئة من اقتصاد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأضافت الصحيفة أن "عضوية المملكة في مجموعة قمة العشرين توفر قنوات اتصال دورية مع كبار صناع السياسات المالية والاقتصادية العالمية، ما يعزز تعاونها الثنائي مع الدول الرئيسة المهمة في العالم، كما رفعت عضوية المملكة في هذه المجموعة من أهمية توفير المزيد من الشفافية والمعلومات والبيانات المالية والاقتصادية المتعلقة بالمملكة أسوة بدول العالم المتقدم". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان "مركب غارق"، أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لا تريد من قطر إلا الاستجابة لمطالبها المستحقة والمشروعة، وعلى رأسها "التزام الدوحة بالتوقف عن دعم الإرهاب، والكف عن مشاريعها الخبيثة الرامية للعبث بالمنطقة وضرب الاستقرار فيها" . واعتبرت الصحيفة أن هذا " ليس مطلبا عربيا فقط، ولكنه موقف دولي يقضي بضرورة وضع نهاية لإيواء أو تمويل الإرهاب. ما يجعل المنطقة أمام مفصل تاريخي، فإما أن تنجح في وضع حد للسياسات المدمرة التي تستثمر بالإرهاب والتخريب، أو اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعزل الآفة الخبيثة ورعاتها، بما يضمن سلامة الجسد العربي" . ومن جهتها، كتبت صحيفة (الخليج)، في مقال رأي بعنوان "دلالات الانتصار في بنغازي"، أن ليبيا شهدت خلال اليومين الماضيين تطورا عسكريا لافتا، تمثل في تحرير مدينة بنغازي من أيدي الجماعات الإرهابية، التي عاثت في البلاد فسادا وإجراما، منذ سقوط الدولة عام 2011، ضمن ما عرف بثورات الربيع العربي، التي اجتاحت دولا عدة، ودخول البلاد مرحلة الفوضى الشاملة، وتقاسم القوى الإرهابية مناطق النفوذ والسيطرة . وأوضحت الصحيفة أن إعلان تحرير بنغازي تزامن مع نجاحات لوحدات الجيش في تحرير منطقتي الصابري وسوق الحوت، وهما آخر منطقتين تحصنت فيهما الميليشيات المتطرفة في بنغازي، قبل أن تتمكن قوات الجيش الوطني الليبي من استعادتها بشكل كامل . واعتبرت (الخليج)، أن تحرير بنغازي يعد خطوة إيجابية في طريق إعادة ليبيا إلى مسار الأمن والاستقرار، مشيرة إلى أن الخطوة لقيت تأييدا من الأطراف السياسية المختلفة في البلاد. وأكدت أن الأهم بعد تحرير بنغازي من جماعات الإرهاب أن يلتقط السياسيون هذا الإنجاز بالعمل على فتح صفحات جديدة من التعاون لمصلحة ليبيا جديدة، تكون قادرة على العودة إلى محيطها العربي والإفريقي بعد هذه السنوات من الاقتتال والدمار والخراب . وفي البحرين، أبرزت صحيفة (الوطن) تصريحات وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، خلال المؤتمر الصحفي الأخير بالقاهرة حول الأزمة مع قطر، قائلة إنه "رغم اقتضاب الإجابات إلا أنها كانت رسائل عميقة المعنى أكدت على أهمية الدور البحريني في القضية واتزان مواقفها السياسية وقدرة المملكة على إدارة الأزمة باقتدار". وكتبت الصحيفة أنه "رغم ما عانته مملكة البحرين، إلا أن موقف الشيخ خالد آل خليفة مثل المشاعر البحرينية الأخوية التي مازالت تقود سيرورة الأزمة والمواقف المتخذة تجاهها"، مسجلة أنه "على الرغم من أن مملكة البحرين وبقية الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب مثلت موقف القوي في الأزمة حتى اللحظة، إلا أن تصريحات الشيخ خالد بن أحمد كشفت عن الطبع البحريني الأخوي المحب الذي يغلب على طبع المناكف السياسي والغريم". ومن جهتها، قالت صحيفة (الأيام) إن الأكيد الذي بات راسخا في وجدان الخليجيين هو أن "الأزمة الحادة التي عصفت بالعلاقات بين دول الحلف الذي يضم المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإماراتالمتحدة ومصر، والتي ترجع أسبابها إلى حكومة قطر، ليست كأي أزمة حدثت من بين هذه الدول وبين قطر، لأن تأثيرها تجاوز العارض الصحي العابر ليطال الأمن والسلام اللذين تحت ظلالهما يمكن الحديث عن التنمية المستقبلية في بلدان مجلس التعاون". وترى الصحيفة أن "الأمر ينذر بخطر داهم لا ينبغي أن تتعامل معه الحكومة القطرية بمنطق المنافسات الرياضية (..)، فالأمر هذه المرة بحاجة إلى طاقات دبلوماسية على قدر هائل من الحضور والكفاءة والخبرة للتعاطي بمسؤولية مع هذا الحدث الجسيم، لأن النجاح في حل هذه الأزمة سيكون نجاحا للجميع والفشل سيكون بدوره فشلا للجميع". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (البلاد) أنه "من الواضح أن قطر ستخرج من التاريخ قريبا إذا واصلت صياغة التآمر على أشقائها والاستهزاء بفلسفة الوحدة العربية والإستقواء بالأجنبي (..)"، مشددة على أنه يتعين على قطر أن "تعي أن الانتساب للعروبة يعد شرفا (..)، وأن أية تبعية للأجنبي وأعداء العرب وإلحاق الضرر بالأشقاء تسقط شرف الانتساب للعروبة وهنا مكمن الخطورة". وكتبت الصحيفة أن "ما تقوم به قطر يعتبر عداء مطلقا للأمة العربية (..)، وعلى هذا فإن نمط المواجهة مع قطر هو من نوع كبير يفوق أية مواجهة دخلها العرب من قبل وذلك لما تشكله التهديدات على أمنهم واستقرار بلدانهم وسلامة شعوبها"، مبرزة أن "الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة، وعلى قطر تحديد الإطار الذي تتحرك فيه إما بتأكيد الانتماء العربي والإخلاص للعلاقات مع الأشقاء أو الخروج من ذاكرة التاريخ العربي والتنقيب عن بطولات وهمية (..)".