يومٌ حافلُ بالمحاولات المستمرة، منذ الساعات الأولى من صباح السبت، من أجل السيطرة على الحريق الضخم الذي التهم مساحات شاسعة من غابة مديونة بمدينة طنجة، ولازال لم ينته بعد أن واصلت النيران تنقلها من منطقة إلى أخرى مستعينة في ذلك برياح الشرقي القوية. وحسب مصادر هسبريس فإن النيران كانت قد شبّت، مغربَ أول أمس الجمعة، في الغابة المذكورة، فحلت بالمكان عناصر الوقاية المدنية التي تمكنت من السيطرة على الحريق، وباتت بعض عناصرها هناك تحسّبا لأي حريق جديد قد ينشأ عن جذوات اللهب المتبقية. وفي أولى ساعات صباح السبت، تضيف المصادر ذاتها، حوالي الساعة الثامنة والنصف، حدث ما تم توقعه واشتعلت الجذوات المتبقية بسبب الرياح، في مناطق متفرقة، ثم تحولت إلى حريق هائل لم تكن السيطرة عليه ممكنة رغم وصول الإمدادات التي كان من بينها طائرات الإطفاء. ضخامة النيران أفرزت بالمكان دخانا أسود كثيفا غطى ضوء الشمس بالشواطئ المجاورة للغابة، خصوصا شاطئ أشقار، وحذا بعدد من المصطافين إلى مغادرة المكان تحسبا لأي خطر قادم، بما في ذلك بعض المطاعم التي أغلقت أبوابها. بعد هذا، تمت الاستعانة بطائرات إطفاء للجارة إسبانيا، شوهدت تحلق فوق الحريق مُلقية بكميات هائلة من مُثبّطاته، التي أفلحت فعلا في التقليل كثيرا من قوّة النيران واستعارها. وفي منتصف النهار، كانت مصادر هسبريس قدرت المسافة التي التهمتها النيران طولاً داخل الغابة ب3 كيلومترات، بينما لازالت لم تعرف المساحة النهائية لهذا الحريق الهائل في نهاية اليوم، ولا أسبابَ اندلاعه، بينما تبدو ألسنة اللهب وهي لازالت تلتهم أجزاء من الغابة وسط الليل البهيم. إلى ذلك، قام أعضاءٌ من مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة بزيارة ميدانية إلى الغابة أثناء الحريق بهدف الاطلاع والرصد، ومن المرتقب أن يصدروا بلاغا بخصوص الحريق اليوم الأحد.