تمكنت عناصر التدخل والإطفاء من السيطرة على حريق شب بإحدى غابات تاوجكالت، ضواحي لهري، بإقليمخنيفرة، والذي أتى على مساحة واسعة من الأشجار، قبل تعزيز وسائل الإطفاء بتدخل جوي عبر استقدام طائرتين من خارج الإقليم، ونجحتا في احتواء ألسنة النيران إلى جانب أفراد الوقاية المدنية والمياه والغابات والقوات المساعدة، وبينما وجد رجال الإطفاء صعوبة كبيرة في الحد من انتشار النيران لوعورة التضاريس الجبلية، شارك السكان بكثافة في السيطرة على الحريق، وقد هرعت إلى مكان الحادث عناصر من السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي. الحريق أتى على مساحة شاسعة من الغطاء النباتي للمنطقة المتكون بالأساس من شجر البلوط الأخضر أو «الكروش» القابل للاشتعال بسهولة، وأكدت مصادرنا أن عامل إقليمخنيفرة قام بزيارة ميدانية لعين المكان، وإلى حدود الساعة لاتزال التحريات والتحقيقات جارية للوقوف على الأسباب المباشرة وراء اندلاع الحريق، مقابل شكوك قائمة حول احتمال وجود فاعل من المهربين للخشب أو من منتجي الفحم، حيث تشتهر المنطقة بهذه الصناعة بالنظر لصنف الشجر المتواجد بها، وتعتمد صناعة الفحم كما هو معلوم على النار في استخراج المنتوج. الحريق أتلف أزيد من ستة هكتارات، وتمكنت عناصر الإطفاء من الحيلولة دون انتشار ألسنة نيرانه، ولم تسجل أية خسائر بشرية، في حين لم تفت مصادر متطابقة من مصالح الوقاية المدنية، الإشارة إلى أن عناصرها بذلت مجهودا كبيرا رغم الحرارة المفرطة وصيام رمضان، ووعورة التضاريس المرتفعة بحوالي 1640 مترا عن سطح البحر، ورغم الرياح الحارة أيضا التي كانت تهب على المنطقة لحظة الحريق ما ساهم في اتساع رقعة النيران وتأجيجها بفعل غطاء القش الذي يفرش أرضية الغابة، إلى جانب الشجيرات الصغيرة والأعشاب اليابسة، وقد شوهدت طائرتا الإطفاء وهما تشحنان المياه من سد الحنصالي لاحتواء الحريق. وارتباطا بالحادث، أفادت مصادرنا أن بعضا من أفراد الوقاية المدنية والمياه والغابات شوهدوا ما بعد إخماد الحريق وهم يتجولون ويراقبون مسرح الحادث تحسبا لأي نيران محتملة قد «تنبعث» من بين بقايا الحريق، أو أن تتحول بعض الشرارات إلى ألسنة لهب مرة أخرى نتيجة هبوب الرياح في الغابة ودرجة الحرارة المرتفعة.