فاجأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الحضور في ختام حملة «دبي العطاء» أمس، بإعلانه تبرعا شخصيا بمبلغ قدره مليار وسبعمائة مليون درهم إماراتي 480 مليون دولار، وهو قيمة موازية لمجموع التبرعات التي بلغتها الحملة. "" وعلى الرغم من أن الشيخ محمد بن راشد عندما أطلق الحملة في بداية شهر رمضان الماضي، اقتصر دوره على تحفيز المؤسسات والأفراد على المشاركة في الحملة، إلا أنه أصرَّ في النهاية على أن يكون له دور في هذه الحملة بتبرع مالي كبير. وبذلك تكون حملة «دبي العطاء»، والتي تعد الأكبرَ في نوعها على مستوى العالم، قد تمكنت من جمع ما يقارب مليار دولار، لتعليم الأطفال المحرومين حول العالم. وقالت مصادر في حملة «دبي العطاء» إن الشيخ محمد بن راشد آثر عدم التبرع في بداية الحمله، خشية من التأثير على المؤسسات والأفراد بحيث يكون تبرعهم مجاملة لتبرع الشيخ محمد، وهو ما حرص عليه صاحب مبادرة «دبي العطاء»، بأن يكون التبرع من أجل أعمال الخير. وكان لافتا في اللقاء الذي أعلن فيه حاكم دبي أمس لتبرعه هذا، خلال شكره لآلاف المتطوعين، وخصوصاً طلاب وطالبات المدارس الذين ساهموا في الحملة، هو شكره لشاب وشابة إماراتيين ألغيا حفل زفافها وقدما تكلفته التي وصلت إلى 150 ألف درهم لصالح حملة دبي العطاء، وهو ما عدَّه الشيخ محمد بن راشد «من النماذج الرائعة للحملة». ومع أن الحملة الخيرية التي قادتها إمارة دبي، تمكنت من الوصول لأرقام لم تكن متوقعة سابقا، (استهدفت «دبي العطاء» عند انطلاقها جمع مائتي مليون درهم)، إلا أن الحملة كشفت الوجه الحقيقي لكثير من الاستثمارات الأجنبية في الإمارة، حيث اقتصرت غالبية التبرعات التي جنتها الحملة، على المؤسسات والشركات المحلية، ورجال الأعمال المواطنين، فيما غابت كثير من المؤسسات الأجنبية عن الحملة، وحتى اولئك الذين تبرعوا لم تتوازى تبرعاتهم مع حجم نشاط أعمالهم واستثماراتهم في دبي. وشذت عن هذه القاعدة مجموعة قليلة من المستثمرين الأجانب، ولعل أبرزهم أحد رجال الأعمال الهنود، الذي تبرع بمائة مليون درهم (36 مليون دولار). وفيما قدم الشيخ محمد بن راشد شكره للشركات ورجال الأعمال الذين استجابوا للحملة وتبرعوا بسخاء لأهدافها النبيلة، دعا الأممالمتحدة لأن تتبع أهداف الحملة لتصل إلى تحقيق الأهداف المبتغاة. واعتبر الشيخ محمد أن تحقيق نحو تسعة أضعاف المبلغ المستهدف «لهو إنجاز حضاري وإنساني يؤكد عمق روح العطاء في مجتمعنا، ويظهر نبل مشاعر المتبرعين لإخوانهم في الإنسانية أياً كان أصلهم أو دينهم أو لون بشرتهم أو مكان وجودهم». ومبادرة «دبي العطاء»، التي أطلقها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هي حملة خيرية تهدف الى تركيز جهود جميع الاماراتيين والمقيمين في دبي لجمع الاموال بهدف دعم التعليم الاساسي للاطفال في العالم. واستمرت الحملة على مدار ثمانية أسابيع كاملة، وتضمنت مجموعة من الفعاليات المختلفة، تميزت بالمشاركة النشطة من قبل أفراد أسرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صاحب فكرة الحملة وراعيها، حيث شملت الحملة زيارات وفود ترأسها أنجاله وكريماته إلى عدد من الدول للوقوف على أوضاع الأطفال وواقع التعليم الأساسي هناك حيث شملت تلك الجولات كلا من جزر القمر، اليمن، جيبوتي، البوسنة، تشاد، والسودان. وتهدف الحملة الى مساعدة اكثر من مليون طفل حول العالم وتوفير الظروف الملائمة للطلاب حتى ينجحوا وينالوا الفرصة المتكافئة ليكونوا مساهمين ايجابيين في مجتمعاهم. وتهتم الحملة بشكل خاص ببناء المدارس واعادة تأهيل المدارس المهجورة او المتضررة او تلك التي تحتاج الى ترميم، بالاضافة الى توزيع المستلزمات الدراسية وتقديم المنح المدرسية وتنسيق برنامج تغذية مدرسي وتأمين الكشف الصحي السنوي للطلاب والمدرسين، وإجراء دورات تدريبية وورش عمل مفيدة للمدرِّسين والمدرِّسات.