وسط شكوك حول جدواه وارتفاع كلفته، انطلق مترو دبي، أمس الأربعاء، في أول رحلة له، في تاريخ احتفالي هو 9/9/2009، رغم أن المشروع لم ينجز كاملا بعد. "" وبدا حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي دشن رحلة المترو الأولى، سعيدا بذلك الإنجاز، الذي ارتفعت كلفته إلى 7.62 مليارات دولار، أي بنحو 80 في المائة، عن ما كان مخططا له. وأبلغ الشيخ محمد الصحفيين قبل يوم من إطلاق المترو إن هذا الأخير "ثقافة جديدة على المجتمع وتحتاج وقتاً كي يتعود الناس عليها،" قائلا إن تدشين المترو يعد "حدثا خاصا بالنسبة إليه.. فهو مثل أول طائرة أقلعت لشركة طيران الإمارات ومثل أول حاوية تم إنزالها في مرفأ راشد." وأعرب الشيخ محمد، وهو أيضا نائب رئيس الإمارات، عن أمله أن يقل عدد الأشخاص الذين يستخدمون السيارة، وأن يتم وصل شبكة دبي يوما بشبكة الإمارة المجاورة أبوظبي. ويشكك مراقبون في قدرة المترو على حل مشكلة الازدحام المروري، في مدينة يقتني معظم سكانها سياراتهم الخاصة، وتزخر بالموظفين والعمال الأجانب، ورغم تلك الشكوك، إلا أن الحكومة ترى المشروع على أنه مكون محوري لصورتها الحضارية، وإطلاقه بمثابة إثبات على تحديها للأزمة الاقتصادية التي ألحقت ضررا بالإمارة. لكن افتتاح المرحلة الأولى من المشروع أمام الجمهور والتي تعرف باسم "الخط الأحمر،" يأتي تصميما من دبي على أن ينطلق المترو في موعده، رغم أن عشر محطات فقط من أصل 29 تم تجهيزها. وفتحت عشر محطات فقط من أصل 29 من الخط الأول بطول 52 كيلومترا، أمام الجمهور الخميس، على أن تدخل المحطات الباقية حيز العمل تدريجيا بينما سيدخل الخط الثاني الخدمة في صيف 2010. وفي سياق متصل، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الأربعاء، إن اقتصاد البلاد "قوي وسيصل إلى غايته،" مؤكدا أن "دبيوأبوظبي تعيشان على نفس واحد،" في إشارة إلى تقارير متزايدة حول تنافس بين الإماراتين. وأضاف الشيخ محمد، أن "دبيوأبوظبي حصانان يسوقان عربة واحدة، وتضطلعان بمسؤولية إحضار الإمارات الأخرى لنكون جميعاً أمام عين العاصفة." وازدهرت إمارة دبي لأكثر من ست سنوات بسبب أسعار النفط المرتفعة، لكنها شهدت نقصا في السيولة بسبب الأزمة المالية التي تسببت في انخفاض كبير في أسعار العقارات، ومغادرة الآلاف من العمال المغتربين. وشبه المسؤول الإماراتي، خلال لقاء عدد من الصحفيين الأجانب ومندوبي وسائل إعلام دولية، اقتصاد بلاده "بطائرة تتقدم نحو وجهتها بسرعة أكبر بعدما واجهت رياحا معاكسة خفت حدتها." واعترف الشيخ محمد بأن دبي اتخذت قرارا بتأجيل عدد من المشاريع، قائلا "أجلنا بعض المشاريع الموجودة على الورق، لكن المشاريع القائمة أمرنا باستمرارها، والدليل على ذلك، مشروع مترو دبي." وتنفذ الشركات المرتبطة بحكومة دبي معظم المشاريع في الإمارات، ولديها ديون قائمة تزيد على 80 مليار دولار، وتراكم كثير منها حين كانت دبي تسعى لتنشيط قطاع الخدمات المالية والعقارات والسياحة. تقرير عن افتتاح مترو دبي