على غرار باقي المدن المغربية، يقصد عدد من سكان مدينة خريبكة بيوت الله مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار الرمضانية، من أجل أداء صلاة العشاء وركعات التراويح، مع حرصهم على استغلال الليالي الرمضانية في التقرب إلى الله وجمع ما تيسّر من الحسنات، في الوقت الذي تفضّل فيه فئات أخرى من الصائمين تمضية أمسيات شهر رمضان في أنشطة أخرى، تختلف بحسب الفئة العمرية وطبيعة الاهتمامات والميول. عبد الرزاق عامر، فنان مسرحي فاعل جمعوي بخريبكة، أشار إلى أن "مدينة خريبكة بئيسة وفقيرة من حيث الفضاءات الصالحة لتمضية ليالي رمضان، باستثناء دار الشباب الوحيدة التي تتوفر عليها عاصمة الفوسفاط"، مضيفا أنه يحرص على حضور الأنشطة الثقافية التي تُنظّم بين الفينة والأخرى، فيما يقضي باقي ليالي رمضان في المقاهي، "على غرار العديد من السكّان الذين استعانوا بالصبر على ما يعيشونه في هذه المدينة". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مدينة خريبكة معروفة منذ فترة طويلة بعاصمة الفوسفاط، لكن الوتيرة التي تسير عليها في الآونة الأخيرة جعلتها عاصمة للمقاهي بامتياز، نظرا لتزايد عددها مقابل افتقار المدينة إلى باقي المرافق الثقافية والترفيهية والفنية والرياضية"، مشيرا إلى أن "مدينة خريبكة محصورة في شارع مولاي اسماعيل المعروف بشارع شوفوني". من جانبه، أوضح محمد حليلو، رئيس جمعية ليلى للتنمية بخريبكة، أنه "لا يجد ملجأ يقصده، بعد صلاة التراويح الرمضانية، إلا دار الشباب أو المركب الثقافي، الوحيدين في المدينة، من أجل تنظيم مسابقة قرآنية خاصة بالأطفال المهتمين بكتاب الله، من أجل حضور أحد الأنشطة التي تنظمها الجمعيات الفاعلة في المنطقة". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "مجموعة من الأسر والعائلات بمدينة خريبكة تحاول قضاء ليالي رمضان خارج البيت، خاصة حين يتزامن شهر الصيام مع فصل الصيف، غير أن غياب الفضاءات الملائمة يدفع الأسر إلى استغلال الحديقة المتواجدة بمحاذاة شارع مولاي يوسف، ما يتسبب في اكتظاظها وظهور سلوكات سيئة، كالسرقة والشجار وغيرهما". أما عبد المجيد غزة، رئيس جمعية لنتواصل، فأوضح أن "شهر رمضان مناسبة للعبادة والتقرب إلى الله عبر الصيام والقيام، من جهة، وفرصة سانحة ومواتية، من جهة ثانية، لفعل الخير ومساعدة المحتاجين، سواء بتنظيم القوافل الطبية أو توزيع المساعدات على الفقراء والمساكين، عوض تضييع الأوقات في المقاهي والملاهي". وأورد المتحدث ذاته، في تصريح للجريدة، أن "الرغبة في فعل الخير تدفعه، رفقة أسرته وزملائه من الفاعلين الجمعويين، إلى استغلال ليالي شهر رمضان في تنظيم أنشطة جمعوية وإنسانية لفائدة الأسر المعوزة، من بينها تسطير برنامج لتوزيع المساعدات الغذائية على 600 أسرة، ضمن ما يُعرف بقفّة رمضان".