يعيش سكان مدينة سطات شهر رمضان المبارك، على غرار باقي مدن المملكة، على إيقاع العبادة والاستمتاع بمجموعة من الأنشطة الثقافية التي تحتضنها المدينة طيلة هذا الشهر الفضيل. وتتكون مائدة الإفطار عند ساكنة سطات التي تتميز بتنوعها وطعامها اللذيذ خاصة الحساء المعروف عند المغاربة ب"الحريرة" وأنواع الفطائر والتمور والحلويات أو ما يعرف ب"الشباكية" تقدم مرفوقة بكؤوس من الشاي وبنكهة عدد من أنواع العصائر. وتعرف المساجد، خلال هذا الشهر المبارك، تدفق أعداد كبيرة من المصلين الذين يتوافدون على بيوت الله لأداء صلاة العشاء والتراويح طالبين المغفرة من الله ورحمته. وبعد الانتهاء من أداء الشعائر الدينية تنطلق أجواء الاحتفالات من المقاهي التي تعرف توافدا كبيرا للزبائن الذين يأتون لاحتساء كؤوس القهوة والشاي مستمتعين بأجواء وهواء الليل النقي. كما تفضل بعض الأسر السطاتية، خلال الليل، قضاء نزهة عائلية والتوجه نحو محلات التبضع والتسوق قبل أن تفاجأ بارتفاع أسعار مختلف المواد والألبسة تزامنا مع عيد الفطر. وعلى طول شارع الحسن الثاني، الفضاء الرئيسي للحركة بعاصمة الشاوية، يستمتع كثير من المواطنين بالمشي واستنشاق الهواء النقي وتجاذب أطراف الحديث عن الأجواء الرمضانية وارتفاع درجات حرارة الصيف التي تتزامن مع شهر الصيام. ويشكل شهر رمضان أيضا فرصة للعديد من الباعة الذين يعرضون سلعهم على الأرصفة كالخضروات والفواكه والتوابل ومستلزمات المطبخ، وأنواع مختلفة من العصير والخبز ، فالناس يقبلون على شراء الكثير خلال هذه الفترة من السنة، لكن لا يستهلكون إلا القليل في وقت الإفطار ومع الأسف ترمى باقي الأطعمة في القمامات. وبخصوص الأنشطة الرمضانية يكثر الاقبال في هذا الشهر على العديد من المطاعم التي تنظم سهرات وتظاهرات ثقافية وموسيقية. كما تعرف المدينة أيضا، خلال الشهر الفضيل، تنظيم عمليات للتضامن والمساعدة بين مختلف شرائح المجتمع ومنها بعض الجمعيات التي تنخرط في إعداد إفطار جماعي للفقراء والفئات المعوزة والمارة والأجانب. وعلاقة مع وضعية التموين فمدينة سطات تعرف تموينا ومخزونا كاف من المواد الغذائية خاصة الأكثر استهلاكا خلال هذا الشهر المبارك كما المصالح المعنية اتخذت جميع التدابير والإجراءات الضرورية لضمان تموين السوق المحلي بكميات كافية من الأغذية والمنتجات الأكثر استهلاكا.