اهتمت جل الصحف الصادرة اليوم الجمعة في بلدان أوروبا الغربية بموضوع الانتخابات البرلمانية المبكرة في المملكة المتحدة ، والتي خسرت فيها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، الأغلبية المطلقة التي كانت تتمتع بها في الولاية التشريعية السابقة. ففي بريطانيا وتحت عنوان "السيدة ماي تفقد رهانها الكبير"، كتبت " التايمز"، المقربة من المحافظين، أن حلم رئيسة الوزراء لتعزيز أغلبيتها "يبدو أنه تعثر". وأضافت الصحيفة أنه " في الوقت الذي تراقب فيه بروكسل الوضع بعناية ، هناك مخاوف من أن المملكة المتحدة قد تجد نفسها في موقف ضعف عند بدء المفاوضات بشأن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي التي ستنطلق بعد عشرة أيام " . وقالت صحيفة "ديلي ميل"، المساندة للسيدة ماي إن " المملكة المتحدة على حافة السكين" وهناك تخوف من أن " تسقط البلاد في الفوضى السياسية" مع " إمكانية رؤية جيريمي كوربين يتولى رئاسة الوزراء". ووفقا لصحيفة " الاندبندنت" ، إذا ثبتت صحة هذه التوقعات، سيكون ذلك بمثابة فشل شخصي للسيدة ماي، التي كانت قد دعت الى إجراء انتخابات مبكرة على أمل الحصول على أغلبية برلمانية قوية تعزز موقفها قبل بدء المفاوضات بشأن بريكسيت. وذكرت الصحيفة أن منافسها من حزب العمل جيريمي كوربين دعا السيدة ماي إلى الاستقالة بعد الخسارة التي منيت بها في الانتخابات البرلمانية البريطانية أمس الخميس. وفي ألمانيا اهتمت الصحف كذلك بالانتخابات التشريعية العامة المبكرة التي أجريت أمس في بريطانيا . فكتبت صحيفة (أوسنابروكر تسايتونغ ) أن نتائج الانتخابات التشريعية شبه النهائية أظهرت خسارة حزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي للأغلبية المطلقة في مجلس النواب متسائلة عن مصير الحزب بعد هذه النتائج . وذكرت الصحيفة أن المحافظين لم يكن لديهم فرصة للفوز بأكثر من نصف 650 دائرة انتخابية مضيفة أنه من المتوقع قبل بدء المفاوضات بشأن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن يواجه تشكيل حكومة في وقت لاحق عدة تعقيدات . من جهتها كتبت صحيفة (فرانكيشن تاغ) أن فقدان أغلبية مطلقة في الانتخابات البرلمانية البريطانية للمحافظين يعتبر كارثة بالنسبة لتيريزا ماي مشيرة إلى أنه خلال الحملة الانتخابية ،كان هناك تفاوت بين حزب العمال بزعامة جيريمي كوربين وحزب المحافظين بزعامة ماي التي أصبح مستقبلها غير واضح بعد أن أخفقت في الحصول على الأغلبية المتوخاة في البرلمان . وأضافت الصحيفة أن حزب المحافظين لم يتمكن من الفوز بأكثر من نصف 650 دائرة انتخابية في بريطانيا مما يجعل تشكيل ائتلاف حكومي صعب بالنسبة لماي مشيرة إلى أن زعيم حزب العمال جيريمي كوربن دعا رئيسة الوزراء في ضوء نتائج الانتخابات إلى الاستقالة. أما صحيفة (نوربيرغر تسايتونغ) فترى في تعليقها أن تيريزا ماي أخطأت الهدف وبدلا من تعزيز موقفها ووضع حزب المافظين ، خرجت من انتخابات برلمانية مبكرة بنتائج غير مرضية تماما مشيرة إلى أن الناخبين البريطانيين تصرفوا مرة أخرى، بشكل مختلف جدا عما كان يعتقد في البداية . وأضافت الصحيفة أن تيريزا ماي عندما أعلنت في منتصف ابريل الماضي عن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة يوم 8 يونيو ، كان الجميع يعتقد أنه كان انقلابا ذكيا من جهتها وأنها ستحصل على أغلبية مطلقة لصالح المحافظين وأنها ستحظى بولاية قوية تمكنها من التفاوض حول الانسحاب "الصعب " لبلادها من الاتحاد الأوروبي. وفي إيطاليا،كتبت '' لا ريبوبليكا '' أنه على الرغم من أنها فازت في الانتخابات البرلمانية ، فإن تيريزا ماي، التي كانت تأمل في تعزيز أغلبيتها المؤهلة للتفاوض حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، خسرت الأغلبية المطلقة في البرلمان البريطاني. وأضافت أن حزب المحافظين فقد بالفعل اثني عشر مقعدا، في حين أن حزب العمال المعارض فاز بثلاثين، وفقا للنتائج شبه نهائية. وفي الموضوع نفسه قالت '' كورييري ديلا سيرا '' إن ماي فقدت رهانها وهي الآن أمام مخاطرة كبيرة. وأشارت الصحيفة الى أنه بالمقابل تم اعادة انتخاب الزعيم العمالي جيريمي كوربين على نطاق واسع في دائرته إزلينغتون، شمال لندن، وقد دعا على الفور الى استقالة ماي بعد الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات التي تسببت في انخفاض الجنيه الاسترليني. وفي سويسرا ، وتحت عنوان "فشل رهان تيريزا ماي"، كتبت " لوطون" أن هذا فشل مؤكد لرئيسة السلطة التنفيذية التي كانت تحلم بأغلبية برلمانية تعزز موقفها من المفاوضات حول البريكسيت . وذكرت الصحيفة أن حزب المحافظين لديه خيار لتشكيل حكومة أقلية أو محاولة تكوين ائتلاف مع واحد أو أكثر من الاحزاب الأخرى، مشيرة إلى أنه في كلتا الحالتين، فإن هذه النتائج هي بمثابة ضربة للمفاوضات حول البريكسيت. أما صحيفة " لتريبيون دو جنيف" ،فاعتبرت أن هذه النتائج هي فشل شخصي للسيدة ماي التي دعت الى انتخابات مبكرة من أجل الحصول على الأغلبية لتعزيز موقفها في التفاوض للخروج من الاتحاد الأوروبي. وتحت عنوان " بريكسيت وهجمات ارهابية" كتبت صحيفة " 24 أورو" أن رئيسة الوزراء البريطانية كانت قد دعت لاجراء انتخابات ، على أساس استطلاعات للرأي تمنح حزبها تقدما على الحزب العمالي ب 20 نقطة. وقالت الصحيفة إن زعيم حزب العمال جيريمي كوربين قاد حملة ناجحة ، من خلال تنظيم اجتماعات مع الناخبين واستغلال عدة عثرات ماي ارتكبتها تيريزا. أما في بلجيكا، فقد علقت الصحف على استقالة عمدة بروكسل الاشتراكي إيفان مايور على إثر فضيحة سوء تدبير نظام المساعدة الطبية الاستعجالية الاجتماعية. وكتبت (لوسوار) تحت عنوان " السقوط " أن مايور لم يعد عمدة بروكسل، مشيرة إلى أن رد فعل الحزب الاشتراكي كان سريعا قبل انعقاد لجنة تقصي الحقائق حيث ضحى بأحد أعضائه لإفراغ هذه الأخيرة من محتواها. من جانبها، اعتبرت (لاليبر بلجيك) أن مايور اتخذ القرار الوحيد الممكن، مضيفة أن استقالته جاءت كعقوبة لارتكابه أخطاء في تدبير نظام المساعدة الطبية الاستعجالية الاجتماعية بطريقة غامضة ومنح لنفسه أجورا يتم اقتطاعها من هبات. أما (لاديرنيير أور) فذكرت أن مايور كان مجبرا على الاستقالة تحت ضغط رفاقه معربة عن أملها في أن يتمكن خلفه من تحسين صورة العاصمة الأوروبية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف على الخصوص بقرار المحكمة الدستورية إلغاء العفو الضريبي الذي كانت قد أقرته الحكومة الإسبانية في سنة 2012. وكتبت (الباييس)، تحت عنوان "المحكمة الدستورية تعتبر أن العفو يقبل التهرب من دفع الضرائب"، أن المحكمة ألغت بالإجماع مرسوم 2012 المتعلق بالعفو الضريبي، لأنه "يشرعن سلوكات" المحتالين. وأضافت اليومية أن القرار لا يشكك في تسوية نحو 31 ألف ملف ضريبي، مشيرة إلى أن هذا الحكم يضعف موقف وزير المالية، كريستوبال مونتورو، الذي تطالب أحزاب المعارضة باستقالته. من جهتها ذكرت (إلموندو) أن "المحكمة الدستورية ألغت العفو الضريبي مع انتقادات لاذعة لمونتورو"، مشيرة إلى أن القضاة اعتبروا أن ذلك يشكل "تنازلا من الدولة أمام مسؤوليتها ضمان مشاركة الجميع" في الإنفاق العام. ونقلت اليومية عن القضاة أن "هدف زيادة الإيرادات الضريبية ليس سببا كافيا لشرعنة" التهرب الضريبي. أما (أ بي سي) فأشارت إلى أن أحزاب المعارضة طالبت باستقالة مونتورو، المسؤول عن اعتماد قانون العفو الضريبي في سنة 2012، مضيفة أن وزير المالية يوجد في وضع صعب لأن الحكومة لا تتوفر على أغلبية مطلقة في مجلس النواب. وفي فرنسا اهتمت الصحف باستماع مجلس الشيوخ الامريكي للمدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي بخصوص تواطؤ محتمل بين دائرة الرئيس الامريكي وروسيا. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) في هذا الصدد ان عيون العالم برمته اتجهت الى مبنى الكابيتول، حيث قدم جيمس كومي خلال ثلاث ساعات شهادته في قضية تشبه واترغيت التي دفعت الرئيس ريشار نيكسون الى الاستقالة سنة 1974 ، مشيرة الى ان المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الذي اقيل من مهامه في التاسع من ماي ،وجه اتهامات للرئيس امام مجلس الشيوخ. واضافت الصحيفة ان جيمس كومي الذي تم الاستماع اليه في قاعة الاستماع (ه 216) بمجلس الشيوخ امام خمسة عشر عضوا بالمجلس، ومجموعة من الصحفيين، كان في مستوى الانتظارات . من جهتها قالت صحيفة (لوموند) تحت عنوان " المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي يتحدى ترامب"، ان جلسة الاستماع كانت منتظرة ذلك انها دفعت كبريات القنوات التلفزية الى تغيير برامجها. وذكرت الصحيفة بأن هذه القنوات ركزت على التحقيق الذي فتح من قبل الشرطة الفيدرالية بخصوص تواطؤ محتمل بين مسؤولي الحملة الانتخابية الرئاسية لدونالد ترامب ، ومرتكبي اعمال القرصنة التي نسبت الى روسيا من قبل الاستخبارات الامريكية ، مشيرة الى ان ترامب لم يتوقف عن تقديم القضية الروسية على انها "خبر زائف" ومبرر لجأ اليه الديموقراطيون لتبرير هزيمتهم وان التحقيق تحول في رأيه الى "مطاردة للساحرات".