فاز حزب المحافظين البريطاني، يوم الخميس، بأكبر عدد من مقاعد مجلس العموم البريطاني دون الحصول على أغلبية مطلقة، وفق نتائج أولية غير رسمية مستقاة من استطلاعات آراء الناخبين عقب الإدلاء بأصواتهم. وحسب استطلاع مشترك لهذه الآراء أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وشبكة "سكاي نيوز" وقناة "آي تي في" البريطانيتان، ونشرته وسائل الإعلام الثلاثة على مواقعها الرسمية، حصل حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء تيريزا ماي في الانتخابات التشريعية البريطانية على 314 مقعدا من أصل 650 في مجلس العموم البريطاني (الغرفة الأولى). وتقول "بي بي سي"، إن الحزب لن يتمكن من الحصول 326 مقعدا التي تمثل الأغلبية المطلقة (50%+ 1) والتي تمكنه منفردا من تشكيل الحكومة، أما منافس "المحافظين" الرئيسي حزب العمال، بزعامة جيرمي كوربين، فقد حصل وفق الاستطلاعات ذاتها على 266 مقعداً، وجاء في المركز الثاني. فيما حصل الحزبان الأصغر "القومي الاسكتلندي" على 34 مقعدا، و"الليبرالي الديمقراطي" على 14 مقعداً. وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، يتألف مجلس العموم البريطاني من 650 مقعداً، ويُخصص 533 مقعدا لإنجلترا، التي تضم أكبر نسبة سكانية في المملكة المتحدة، بجانب مقاعد لاسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، بينما من المنتظر أن تعلن النتائج النهائية، في وقت لاحق اليوم الجمعة. وتعليقا على هذه النتائج الأولية انتقدت اثنتان من أبرز الصحف البريطانية اليمينية وهما "ذي ديلي ميل" و "ذي صن" رئيسة الوزراء تيريزا ماي حيث نشرتا مقالتين عن "مقامرتها" بالدعوة إلى انتخابات مبكرة ، ووصفتا تلك الدعوة بأنها خاطئة وتسببت في "خسارة كارثية للمقاعد". رحيل ماي في غضون ذلك دعا زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى الاستقالة وإفساح المجال أمام حكومة عمالية. وأفاد كوربين بعد فوزه في دائرته الانتخابية في "إيسلنجتون نورث" في لندن بإنه يتعين على ماي "الرحيل وإفساح المجال امام حكومة تكون ممثلة حقا لهذا البلد"، معتبرا أن إن الناخبين اختاروا الامل و"اداروا ظهورهم لسياسات التقشف". وقال زعيم حزب العمال البريطاني إن حملة حزب العمال غيرت السياسة في البلاد. وأضاف "لقد عمل فريقنا بجد في هذه الحملة - من طرق الأبواب إلى وسائل التواصل الاجتماعي - ومن الرائع أننا فزنا بالكثير من الدعم في جميع أنحاء البلاد". من جهتها قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ان المحافظين سيعملون على ضمان "الاستقرار" إذا حصل حزب المحافظين على القدر الأكبر من عدد من الأصوات بعد الانتخابات العامة التي جرت يوم أمس الخميس. وتحدثت ماي بعد إعلان النتائج في دائرتها الانتخابية في ميدنهيد، إذ أعيد انتخاب رئيسة الوزراء البريطانية في دائرتها الانتخابية بأكثر من 37 ألف صوت. خطأ كارثي سياسيون بريطانيون من حزب العمال اعتبروا أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي "في مأزق خطير" بعد أن ارتكبت "خطأ كارثيا" بالدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، في محاولة فاشلة على ما يبدو لتعزيز أغلبيتها البرلمانية. وقال كلايف لويس، وهو نائب من حزب العمال ، على موقع تويتر: "حسنا هنا تنبؤ يسرني أن أعلنه: إنها ستكون ليلة طويلة على تيريزا ماي وحزب المحافظين"، مضيفا بالقول: "مهما حدث، فإن ماي في مأزق خطير". واعتبر جون ماكدونيل وزير الخزانة العمالي بحكومة الظل في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن قرار ماي بإجراء انتخابات مبكرة كان "خطأ كارثيا". بدوره شدد زعيم حزب الاستقلال البريطاني السابق نايجل فاراج ردا على استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع على أن "المحافظين يحتاجون إلى زعيم يؤمن بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي". مقامرة وقالت صحيفة "ديلي ميل" إن تيريزا ماي "ستواجه هذه الليلة إمكانية أن تكون لمقامرتها الانتخابية آثارا عكسية بعد أن تنبأ استطلاع لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع أن تسفر الانتخابات عن برلمان معلق". وذكرت صحيفة "ذي صن"، التي ساندت ماي بقوة في حملتها الانتخابية مثل صحيفة "ذي ديلي ميل"، إن "مقامرة" ماي بالدعوة إلى انتخابات مبكرة من أجل تعزيز أغلبيتها وسلطتها في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "قد أسفرت عن نتائج عكسية بشكل مذهل"، وأضافت أن "تلك النتيجة الكارثية تثير الشك في زعامتها المستقبلية لحزب المحافظين". أما لاعب كرة القدم البريطاني السابق جاري لينيكر فقد غرّد عبر تويتر بالقول إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "سجلت هدف الموسم في شباك فريقها". جاءت تغريدة لينيكر في معرض رد فعله على استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع، التي رجحت إخفاق ماي في مساعيها الرامية إلى الفوز بأغلبية أكبر من خلال دعوتها إلى إجراء انتخابات مبكرة. وفي 18 إبريل الماضي، دعت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة يوم 8 يونيو الجاري، لأسباب تتعلق بمسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.