فجر اليساري البريطاني المتشدد جيريمي كوربين مفاجأة بالفوز في انتخابات زعامة حزب العمال، وهي خطوة قد تجعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكثر ترجيحا. وتفوق كوربين، الذي كان اعتبره مراقبون مرشحا هامشيا في المنافسة على زعامة الحزب المعارض، على آندي بيرنام وأيفيت كوبر وليز كندال التي تعتبر ممثلة للسياسات التي يؤيدها رئيس الوزراء السابق توني بلير، وتقول شخصيات بارزة إنزعامة كوربين ستقلص بشدة من فرص الحزب الانتخابية. ويخلف كوربين الماركسي التوجهات (66 عاماً) في هذا الموقع الذي يؤهله لأن يكوزن زعيم حكومة الظل في مجلس العموم الذي أمضى في أروقته 32 عاماً إد ميليباند الذي كان استقال بعد هزيمة الحزب في الانتخابات التي جرت في ماي الماضي. وحصل كوربين الذي يعتبر أكثر يساري متشدد عبر تاريخ حزب العمال البريطاني على 25147 صوتا، بنسبة 59.5 في المئة، متقدما بنسبة 40 في المئة على أقرب منافسيه بيرنام الذي حصل على 19 في المئة. وحلت كوبر ثالثة بنسبة 17 في المئة من الأصوات، بينما حصلت كندال على 4.5 في المئة. وقال كوربين في خطاب بعد إعلان فوزه: "هل لي أن أبدأ بشكر كل من شارك في هذه الانتخابات الديمقراطية"، وتعهد بالنضال من أجل بريطانيا أكثر تسامحا وأكثر تقبلا للتنوع الثقافي، وبمعالجة "الفوارق الاجتماعية الفاضحة". وأضاف أن "الناخبين عبروا عن رفضهم للفوارق الاجتماعية والظلم والفقر غير المبرر". ونبه كوربين إلى أنه في أول يوم له في البرلمان كزعيم للحزب سوف يعارض القيود التي تعتزم حكومة المحافظين فرضها على النقابات، في مشروع قانون سيعرض الاثنين. وأبدى زعيم حزب العمال السابق، إيد ميليباند، عن دعمه للزعيم الجديد، لكنه قال إنه يأمل منه "أن يمد يده إلى جميع تيارات الحزب". وأعلن وزير الصحة في حكومة الظل، جيمي ريد، المعروف بمعارضته لكوربين، عن استقالته من حكومة الحزب فور إعلان نتيجة الانتخابات الحزبية، كما استقالت وزيرة العمل في الحزب بعد انتخاب كوربين. ويشار إلى أن كوربين اليساري معروف بأنه برلماني محنك له باع طويل من التصويت ضد مشروعات قوانين طرحها حزبه. وقد فاز بزعامة الحزب بناء على وعود بزيادة الاستثمارات الحكومية من خلال طبع الأموال وإعادة تأميم قطاعات واسعة من الاقتصاد. ويقول مساعد محرر الشؤون السياسية في (بي بي سي) نورمان سميث، إن فوز كوربين الساحق من شأنه أن يسكت يمين حزب العمال، الذين كانوا يخططون لإزاحته في أقرب فرصة، لكنه "مسح منافسيه مسحا".