أٌنتخب الاشتراكي العتيد جيريمي كوربين زعيما لحزب العمال البريطاني المعارض يوم السبت في خطوة قد تجعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكثر ترجيحا وقال عنها رئيس وزراء عمالي سابق إنها قد تنفر الناخبين من الحزب. وقوبل فوز كوربين المعجب بآراء كارل ماركس بالهتاف من مؤيديه داخل القاعة وأشاد به راديكاليون في مناطق مختلفة من أوروبا. غير أن هذا الفوز فتح الباب أمام احتمال حدوث انقسامات عميقة داخل حزب العمال إذ يخشى البعض أن ينفر الناخبين بسياساته الراديكالية التي قد تتضمن نزع السلاح النووي من جانب واحد وتأميم المؤسسات وفرض ضرائب على الثروات. وبعد فوزه الذي لم يكن متوقعا منذ دخوله مضمار المنافسة قال كوربين البالغ من العمر 66 عاما "الأشياء يمكن أن تتغير .. وستتغير." وحصل كوربين على 251417 صوتا تمثل 59.5 في المئة من الأصوات من الجولة الأولى مسجلا فوزا أكبر مما تصوره أحد. وقال "أقول لكم شكرا مقدما على عملنا جميعا معا لتحقيق انتصارات كبرى.. ليس فقط انتصارات انتخابية للعمال.. ولكن انتصارات معنوية لمجتمعنا بأسره كي نظهر أننا لسنا مضطرين لأن نكون غير متساوين ولسنا مضطرين لتقبل عدم الإنصاف وأن الفقر ليس أمرا حتميا." وكوربين معارض قوي للضربات العسكرية في سوريا مما يعني أنه سيصعب على رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كسب تأييد برلماني لقصف أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية هناك يعتبرها خطرا على الأمن البريطاني. وقال أمام حشد تجمع لتأييد اللاجئين السوريين بعد ساعات من فوزه "في أوقات يكثر فيها اللغط وتشتد فيها الحماسة تتخذ قرارات: إذهب هناك.. اغز هنا.. إقصف هناك.. إفعل هذا.. إفعل ذاك. "هناك الكثير من النصائح العسكرية وهناك أيضا الكثير من الحلول البسيطة السهلة. الحروب المأساوية لا تنتهي بإطلاق آخر رصاصة أو إلقاء آخر قنبلة." ويعكس فوز كوربين تأييدا متناميا لحركات اليسار في أنحاء أوروبا إذ فاز ائتلاف اليسار الراديكالي (سيريزا) بانتخابات اليونان في يناير كانون الثاني ويبدي حزب بوديموس (قادرون) الأسباني المناهض لسياسات التقشف أداء جيدا في استطلاعات الرأي. وأشاد الحزبان بفوز كوربين. وفوز كوربين كان مستبعدا ولم ينل تأييد المشرعين من حزب العمال لدخول المنافسة على زعامة الحزب إلا لإثراء النقاش السياسي. واقترح كوربين فرض ضرائب على الثروات وشاب الغموض موقفه إزاء عضوية الاتحاد الأوروبي. وقد تغلب في المنافسة على زعامة الحزب على وزيرين سابقين هما إيفيت كوبر وآندي برنام كما تغلب على ليز كندال التي تعتبر ممثلة للسياسات التي يؤيدها رئيس الوزراء السابق توني بلير. وكوربين برلماني محنك أمضى أكثر من 30 عاما في مجلس العموم وله باع طويل من التصويت ضد مشروعات قوانين طرحها حزبه. وقد فاز بزعامة الحزب بناء على وعود بزيادة الاستثمارات الحكومية من خلال إعادة تأميم قطاعات واسعة من الاقتصاد.