خرج عشرات الالاف الى الشوارع في مدريد السبت دعما لحزب "بوديموس" المناهض للتقشف بعد اسبوع من فوز حزب سيريزا اليساري المتشدد في الانتخابات التشريعية في اليونان. وهتف المتظاهرون "نعم نستطيع" بينما كانوا يتوجهون من مبنى البلدية في مدريد الى ساحة بورتا ديل سول وسط المدينة. واظهرت استطلاعات الراي ارتفاعا كبيرا في التاييد لحزب بوديموس وسياسته المناهضة للتقشف. وقال دوري سانشيز (23 عاما) المدرس العاطل عن العمل الذي وصل من مانوفار, جنوب شرق اسبانيا, للمشاركة في المسيرة ان "هناك العديد من الاشخاص الذين يوافقون على ضرورة التغيير. كفى سرقة. يجب ان يتوقف الفاسدون عن اخذ كل شيء بينما نحن لا نحصل على شيء". وقال الحزب انه تم نقل المشاركين في المسيرة الى العاصمة من انحاء اسبانيا في 260 حافلة للمشاركة في "مسيرة التغيير", كما وافق مئات من سكان مدريد على استضافة القادمين من مدن اخرى بعيدة. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "حان وقت التغيير", و"معا نستطيع". وتمكن حزب سيريزا اليوناني من التغلب على باقي الاحزاب بوعوده انهاء التقشف, وهو ما يهدف حزب بوديموس لفعله في الانتخابات العامة التي ستجري في اسبانيا في تشرين الثاني/نوفمبر. وظهر بابلو اغليسياس زعيم حزب بوديموس الى جانب اليكسيس تسيبراس رئيس وزراء اليونان الحالي لدعمه خلال حملته الانتخابية. وتاسس حزب بوديموس بزعامة اغليسياس (36 عاما) استاذ الجامعة السابق, قبل عامين. وشهد الحزب خلال هذه الفترة القصيرة تاييدا كبيرا في استطلاعات الراي وسط وعوده بمكافحة ما يصفه ب"ألطبقة" التقليدية للقادة السياسيين. وعلى غرار سيريزا, فقد حصل حزب بوديموس على تاييد شعبي باستهدافه الفساد ورفضه برامج التقشف التي تهدف الى اخراج البلدين من الازمة الاقتصادية العميقة. ويريد الحزب منع الشركات التي تحقق ارباحا من فصل الموظفين, كما يطالب بالغاء المستشفيات الخاصة للعودة الى نظام الرعاية الصحية المملوك كاملا من الحكومة, ورفع الحد الادنى للاجور "بشكل كبير". ولقي الحزب قبولا لدى الاسبان الغاضبين من سلسلة فضائح الفساد وكذلك من خفض الانفاق العام الذي فرضه الحزب المحافظ الحاكم, وقبل ذلك من الاشتراكيين بعد اندلاع الازمة الاقتصادية في 2008. ورسميا خرجت اسبانيا من الركود بعد ان سجل اقتصادها نموا بنسبة 1,4% العام الماضي, طبقا لبيانات اولية نشرت الجمعة, الا ان واحد من بين اربعة لا زالوا عاطلين عن العمل. وانخفضت رواتب العديدين كما ارتفع بشكل كبير عدد العقود القصيرة الامد برواتب منخفضة. وخرج بوديموس من رحم حركة احتجاجية "مستاءة" احتلت الساحات في ارجاء اسبانيا في 2011 للمطالبة بالتغيير السياسي في ذروة الازمة الاقتصادية في اسبانيا. ورغم انهاء حركة احتجاجات الشارع منذ ,2013 الا ان بعض القادة المستائين شكلوا حزب بوديموس في كانون الثاني/يناير 2014. وبعد اربعة اشهر فاز الحزب بخمسة مقاعد في البرلمان الاوروبي بعد ان صوت لصالحه اكثر من 1,2 مليون شخص. وتفوق بوديموس على الحزب الاشتراكي المعارض في العديد من استطلاعات الراي, وتصدر القائمة في بعض الاستطلاعات متفوقا على حزب الشعب المحافظ الحاكم. وحكم الاشتراكيون والمحافظون اسبانيا بالتبادل منذ عودة البلد الى الديموقراطية بعد وفاة الدكتاتور فراسيسكو فرانكو في 1975. وحذر رئيس الوزراء ماريانو راخوي الاسبان من "لعب الروليت الروسي" من خلال دعمهم لحزب بوديموس الذي قال انه "يعد بالقمر والشمس" لكنه لن يفي بوعوده. واتهم الناقدون بوديموس بارتباطه بقادة الحزب اليساري في فنزويلا وكذلك بارتكاب عدد من كبار اعضائه مخالفات مالية. ووعد قادة الحزب بنشر عائداتهم الضريبية لدحض هذه المزاعم.