عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما ترتب عنه من تداعيات سياسية، من المقرر أن يرأس ديفيد كاميرون آخر اجتماع لمجلس الوزراء كرئيس للحكومة، اليوم الثلاثاء، بينما تستعد تريزا ماي لتتولى نفس المنصب، وهي ثاني إمرأة تصل إلى هذا المنصب بعد مارغريت تاتشر. وكان من المتوقع أن تخوض وزيرة الداخلية البريطانية حملة انتخابية تمتد لتسعة أسابيع، لكن منافستها أندريا ليدسوم انسحبت أمس الاثنين. ويتقدم كاميرون باستقالته لملكة بريطانيا بعد غد الأربعاء ليفسح المجال أمام ماي لتشكيل الحكومة الجديدة. وقالت ماي، وزيرة الداخلية البريطانية منذ 2010 ، إنه من دواعي "الشرف والتواضع" أن تتولى رئاسة مجلس الوزراء، متعهدة بأن تجعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عملية ناجحة. وأفسح الانسحاب المفاجيء لليدسوم المجال أمام ماي لتتولى زعامة حزب المحافظين، ومن ثَمَ رئاسة الوزراء. وأثناء حديثها إلى عدد من قيادات الحزب، أثنت ماي على الدور الذي لعبه كاميرون في زعامة الحزب وقيادة البلاد على مدار السنوات الماضية. كما أعربت عن تقديرها لانسحاب ليدسوم "بكرامة" من السباق. وانضم منسق شؤون الانتخابات في حزب العمال جون تريكيت إلى زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين تيم فارون، وحزب الخضر في الدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة. وقال تريكيت، أحد أهم حلفاء جيرمي كوربن زعيم الحزب، إنه من "الضرروي أن يكون لدى بريطانيا رئيس وزراء منتخب"، لكن ماي رفضت ما تضمنته هذه الدعوة. وقالت لورا كوينسبرغ، المحررة السياسية لدى بي بي سي، إن مفاوضات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، والتحكم في الهجرة، وإدارة اقتصاد البلاد "قضايا كبرى" تمثل تحديات تواجهها ماي في "إدارة البلاد في مناخ مستقر". ورغم أنها كانت من مؤيدي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، قالت ماي إن "الخروج يعني الخروج، وسوف ننفذه بنجاح"، فيما يبدو أنه رسالة موجهة إلى زملائها من مؤيدي البقاء في الاتحاد. وقرر كاميرون الاستقالة من منصبه كزعيم للحزب الحاكم ورئيسا للوزراء عقب التصويت من قبل البريطانيين على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، لينهي فترة ولايته كرئيس للحكومة البريطانية التي بدأها في 2010. وأشاد كاميرون بماي، مؤكدا أنها "قوية"، و"تتمتع بالكفاءة"، وأنها قادرة على توفير نموذج القيادة الذي تحتاجه البلاد على مدار السنوات المقبلة " كما وعد يتقديم الدعم لها على مافة المستويات وقالت ليدسوم إن حملة انتخابية لحسم الفائز برئاسة الحزب ورئاسة مجلس الوزراء تمتد لعشرة أسابيع هي "آخر ما تحتاج إليه بريطانيا"، وهو ما دفعها إلى الانسحاب من السباق ودعم ماي.