من المنتظر أن تظهر زعيمة حزب المحافظين تيريزا ماي أمام مقر 10 داونيغ ستريت في وقت وشيك، اليوم الجمعة، لإعلان موقفها من البقاء أو الاستقالة، بعد النتائج "الكارثية" التي لحقت بالحزب، حيث خسر الأغلبية في البرلمان رغم أنه حقق اعلى الأصوات. وفور إعلان النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، واجهت رئيسة الحكومة دعوات للاستقالة بعد النتائج المدمرة لسلطتها السياسية، وسارع زعيم حزب العمال جيريمي كوربين إلى التغريد على تويتر قائلاً: "مهما كانت النتائج النهائية، فحملتنا الانتخابية غيّرت المشهد السياسي، وحان الوقت لتيريزا ماي أن ترحل حيث اعطاها الناخبون ظهورهم". وقال كوربين إن ماي خسرت أصوات ودعم وثقة الناخبين، وأضاف أنه "تمت الدعوة لهذه الانتخابات حتى تحصل رئيسة الوزراء على أغلبية كبيرة لتؤكد سلطتها". ومضى قائلاً "إذا كانت هناك رسالة من نتائج الليلة فهي التالي: رئيسة الوزراء دعت لهذه الانتخابات لأنها أرادت تفويضًا... التفويض الذي حصلت عليه هو خسارة مقاعد للمحافظين، وخسارة أصوات، وفقد دعم، وفقد ثقة". وقال كوربين "أتصور أن هذا يكفي لترحل وتفسح الطريق لحكومة تمثل كل شعب هذا البلد بحق". وعلى هذا الصعيد، قالت محررة الشؤون السياسية بهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) اليوم الجمعة، إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي لا تعتزم الاستقالة بعد أن خسرت الأغلبية البرلمانية في الانتخابات المبكرة، التي كانت قد دعت لها للحصول على تفويض أقوى في محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقالت لورا كوينسبرغ "تيريزا ماي ليست لديها نية لإعلان استقالتها اليوم". وأضافت: "ليس واضحًا أمامي إن كانوا يحاولون القضاء على الشائعات قبل أن تحسم أمرها بالفعل". وزارت ماي بالفعل مقر المحافظين في وستمنستر، وبدت "هادئة"، حين تحدثت لموظفي حملة الحزب في الساعات الأولى من الصباح - ولكنها لم تقدم أي تلميحات عن مستقبلها. وسارع محللون وقريبون من مركز قرار حزب المحافظين إلى احتمال ترشيح فيليب هاموند وزير الخزانة أو بوريس جونسون وزير الخارجية لزعامة الحزب في حال استقالة ماي. ما العمل: حكومة أقلية او ائتلاف؟ إلى ذلك، فإن مراقبين يتوقعون أنه سيكون أمام حزب المحافظين العمل بحكومة أقلية أو ائتلاف يتم تشكيله مع حزب أو أحزاب أخرى. حيث يرى كثيرون في نتائج الانتخابات ضربة قاسية لجدول أعمال البريكسيت، في حين أن المفاوضات مع الإتحاد الأوروبي من المقرر أن تبدأ خلال عشرة أيام. وحسب تقرير "يورونيوز"، يرى الكثير من المحللين البريطانيين أن نتائج الانتخابات تعد كارثية بالنسبة لتيريزا ماي وحزب المحافظين، لاسيما وأن ماي كانت تهدف من خلال تنظيم هذه الانتخابات المبكرة تعزيز موقعها بأغلبية انتخابية للتفاوض على البريكسيت من منطلق قوة. وهذه هي المرة الثالثة التي يتوجه فيها البريطانيون إلى صناديق الاقتراع خلال عامين، بعد حملة انتخابية عرفت هجمات إرهابية دامية وحالة عدم يقين بسبب (بريكسيت). وتنافس في الانتخابات البرلمانية الحزبان التقليديان، حزب المحافظين، بزعامة تيريزا ماي، وحزب العمال المعارض، بزعامة جيرمي كوربين، وجري التنافس على الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان ال 650. وجرت انتخابات مايو 2017 بشكل استثنائي، بعد عامين من الانتخابات الأخيرة، التي جرت عام 2015، وفاز فيها حزب المحافظين بأغلبية مريحة. المصدر: موقع إيلاف