طلب عبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، من وفد برلماني إيطالي ضرورة الإسراع، في إطار الشراكة التي تجمع البلدين، بتوقيع الاتفاقيات التي تخص الجانب الاجتماعي، والتي سبق أن وقعها الجانب المغربي. وأكد الوزير ذاته، خلال استقباله وفدا برلمانيا إيطاليا بمقر الوزارة بالرباط، على ضرورة التعاون لتحصين الأمن الروحي للمغاربة، باعتبارهم مغاربة الأصل ومنتمين إلى مدرسة دينية تؤمن بالوسطية والاعتدال ولها جذورها التاريخية. ولم يفوت بنعتيق الفرصة دون التطرق لوضعية بعض أفراد الجالية المغربية المقيمين بإيطاليا، الذي يعيشون في ظروف هشة، وأضاف: "يجب أن نساعدهم لأن بعضهم يعيشون ظروفا صعبة وربما تكون عابرة". وشدد الوزير المكلف بالجالية، خلال كلمة له أمام الوفد البرلماني، على أن المغرب أضحى بلدا للاستقرار بعدما كان معبرا للمهاجرين بفضل إستراتيجية ورؤية الملك محمد السادس، مؤكدا أن هناك قوانين وضعت لإدماج تام للأجانب المستقرين بالمغرب، بشراكة مع المجتمع المدني. بنعتيق شدد على أن المغرب في سياسته للهجرة ركز على الاندماج المدرسي والاندماج المهني، زيادة على المواكبة الصحية، والاندماج القانوني، مؤكدا أن ذلك يتم بتنسيق وتعاون مع جمعيات المجتمع المدني. واعتبر الوزير أن سياسة الهجرة التي تنهجها المملكة تأتي انطلاقا من مرجعية كونية بخصوصية مغربية، موردا أن آليات المتابعة والمواكبة التي تقوم بها الوزارة تحتاج إلى شراكات متعددة من أجل إنجاحها. وختم عبد الكريم بنعتيق كلمته بالتأكيد على ضرورة تعاون الجميع من أجل إنجاح سياسة المغرب في الهجرة، مشددا على ضرورة دعم الاتحاد الأوروبي، وإيطاليا باعتبارها فاعلا فيه، ولخبرتها الكبيرة في استقبال المهاجرين الراغبين في الاستقرار بأوروبا. وفي تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية قال خالد شوقي، البرلماني الإيطالي من أصل مغربي، ورئيس لجنة الصداقة الإيطالية المغربية، إن اللقاء مع بنعتيق كان مهما لتطرقه لأوضاع الجالية المغربية بإيطاليا، والتي اعتبرها متميزة بحضورها الإيجابي. وشدد البرلماني الإيطالي على أن هناك مشاكل بالنسبة لإدماج الجيل الثاني من مغاربة إيطاليا، وخاصة في المجال الدراسي، مؤكدا على ضرورة العمل على مكافحة التطرف الذي يشكل خطرا على الجميع. واعتبر خالد شوقي أن النموذج المغربي في تأهيل المساجين وتكوين الأئمة والقيمين الدينيين مهم ومثال يحتدى به، منوها بالنموذج الديني المغربي، والذي وصفه ب"المنفتح على الآخر". وأكد شوقي أن دوره كبرلماني إيطالي من أصل مغربي هو إبراز النموذج المغربي المهم في المتوسط، ومحاولة دعم الجالية المقيمة في إيطاليا؛ والتي اعتبر أنه رغم المشاكل فإنها تعتبر قوة اقتصادية واجتماعية، متمنيا أن تكون لها مشاركة سياسية أقوى في المستقبل. برلمانية عن الوفد الإيطالي نوهت في كلمة لها بالعلاقات التي تجمع البلدين، مشددة على ضرورة دعم التعاون، ومنوهة أيضا بما وصفته ب"التنوع الديني والثقافي الذي تعرفه المملكة". وشددت المتحدثة ذاتها على كون المغرب يعتبر نموذجا لباقي دول القارة، مشددة على أنها ستعمل مع الحكومة الإيطالية للوصول إلى حل للمشاكل الاجتماعية التي تعرفها الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا.