حذر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جينتيلوني، الذي اختار المغرب للقيام بأول زيارة له للمنطقة - ثلاثة أشهر فقط من تعيينه ما يمثل رسالة صداقة ورغبة في توطيد العلاقات الثنائية الممتازة أصلا، من الربط ما بين الهجرة غير الشرعية وإمكانية تسرب إرهابيين ومتطرفين عبرها إلى التراب الايطالي. وأوضح باولو جينتيلوني عقب لقاء جمعه أول أمس الثلاثاء بالرباط بوزير شؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، بحضور الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون مبركة بوعيدة، أن يجب تجنب الترويج لرسائل توحي بعلاقة محتملة ما بين الإرهاب والتطرف والهجرة التي لا يمكن القضاء عليها بوسائل عسكرية، بل بمشاريع تنموية وتعاون مشترك مع الدول المصدرة لها. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، في معرض رده على سؤال ليومية «الاتحاد الاشتراكي» أن كل خلط بين الهجرة والارهاب والتطرف الديني لا يمكن اعتباره من الناحية السياسية إلا «رسالة خاطئة،» وهو الأمر الذي قد يزيد من رفع خطر كراهية الأجانب في التراب الأوربي. وبالموازاة، لم ينكر رئيس الديبلوماسية الايطالي قلق حكومته إزاء مخاطر تسلل إرهابيين ومتطرفين دينيين عبر الهجرة غير الشرعية، مستطردا أن تسلل أشخاص من هذا القبيل عبر قوارب الهجرة السرية التي تصل الشواطئ الايطالية، أمر غير مؤكد. هذا، وكشف باولو جينتيلوني أن السلطات الايطالية تولي اهتماما بالغا لمسألة تسلل إرهابيين ومتطرفين دينيين محتملين إلى التراب الايطالي، وتتتبع عن قرب تحركات المحاربين في بؤر القتال العائدين إلى التراب الايطالي، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء الايطالي بصدد دراسة إجراءات وتدابير تسير في هذا الاتجاه. وبالمقابل جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، خلال هذه الندوة الصحفية التي حضرهاعلى الخصوص سفير المغرب بروما حسن أبو أيوب، التأكيد على نجاح الجالية المغربية، التي يتجاوز عددها 600 ألف مواطن ومواطنة مقيمين بالديار الايطالية، على الاندماج في المجتمع الايطالي، كما شدد رئيس الديبلوماسية المغربي على ضرورة حماية الجالية المغربية، التي عانت من تأثيرات الازمة الاقتصادية من كل انحراف وأشكال سوء الفهم والكراهية. وفي هذا الصدد أشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار الى أن الجالية المغربية ليست فقط مندمجة في ايطاليا بل مساهمة في بنائها اجتماعيا اقتصاديا وسياسيا، من خلال مغاربة مقاولين أنشأوا أكثر من ستين ألف مقاولة وفاعلين سياسيين في عدد من الاحزاب الايطالية منتخبين على المستوى المحلي والوطني. ومن جانبه قال صلاح الدين مزوار إن التعاون الأمني بالرباط وروما مستمر ما بين المصالح الامنية بين البلدين، شأنه في ذلك شأن العلاقة المتطورة بين المغرب وعدد من البلدان في الفضاء الاوربي. وشدد رئيس الدبلوماسية المغربية على أن الظرفية الامنية الحالية التي يعيشها العالم والأحداث المتواترة التي يعيشها في أكثر من بؤرة، تحتم أن يكون التعاون الأمني بين المغرب وإيطاليا أكثر قوة ومتانة ودينامية. وأجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار مباحثات مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني تمحورت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وشكلت هذه المباحثات الغنية مناسبة لإبراز الإرادة المشتركة للبلدين في تعزيز وتنويع العلاقات التاريخية، والمتميزة القائمة بين البلدين . وقرر الطرفان باتفاق مشترك، العمل ضمن الإطار الجديد للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كما أبان الجانبان عن الإرادة الراسخة في تعزيز الروابط الثقافية والسياسية والمؤسساتية بين البلدين. وذكر مزوار أنه خلال هذا المحادثات التي أبرزت الحاجة الملحة إلى بناء المستقبل على أسس جديدة، تم التباحث أيضا بشأن الجالية المغربية المقيمة في إيطاليا، حيث توجد نحو 61 ألف مقاولة مغربية و مغاربة يشغلون مناصب المسؤولية. من جانبه، قال جينتيلوني، إن المغرب وإيطاليا تجمعهما علاقات عريقة ثقافيا واقتصاديا وسياسيا ، مبرزا أن المغرب يمثل نموذجا للاستقرار في منطقة تقع فريسة لانعدام الأمن. وحسب الوزير الإيطالي ، فإن المغرب قام بإصلاحات مهمة ساهمت في تنمية المجتمع والمسلسل السياسي والاقتصادي، موضحا أن هذه الشراكة قد تتعزز أكثر بفضل، على الخصوص، إطار جديد للشراكة اتفق الجانبان على وضعه.