بعد صراع طويل مع المرض، الذي أقعدها الفراش بمنزلها بمنطقة تلوات، ضواحي مدينة ورزازات، انتقلت إلى عفو الله، زوال اليوم، الفنانة الأمازيغية صفية اومحمد اوحدو، المعروفة فنيا بصفية أولت تلوات، عن عمر يناهز 78 سنة. وكانت الراحلة قيد حياتها تنهج فن الروايس، وتعتبر من الفنانات "الرايسات" اللواتي تركن بصمة قوية في أرشيف الأغنية الأمازيغية، إذ تمكنت من الاندماج في مجال غنائي كان في السابق حكرا على الفنانين الرجال، كما استطاعت فرض اسمها على الساحة الفنية بعد أغنيتها الشهيرة التي عنونتها ب"اسيح اتاونزا"، والتي سجلتها بالإذاعة الوطنية سنة 1965. ويتوفر الأرشيف الغنائي للراحلة "صفية أولت تلوات" على مجموعة من الأغاني التي أبدعت فيها بصوتها الجميل والمتميز، والتي ظلت وستظل خالدة، ومنها "اوركين لاحباب يان ماغ اسامح"، و"اوفيغد اودي طبلا توجاد اوكان"، وقصيدة شعرية جملية بعنوان "توادا"، أبدعت فيها خلال مشاركتها في المسيرة الخضراء سنة 1975؛ فضلا عن مشاركتها في عدة مهرجانات وتظاهرات فنية بالمغرب وخارجه. ورغم مسارها الغنائي الطويل، وتمثيلها المغرب في الخارج، ظلت الراحلة تصارع المرض في صمت لأزيد من سنة، دون الالتفات إليها من قبل المسؤولين في وزارة الثقافة، لتلبي نداء ربها زوال اليوم؛ تاركة رسالة إلى جميع الفنانين تقول: مهما غنيتم وأبدعتم ومثلتم بلدكم فإن مصيركم سيكون مثل مصيري..ستموتون في صمت وعلى إيقاعات أغانيكم. وعلق الفنان الأمازيغي الشاب احمد ايموراك على وفاة "أولت تلوات" قائلا إن الفنانة الراحلة أيقونة للفن الأمازيغي، خاصة فن الروايس، مشيرا إلى أنها "ستظل نموذجا يحتذى في هذا المجال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"، وداعيا وزارة الثقافة إلى ضرورة الاهتمام بالفنانين والفنانات، باعتبارهم سفراء للوطن.