نظم فرع الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بوارزازات، أياما مفتوحة للثقافة الأمازيغية، من 10 إلى 13 يونيو 2010، تحت شعار «الهوية المغربية والتعدد الثقافي»، بشراكة مع كل من المجلس البلدي، ومندوبية وزارة الثقافة بالمدينة، ونيابة الشباب والرياضة، ومندوبية التعاون الوطني. وانطلقت هذه الأيام بورشات حول حرف تيفيناغ لفائدة الأطفال، ولفائدة رائدات ومربيات التعاون الوطني كذلك، وتم تنظيم ندوة فكرية حول الهوية والتعدد الثقافي، في اليوم الثاني، شارك فيها كل من إبراهيم أخياط الكاتب العام للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، ولحسن التازي ، ولسن أزنتو . وناقش العرض المقدم موضوع الهوية من عدة جوانب محاولا أن يميز الحدود بين وحدة الهوية الوطنية للمغرب، انطلاقا من الأرض والشعب باعتبارهما محددين ثابتين في تاريخ هذه المنطقة، وحدود التعدد الثقافي، مذكرا بأوجه هذا التعدد على مستوى اللغة والعادات والتقاليد. وكانت النقاشات مهمة أغنت اللقاء بمجموعة من الأفكار والآراء المختلفة. وتميز اليوم الرابع بالسهرة الختامية، والتي تألقت فيها الفنانة الأمازيغية صفية أولتلوات، وغنت فيها روائعها الخالدة، كأغنيتها «أسيح أتاونزا» التي صدحت بها أول مرة على أمواج الإذاعة الوطنية سنة 1965، وتعتبر أولتلوات من الرايسات اللواتي بصمن الأغنية الأمازيغية لسنوات، وتركن آثارهن واضحة في معالم أغنية الروايس، بل كانت من الرايسات اللواتي فرضن وجودهن في الساحة الغنائية الأمازيغية، في وقت كان فيها المجال حكرا على الرجال. وشاركت في عدة مهرجانات خارج الوطن بالولايات المتحدةالأمريكية، إسبانيا والجزائر، كما شاركت في مهرجانات عديدة داخل الوطن، وعرفت مسيرتها الفنية فترات تقطع، لكنها مصممة على الرجوع إلى الساحة الغنائية والمساهمة، رغم سنها في الدفع بالأغنية الأمازيغية إلى الأمام، خصوصا أغاني الروايس الأصيلة. وقدمت لها الجمعية تذكارا وشهادة تقديرية، عرفانا بمساهماتها الفنية في خدمة الأغنية الأمازيغية، وقد شاركها في إحياء هذه الليلة التكريمية كل من الفنان عمر أيت سعيد من مدينة قلعة مكونة، ومرحوم عبد الحليم، والفنان صدوق. كما أنشد مجموعة من الشعراء على شرف هذه الفنانة مجموعة من الأشعار وتألق فيهم الشاعر بولاريا. وقد كان الجمهور الحاضر غفيرا ملأ ساحة الموحدين، وصفق للرايسة صفية، وردد أغانيها بطلاقة.