بوفاة الفنان الأمازيغي ذائع الصيت، "الرايس" أحمد أمنتاك، أول أمس الثلاثاء بإحدى المصحات بأكادير عن عمر يناهز 90 سنة ، يكون فن" الروايس" قد فقد آخر عمالقته ورواده الذين أعطوا الكثير للأغنية والشعر الأمازيغيين. ووصف السيد أحمد عصيد، شاعر واستاذ باحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في تصريح للبوابة الأمازيغية (ماب- أمازيغية) الراحل ب"آخر الرواد القدامى لفن الروايس العريق" ، مبرزا أن الرايس أمنتاك شكل "مدرسة كبيرة في تاريخ هذا الفن، حيث تميز بعطاء غزير استمر لما يزيد عن خمس وستين سنة ". وذكر بأن الراحل الذي ولد سنة 1927 بدوار بيطلجان في منطقة "أركيتة" بإقليم تارودانت عايش جيل الرواد الأوائل أمثال الروايس "بلعيد" و"بودراع" و"صاصبو" و"مولاي علي" و"أنشاد" وغيرهم وأخذ عنهم قواعد العزف والغناء، وبرع منذ صغره في العزف على آلة الرباب السوسي التي كان من أكبر المرجعيات الموسيقية فيها إلى أن أقعده المرض في السنوات الثلاث الأخيرة. وأضاف أن الراحل برع في أداء أغاني وطنية مباشرة بعد فترة الاستقلال خلقت أجواء من الحماسة لدى الأمازيغ، تلتها إبداعات غنائية راقية اتسمت بجودة الأداء وصوت جهوري قوي وبألحانها الشجية التي تميزت بحيويتها عن الألحان التقليدية القديمة للجيل السابق. وأشار إلى أن الرايس أحمد أمنتاك كان وراء بروز جيل جديد من الفنانين "الروايس" الكبار الذين رحلوا قبله رغم أنهم ينتمون إلى الجيل الذي تتلمذ عليه ومنهم الرايس محمد الدمسيري والرايس عمر واهروش، معتبرا أن أمنتاك ظلø خلال الستينات من القرن الماضي متربعا على قمة الإنتاج الغنائي السوسي بروائعه مثل "بوسالم"و "القاصاريات" و"إموريك إكز إكالن". من جانبه، قال السيد الحسين أيت باحسين، باحث في الثقافة الأمازيغية ونائب الكاتب العام للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي "إن ما يميز الراحل عن غيره - باستثناء الفنان الحاج بلعيد - هو تحوله أثناء أدائه للأغنية الأمازيغية إلى حنجرة شاعرية جذابة تستهوي المستمعين شكل الغزل محورها الرئيسي في أغلب الأحيان ". غير أن هذا التنغيم الجذاب ، يضيف أيت باحسين، لم يكن يمنع الراحل من توجيه النقد الاجتماعي والقيام بالارشاد الديني، كما أنه تميز بتوظيف الامثال الشعبية في اغانيه، على غرار استعمال "روايس" مزوضة للحكايات والأساطير وقصص الأنبياء في أغانيهم. وخلص إلى أن الرايس أمنتاك "لم يكن مغنيا وملحنا فحسب، بل كان رائدا من رواد الأغنية الأمازيغية الكلاسيكية" الذي تتلمذ عليه كثير من الفنانين الأمازيغ المعاصرين º إذ أعيد إنتاج بعض أغانيه على لسان بعض المجموعات العصرية. وعلاوة على شهرته داخل المغرب ، فقد ذاع صيت الراحل أمنتاك خارج أرض الوطن إذ أحيا حفلات عديدة لفائدة مغاربة المهجر في أوربا لاسيما في فرنسا وبلجيكا وهولندا ،الذين استمتعوا بأروع ما أبدعه "فارس فن الروايس"، كما كان يلقبه تلامذته.