بسم الله الرحمن الرحيم الجزء السادس يقول لكحل العابث: [ أنا باحث، لا فقيه ولا عالم ولا شيخ، أبحث عن الحقيقة] هكذا يكون العابث قد اعترف أخيرا بعظمة لسانه أنه ليس فقيها ولا عالما ولا شيخا. والاعتراف بالنقص فضيلة. والفضيلة هنا جاء بها عرضا وليس قصدا. جاءته اضطرارا وليس اختيارا. إذ ليس بينه وبين الفضيلة خير ولا إحسان. ولو كان ذا فضيلة لعرفها لأهلها، وقد قيل: [لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل] لهذا أقول له صادقا: تعلم يا أخي (في آدم وحواء عليهما السلام) شيئا من الفقه. ففي الحديث: [من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين] واطلب العلم تجده: لذلك أنت لا تخشى الله بجهلك، ولو كنت عالما لخشيته سبحانه: { إنما يخشى الله من عباده العلماء} ولو خشيته لكفيت آلاف الناس شرك وكذبك ومكرك... ولن أطلب منك أن تصير شيخا في القرآن والعلم فهذا بعيد عنك و{لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} لكن الزمن سيشيخك قريبا إن لم يكن قد فعل. أما العبث الذي تسميه بحثا، فكما قالت لي امرأة فاضلة: لكحل كباحث في القمامة عن شيء يبيعه في السوق. وصدقت، فأنت يا لكحل لم تنفك عن كتب الاستئصالين كجمال البنا في مصر وغيرها، ولا عن كتب الزنادقة كالأخضر عفيفي في تونس وغيرها... تبحث عن ضلالاتهم وزندقتهم لتنشرها في جريدتك... حتى وصل بكم الحال إلى القول بأن أباكم القرد ابن عم الشامبانزي... وبأن معظم عقائد المسلمين وشريعتهم ومحرماتهم متحدرة من الديانات الوثنية. وأنا رددت على هذا الأمر في حينه وانتظرتك أن تنتصر لدين الله ولو مرة في حياتك فلم تفعل. وكيف تفعل وأنت مسرور بكلام الزنادقة؟ وصدقت المرأة في قولها بأنك تبيع أزبالك. فمن المعلوم أن هذا هو ما دأبت عليه في أرخص سوق صحافية ببلادنا على الإطلاق: جريدتك. فسبحان الله، انظر كيف يخزي الله الظالمين كاتبا ومكتوبا... وإذا حدث وبحث العابث في كتاب أو سنة إنما يفعل ذلك للتلبيس والتدليس ليضرب النصوص بعضها ببعض ويضرب الأحاديث كذلك بعضها ببعض. {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون} ويقول: [فأنا أكتب ولا أزعم امتلاك الحقيقة... أبحث عن الحقيقة] الحقيقة يا أخي (في آدم وحواء عليهما السلام) موجودة في كتاب الله تعالى بفهم أسيادنا الأئمة وحفاظ الأمة. والحقيقة يا أخي (في آدم وحواء عليهما السلام) موجودة في سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشروح أسيادنا الحفاظ وعلماء الحديث الذين يعرفون كيف يستنبطون منها الأحكام بكل إحكام... وليست الحقيقة في ما تقرأِه للبنا والعفيفي وأضرابهما، بأي حال من الأحوال. وعلى كل حال شكرا على اعترافاتك بجهلك. هذا يكفيني من هذه الناحية. وما لا أفهمه وأرجو من القراء الأفاضل أن يساعدوني على الفهم، إذا فهموا شيئا. كيف هو العابث جاهل باعترافه بعظمة لسانه وفي نفس الوقت يهددني بالقول: [اطمئن فأنا لضلالاتك وترهاتك بالمرصاد إن شاء (الله)، ولن أدعك تعيث فسادا في الدين باسم الدين...]؟ إن من يترصد ل (المفسدين في الدين) ولا يدعهم يعيثون فسادا فيه باسم الدين لا يمكن أن يكونوا جاهلا في الفقه والعلم معا؟ ولا يمكن أن يكون هو نفسه فاسدا ومفسدا، دينا وخلقا، ففاقد الشيء لا يعطيه. لقد قلت ما قاله فرعون في حق موسى عليه السلام { وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه، إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} فما أشبهك بفرعون يا أخي (في آدم وحواء عليهما السلام) عندما تكون آيات الرحمن ضلالات، وتكون أحاديث العدنان صلى الله عليه وعلى آله وسلم موضوعات... وعندما تكون شروح الأئمة تعطشا للدماء وترهات... وتكون خزعبلات الأخضر عفيفي وحسن البنا هي الهدى والفرقان... فما أراك إلا في حاجة إلى أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. لأنه هو من جرى به المثل:[ (...) ولا أبا بكر لها] بعدما أعرب العابث لكحل عن سوء خلقه بوصفي بالحمار. وبعدما صال وجال في علم التدليس والتلبيس والكذب. ها هو ذا يعلن أخيرا عن انسحابه من ساحة المناظرة على صفحات هيسبريس الإلكترونية وذلك بامتناعه عن الإجابة عن أسئلتي قائلا[ ليعلم الشيخ أنه هو المتهم، وهو من عليه دفع تهمة التكفير والتطرف ولست أنا. أنت من بادرت بالرد علي في مقالك الأول بموقع هسبريس لتعلن أنك بريء] مسكين هذا العابث. يكتب عني ما لم يقله مالك رحمه الله في الخمر في عشرات المقالات طيلة سنين عددا، وذلك في جريدتي الصباح والأحداث... وفي غيرهما... ولا يريد أن أرد عليه. وعندما رددت إجرامه الفكري اعتبرني أنا البادئ. ويقول بدون حياء: هو غير متهم. بل أنت متهم أيها العابث برفض شريعة الله تعالى جملة وتفصيلا. أنت متهم بالطعن في حدود الله المحكمة في القرآن العظيم والسنة العطرة. وأنت متهم بتفضيل الشريعة الوضيعة على الشريعة الرفيعة. وأنت متهم بالطعن في رسول الله بقولك (تكفيري ومتعطش للدماء) على فهمك الأرعن لحديث رسول الله الصحيح (من بدل دينه فاقتلوه) والمروي في الصحيح. أنت متهم بالتدليس والكذب. أنت متهم باستئصال الإسلام من ديار المغرب المسلمة. (ودونك في ذلك مخ البعوض، ولن تفعل حتى يلج الجمل في سم الخياط) أنت متهم بكل نقيصة ورذيلة. أنت متهم بتحريض أسيادك من أجل إدخال الأبرياء إلى السجن. أما قراؤك فقد اتهموك بأغلظ التهم: الكفر والزندقة والإلحاد... فعلى ما يبدو لم تنطل عليهم حيلك في التمسح بالإسلام. ماذا أفعل لك؟ لست أنا من كفرتك، بل إن بعض من تسميهم القراء الكرام هم من كفروك. كل هذه التهم، وتقول أنت غير متهم؟ ويقول رافضا الإجابة عن أسئلتي أيضا: [عدتي السؤال. فمن يدعي العلم والمعرفة أواجهه بأسئلتي] أقول هذا كذب. فأنت لا تواجه من يدعي العلم والمعرفة كما تقول بأسئلتك. بل بأبحاثك الرعناء ومناقشاتك العرجاء. ألست باحثا أيها العابث؟ إذن، من أنت بالضبط سائل أم عابث.؟ فالامتناع عن الإجابة عن أسئلتي لا تعني عندي إلا انسحابك من هذه المدافعة الفكرية. وقد سبق لي أن قلت لك إنه ليس من العدل أن تكون أنت من يسأل دائما وأكون أنا من أجيب دائما. من قالها؟ إن كنت سائلا، فاسأل واسمع الجواب ولا تناقش. فالنقاش يكون بين العلماء والفقهاء والشيوخ؛ ومقامك الآن هو التلقي. وأنت قلت: [ أنا باحث، لا فقيه ولا عالم ولا شيخ، أبحث عن الحقيقة] وليس عيبا أن تسأل. فربنا عز وجل يقول: {فاسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون} وليس بالضرورة أن تسألني أنا، فهناك من أهل العلم في المجالس العلمية وفي غيرها المئات من العلماء والفقهاء والشيوخ الذين يمكن أن تطمئن إليهم. لكن العيب كل العيب أن تسأل الأخضر العفيفي وحسن البنا عن جهالاتهم وضلالاتهم...لأنه قد قيل: [من اتخذ الغراب دليلا قاده إلى الجيف] وأنت قد اتخذت الغراب دليلا. فلا عجب أن كانت رائحة الجيفة منبعثة من فيك يا أخي (في آدم وحواء عليهما السلام) انبعاثا متواصلا يزكم الأنوف. كلما أخذت قلمك لتقلب في الجيف انبعثت تلك الرائحة الكريهة جدا لأنك لم تتركها جامدة تتكفل أشعة الشمس بالقضاء عليها. أنا أشعة الشمس - إن شاء الله تعالى - بما أحمله في صدري من نور اليقين. وأنا من يطهر ساحة فكرك من عفوناتك. وأنا قدرك يا أخي (في آدم وحواء عليهما السلام) وقد جئت على قدر يا لكحل. بقي لي في هذا المقام كلمة عن جدتي رحمها الله تلك التي لا يختلف علمها في علم الذرة والإنترنيت والفلك وعلم الأحياء... عن علمك في الحديث أيها العابث. أنا لا أجد فرقا بينكما بهذا الخصوص لا بخصوص أي شيء آخر. فالتشبيه تشبيه حصري في حيثية معينة. أما عن تقواها رحمها الله تعالى وعن فعلها للخير وعبادتها لربها فأنا لا أزكيها على الله، ولكني أشهد أنها كانت على خير. فلا تعطيني درسا في البرور، فأنا على رغم أنفك البار بن البار، ولست مثلكم معشر الاستئصاليين الذين تنتقلون كل ليلة من (بار) إلى (بار) حتى إذا طلع النهار انتصبتم للعبث في شؤون الجماعات الإسلامية. وكان الأولى لكم أن تبحثوا عن أنفسكم الضائعة في متاهات الإباحية والانحلال الخلقي والدعوة للإفطار العلني في رمضان واللواطية. (حاشاكم أيها القراء الأعزاء) يكفيك هذا حتى لا تنفجر غيظا. مع عكرمة رضي الله تعالى عنه يقول العابث: [أنت ياشيخ تنفي وجود اسم عكرمة] وأقول له: كذبت. أنا لم أنف وجود عكرمة. أنا نفيته من سند حديث مالك رضي الله عنه كما وضعه في موطئه. هذه واحدة. والثانية أنني سألتك عن أي عكرمة تتحدث. والثالثة أنني ذكرت لك حديث البخاري رحمه الله بسنده الذي فيه (عكرمة) وقلت بالحرف: [ أما عكرمة فهو في سند حديث البخاري كما علمت...] فهل أصابك العمى بعد العمه؟ إن لم تكن رأيته - مع أني كتبته لك بالأحمر - وأعيده لك الآن كما كتبته لك ليستيقن من لم يستيقن بعد أنك كذاب. [كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم باب 2 / ح 6922، حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: ... من بدل دينه فاقتلوه] الحديث. وذكرت أحاديث أخرى، يمكن الرجوع إليها. فكيف أنفي وجود (عكرمة) رضي الله عنه وأذكره في نفس الصفحة؟ لكن لكحل هو لكحل عابث في شؤون الجماعات الإسلامية، وعابث في نصوص الشريعة أيضا بامتياز. وملبس على القراء أيما تلبيس. لكن لله دركم معشر القراء ليس لكم في لكحل إلا (فيه وفي الحيط). السؤال إذن هو: لماذا تكذب يا لكحل؟ ولمن تكتب؟ ثم جاء بالأدلة من أحاديث أخرى تثبت حد الردة التي ينكرها من جهة ومن جهة أخرى لم يجب بأن عكرمة لم يكن في سند مالك رحمه الله. فتبين كذبه سبعين مرة. ثم قال : [هل يكفيك ياشيخ كدليل وجود اسم عكرمة أم تريد المزيد؟ هل قرأت ياشيخ الآن اسم عكرمة؟] هذه سفسطة. أنا لم أر أحدا في حياتي يتباها بالجهل مثلك أيها العابث. كنت أحسب لغزيوي قمة في الانحطاط – وهو كذلك - ثم ما لبثت أن طلعت لي أنت جاهلا متخبطا في الجهل والجهالة والجاهلية...وجهان لعملة واحدة. لكن لا عليك فإن لي من سهام الحق ما يكفي ويشفي ويفي. وجوابا عن سؤالك: أنا أريد اسم عكرمة في حديث مالك. أما في غيره فقد ذكرت أنا بنفسي حديث البخاري؛ وقلت بالحرف: [ أما عكرمة فهو في سند حديث البخاري كما علمت...] أما قولك [كما أدعو الشيخ أن يأتي القراء الكرام، ... بواقعة تثبت أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم طبق حد الرد (ة) على حالة معينة. ألم يعرف عهد الرسول ردة ومرتدين؟ ألم يعلم الرسول محمد (ص) أن حد الردة فريضة؟ أسئلة لا بد أن تجيب عنها ياشيخ الفيزازي؟] لماذا لا بد أن أجيب عنها؟ لماذا لا تجيب أنت عن أسئلتي أولا؟ كيف تطرح علي مثل هذه الأسئلة السهلة في معرض المناظرة والمحاورة ولا تخاف فضيحة أمام الناس؟ كيف يمكن أن تغامر بما تبقى لك من كرامة بطرحك مثل هذه الأسئلة؟ وما أظن أنه بقي لك منها شيء. أية كرامة بقيت لكم وأنا أتحداكم معشر الاستئصاليين بمناظرتي أمام العالم، صوتا وصورة. لماذا لا تسألني هذا السؤال في المناظرة؟ الخلاصة: لكحل العابث في شؤون الجماعات الإسلامية يمتنع عن الإجابة عن أسئلتي، ويقول: [عدتي السؤال. فمن يدعي العلم والمعرفة أواجهه بأسئلتي] لكحل العابث في شؤون الجماعات الإسلامية جاهل باعترافه بعظمة لسانه حيث يقول: [ أنا باحث، لا فقيه ولا عالم ولا شيخ، أبحث عن الحقيقة] لكحل العابث في شؤون الجماعات الإسلامية مطالب بالمناظرة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.