بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الرابع لا زلت مع فضائح لكحل في علم الحديث: الفضيحة الثالثة: قوله: [الإمام مسلم رفض الحديث إياه ولم يصنفه ضمن صحيحه] يريد العابث بهذا الاستدلال أن يقول بأن حديث: [من بدل دينه فاقتلوه] ضعيف أو موضوع لأنه لم يذكر ضمن صحيح مسلم. كأن ما لم يذكر في صحيح مسلم، ولو ذكر في غيره بل ولو كان عند أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري فهو باطل أو ضعيف أو موضوع. إنها مصيبة ولا أبا حسن لها، حتى لا أقول: (...) ولا أبا بكر لها. ومع ذلك لكحل يجهل أن الإمام مسلم ذكر في صحيحه ما يؤيد قتل المرتد بكال الوضوح والبيان. وإليك البرهان من صحيح مسلم نفسه الذي يتمسح به لكحل بجهله: باب ما يباح به دم المسلم [...عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة] و [... عن عبد الله (أيضا) قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والذي لا إله غيره لا يحل دم رجل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا ثلاثة نفر: التارك الإسلام المفارق للجماعة أو الجماعة «شك فيه أحمد » والثيب الزاني والنفس بالنفس] (كتاب القسامة/ باب 6 ح: 1676) قلت: وهذا مما اتفق عليه البخاري ومسلم، أي في قمة الصحة كما قلت آنفا. أين الإشكال عند لكحل، إذن؟ الإشكال عنده في صحة الحديث سندا ومتنا، فالسند فيه كذاب وضعيف، بزعمه. والمتن مخالف للقرآن الكريم جملة وتفصيلا، بجهله. ولهذا يرى أن كل من يقول بهذا الحديث (من بدل دينه فاقتلوه) فهو تكفيري ومتعطش للدماء ومحرض على قتل ''الأبرياء الطيبين'' باسم حد الردة. فنحن الآن أمام قضيتين اثنتين لا ثالث لهما: -- إما أن الحديث صحيح سندا ومتنا، بل في منتهى الصحة، ولا يخالف شيئا من القرآن الكريم دلالة ومعنى. وفي هذه الحالة يكون لكحل جاهلا ومفتئتا على الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل متهما صراحة سيدنا الحبيب بأنه تكفيري ومتعطش للدماء...ومتهما بنفس التهمة الصحابة الكرام رواة الحديث رضي الله عنهم ومن تبعهم على ذلك من الفقهاء والشراح كما هو الحال بالنسبة لإمامنا مالك بن أنس الذي تلقى الحديث بالثقة والتوثيق وشرحه شرح العالم النحرير كما مر بنا في الموطأ، وتلقاه علماء الإسلام عامة والمغرب خاصة بالرضى والقبول... -- وإما أن الحديث كما قال ضعيف بل موضوع لا يصح الاعتماد عليه في شيء، وحينها يكون كلام لكحل أو قل شيوخ لكحل جمال البنا وأضرابه على صواب. وهيهات هيهات... تحرير البحث في الحديث المذكور: سند الحديث كما هو في الموطأ: [حدثنا يحيى عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:..] قلت: يحيى هو ابن سعيد القطان البصري. هذا، وإن اعتراض لكحل وشيوخه جمال البنا ومن والاه على هذا السند بقولهم: [رواه عكرمة الموصوف بالكذب] وقولهم: [أن كثيرا من رواتها (يقصد هذا الحديث وما في معناه) مطعون فيهم. ومنهم عارم، وهو عارم محمد بن الفضل...] قلت: هل ترون يا عباد الله شخصا يسمى (عكرمة) أو (عارم محمد بن الفضل) في سند الحديث؟ قل لنا يا لكحل هل أنت في منتهى قوتك العقلية؟ من حدثك عن عكرمة وعن عارم بصرف النظر عن الجرح أو التعديل؟ ما دخل عكرمة وعارم في الحديث؟ ثم راح العابث ينقل ما قاله فلان وفلان من الأئمة جرحا في عكرمة. وهذا فيه تدليس كثير وتلبيس كبير لعل القارئ الكريم يخرج بنتيجة أن الحديث ضعيف أو موضوع. وهذا من بلادة العابث المسكين، لا سيما وهو يعلم أنني له بالمرصاد حتى يفر من ساحة الحوار فرار ابن علي من نسائم الياسمين. لكحل ينوح نواح الكواسر في واد جمال البنا وأضرابه، ونحن مع مالك بن أنس ويحيى وزيد بن أسلم في واحة النبوة الفيحاء نطرب لعدل السماء... لكحل لا يعرف عن أي (عكرمة) يتحدث، لذلك هو لم ينسبه لأبيه ولا لكنية... وكل ما ذكر هو (عكرمة). فمن تقصد يا لكحل؟ هل: عكرمة بن عمار، الحافظ أبو عمار العجلي البصري ثم اليمامي؟؟ الذي قال فيه الإمام الذهبي: [من حملة الحجة وأوعية الصدق] أم عكرمة الحافظ العلامة المفسر أبا عبد الله القرشي مولاهم المدني البربري الأصل؟؟ أم عكرمة ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة؟؟ أم عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم...؟؟ ثم ماذا يفعل لكحل إذا علم أن الحديث (من بدل دينه فاقتلوه) مروي من طرق أخرى صحيحة؟ وبالمناسبة فأنا أنبه القراء أن البهتان الذي يتولاه لكحل ومن والاه بهذا الخصوص إنما هو من أجل إبطال حد الردة الذي هو القتل وكل حد في الإسلام ليناسب دعوتهم في إلغاء عقوبة الإعدام لعل فقهاء غير المسلمين في الغرب يرضون عنهم. لكحل يردد كالببغاء عن بعض الاستئصاليين المصريين وغيرهم مثل جمال البنا رفض حديث [من بدل دينه فاقتلوه] قائلا [هذا الحديث مرفوض بلا تفكير ولا تردد، هذا الحديث موضوع أو نقل في ظروف معينة أو نقل خطأ أو تلاعبت به الذاكرة الخؤون لا نأخذ به...] تأملوا الجهل حيث يرفض الحديث بلا تفكير ولا تردد. ويحكم عليه بالوضع، أو.. أو.. أو.. هل رأيتم هذا التخبط؟ أو.. أو.. هل تجدون في هذا مسكة من علم؟ والسبب عند هذا الأحمق من استئصاليي مصر الكنانة أن الحديث يتعارض في نظره الذي لا يبصر مع مائة آية... وبعد كلمات يقول مع خمسين آية. هكذا يخبط خبط عشواء ويخلط في كلماته خلط من يتخبطه الشيطان من المس. نقص خمسين آية في رمشة عين. ولكحل لا يتفطن لشيء من ذلك. إنها البلادة العلمية وتقليد القردة في أعلى صورها. إن أهل التخصص يقولون مثلا هذا حديث موضوع وضعه فلان بن فلان، وقال فيه الحافظ فلان بن فلان كذا وكذا... وهكذا نفس الشيء عند التضعيف كما عند التحسين والتصحيح... إلخ. أما بالطريقة التي ذكرها لكحل عن شيخه جمال البنا فإنها المهزلة. قلت: وهذه نتيجة من يشرب من الماء الآسن الموبوء ويترك النبع الصافي الزلال، لذا لا تعجبوا إذا تشوهت خلقة من آثر النتن على الطهر وأصبح معتوها في فكره وخلقه سواء. يقول لكحل عن الحديث (من بدل دينه فاقتلوه) موضوع، وضعيف...، مع كونه في صحيح البخاري. أجل صدقوا أو لا تصدقوا، الحديث في صحيح البخاري. وهذا هو: [كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم باب 2 / ح 6922، 6923 حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: «أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه».] قلت وفي الحديث الذي بعده أي الذي تحت رقم 6923: [فإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهوديا فأسلم ثم تهود. قال: اجلس. قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله (ثلاث مرات)؛ فأمر به فقتل...] الحديث. وفي كتاب الجهاد والسير من صحيح البخاري أيضا / باب 149/ ح 3017. [من بدل دينه فاقتلوه] قلت: أما عكرمة فهو في سند حديث البخاري كما علمت والذي لم يذكره لكحل ولا نقله عن شيوخ الاستئصال المصريين. وهو عكرمة مولى ابن عباس كما ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه للصحيح. ويكفي أن يروي عنه أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري ليتجاوز القنطرة عند أهل الصنعة طبعا وليس عند لكحل. من هنا تعلم أن الكحل لا يعلم أن الأحاديث الصحيحة على مراتب عدة. أعلاها من حيث الصحة ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم، (انظر اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان) وثانيهما ما رواه البخاري دون مسلم. وثالثها ما رواه مسلم دون البخاري... إلخ. والحديث الذي معنا رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه، كما رأيتم. الفضيحة الرابعة: [قال لكحل: ومن جملة الطعون التي وجهها المحدثون وعلماء الجرح والتعديل لأحاديث الردة نذكر على سبيل الذكر والعظة: أ – أنها أحاديث آحاد ] قلت: ويالها من عظة؟ من هم هؤلاء المحدثون وعلماء الجرح والتعديل؟ إنهم لكحل وجمال البنا والغزيوي والراقصة الكلومبية شاكيرا ولست أدري من... اتق الله يا لكحل ماذا أنت قائل إلى ربك يوم القيامة؟ ألا يمكن أن تستحي قليلا ولو مرة واحدة في عمرك؟ أحاديث آحاد التي يجعلها هذا الجاهل سببا في رفض حجية أحكامها وما حوته من علم وتشريع... هي ما تقوم عليه أكبر نسبة من الإسلام. وظني أن لكحل يعتقد أن حديث آحاد هو ما رواه شخص واحد، وإذا كان كذلك فإنها طامة من طاماته. في حين أن أحاديث آحاد قد يرويها اثنان وثلاثة وأربعة وخمسة من الرواة وأكثر ما لم يصل العدد إلى ما يصطلح عليه بالتواتر على خلاف طفيف بين المحدثين في ذلك. ولو أن الحديث رواه راو واحد، فإن النظر يتوجه إلى عدله وضبطه واستيفاء شروط الصحة. وهي أن يكون الحديث مسندا متصلا رواه عدل ضابط عن عدل ضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذا ولا معلولا. هذا ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يرسل رسلا إلى الأمصار يعلمون الناس الدين. أحيانا يرسل واحدا وأحيانا يرسل اثنين أو أكثر. ومعلوم أن أول شيء يهتمون بتبليغه هو العقيدة... فإذا كانت العقيدة تؤخذ من الواحد، فما بالك بما دونها مثل حد الردة. ثم يأتي استئصالي لا يصل علمه في الشريعة إلى علم أطفال الحضانة يتكلم في ما ليس له فيه معض ولا مستمسك. فحسبنا الله ونعم الوكيل. ملاحظات كما بدأت أعود: 1 / هل رأيتم أيها القراء الأعزاء لكحل استجاب للمناظرة؟ لم يفعل، ولن يفعل. وذلك لسبب بسيط وهو علمه بأني مدخر له بمفاجآت لا تخطر له على بال. وبما أن الرجل يسترزق من الكذب عن بعد فلا يستطيع المخاطرة بلقمة السحت التي يأكلها على حساب الشرفاء عن قرب. المناظرة تعني ما تعنيه في المجادلة العلمية والفكرية، ومن جملة ما تعنيه ظهور المستوى الحقيقي العلمي للمتناظرين حيث ليس هناك قص ولصق ولا سرقة من هنا ومن هنا وقل هذا كتابنا كما هي عادة لكحل. 2 / هل رأيتم لكحل استفاد من ملاحظاتي في الجزء الثالث بخصوص النقول الطويلة المخلة فتراجع عن ذلك؟ وكذا بخصوص التكرار والاجترار، وهو ما نبهه عليه غير واحد من القراء؟ أم لا حياة لمن تنادي؟ 3 / هل رأيتم لكحل أجاب عن أسئلتي التي طرحتها عليه؟ أو حتى عن بعضها؟ لم يفعل. وما أظنه سيفعل لأنه حينها سيعلن عن ضلاله بعظمة لسانه، وسيقيم على نفسه الحجة أن ما أقوله فيه لا سيما من حيث عداوته للإسلام والمسلمين هو حقا فيه. 4 / هل علمتم عن لكحل أنه كان يصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويستشهد بالقرآن في مقالاته على أتفه جريدة في بلاد العرب والأمازيغ؟ ما الذي جرى الآن حتى يستشهد بالقرآن؟ أم هو خطاب المرحلة والمناسبة؟ 5 / هل رأيتم أسوأ الناس خلقا من الاستئصاليين؟ فكيف إذا كان هؤلاء الاستئصاليون يعطون دروسا في الأخلاق الإسلامية لغيرهم؟ ومتى كان فاقد الشيء يعطيه؟ وأخيرا وليس آخرا فإني أحب أن أقول للكحل: لو كنت تستحيي لما كتبت بعد اليوم سطرا واحدا. لمن تكتب؟ أرجوك يالكحل أن تجيبني ولو على هذا السؤال. قل لي لمن تكتب؟ للناس؟ الناس يلعنونك في التعليقات ويكفرونك ويشتمونك ويخطئونك وينصحونك ويعلمونك ويفسقونك ويزندقونك وينبهونك ويحذرونك ويبدعونك... و... فلمن تكتب؟ أما أنا فأقسم لك بالله لو أني أقرأ على نفسي ما أقرأه عنك لكسرت قلمي ولاعتذرت للشعب وطلبت منه الصفح والمعذرة. فلا يمكن أن يكون هؤلاء كلهم على ضلال، وكلهم جهلة، وكلهم تلامذتي، وكلهم تكفيريين... والواقع يشهد أن منهم مقتدرين وأكفاء، دون أن يصفوا أنفسهم بالباحثين ولا بالعلماء. أم تكتب للبوليس والدولة لعلك ترجعني إلى السجن؟ إذا كان ذلك كذلك فأنت تحلم. أما البوليس فقد (عاقوا) بك وبمن والاك، أقولها لك باللسان الدارج لعلك تستوعبه. وأما الحكومة فهي من أعلنت عن الإفراج عني على لسان وزير العدل بعدما أمر بذلك الملك الثائر على الظلم ومنه ظلمكم معشر الاستئصاليين. فموتوا بغيظكم.