بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثالث ملاحظات بين يدي الموضوع: الملاحظة الأولى: لكحل لم يرفع التحدي إلى اليوم بمناظرتي؛ خاصة وأنا فتحت له بيتي المتواضع بكل الضمانات وبحضور ثلة من الصحافيين. هو وجوقته الاستئصالية. وهي معرة على جبينهم لا تقوم لهم بعدها قائمة. الملاحظة الثانية: من أجل أن يكون لكحل مجادلا في الموعد كما يدعي يجب أن يجيب عن أسئلتي في الموعد كما أجيب أنا عن أسئلته قبل الموعد. لكحل لم يجب عن أسئلتي، وقد قلت ليس من العدل أن يسأل هو دائما وأكون أنا من يجيب دائما. ولهذا لن أجيب عن أي سؤال بعد اليوم إلا إذا أجابني عن أسئلتي. لكني في المقابل سأواصل قذف دياجير الظلام في فكره وخلقه بسهام من نور قوامها الحجة الدامغة والبيان المستبين. الملاحظة الثالثة: أنه سود صفحاته في رده الأخير بكثير من النقول التي تشهد عليه بالجهل المركب والعمى المطبق في مسائل العلم الشرعي عامة وفي علم الحديث خاصة، كما سترى. وأكثر النقول عمن يسميهم أهل العلم (القرآنيين) الذين لا يؤمنون بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مهما كانت غاية في الصحة رواية وسندا، وقمة في الصراحة دراية ومتنا. الملاحظة الرابعة: استعماله لكثير من الكلام الجارح في حقي من أجل استفزازي لعلي أكفره صراحة أو أزندقه.. حتى يتمكن من إفراغ ما امتلأت به جعبته من حقد غير دفين على الإسلام والمسلمين. وأنا أطمئنه بأنني لن أقول له يا كافر، ولا يا زنديق، ولا يا مرتد، ولا يا ملحد، ولا يا منافق، ولا يا عدو الله... لن أقول له أي شيء من ذلك، فهو أعرف بنفسه مني، وحكمه عند الله جلت قدرته، ثم عند قرائه الذين ما تركوا لفظة يطعنون بها في خاصرته إلا وطعنوه بها. أقول للعابث لكحل: ألا تخجل من نفسك وأنت تقرأ لمن تسميهم القراء الكرام - وهم كرام إن شاء الله على رغم أنفك - كل تلك التعاليق والردود القادحة في بصيرتك الحاقدة.. التي تضعك عند قدرك؟ عجبا ! الملاحظة الخامسة: خواء جعبة لكحل من الجديد. لا جديد عنده. هي فقط ترهات يجترها وأوزار يجرها. تكرار يبعث على الغثيان، استمرأه طيلة السنين الماضية، وقد استعصى عليه الفطام... تكفير.. دماء.. تطرف.. تنطع.. غلو.. تشدد.. قتل... بحيث لو أنك أسقطت عنه هذه الكلمات التي يلوكها بلا كلل ولا ملل... ستجده صفرا. وإذا استمر على هذا المنوال فلا أظن أن أحدا سيقرأ له، وسنحرم حينها من تعليقات تنزل عليه كالسياط الكاوية. هذا لا يعني أن قراءه اليوم يقرؤون ما يكتب استمتاعا بفكره، أبدا، فسب الإسلام والطعن في نبي الله صلى الله عليه وسلم وتقبيح شريعته والاستهزاء بثوابت الدين لا يستهوي مسلما. والتعليقات خير شاهد. ولكنهم يقرؤون له ليتابعوا ردودي عليه – ولا فخر – هذه الردود التي تقض مضجعه وتكشف للناس مبلغه من الجهل. الملاحظة السادسة: أنه نصب نفسه باحثا في شؤون الجماعات الإسلامية كما يدعي، وهو غير مؤهل لذلك من الناحية العلمية والخلقية، مما جعله عابثا وليس باحثا. وغير مقدم لهذه المهمة من أي جهة رسمية ولا غير رسمية، مما يجعله منتحل صفة بامتياز. وهو غير منصف ولا حتى محايد، بل هو عدو لكل ما هو إسلامي، وحقود على كل من يقول ربي الله. وهو حبيب وسمن على عسل مع الذين سمعتم عنهم: المثليين (حاشاكم) و''وكالين'' رمضان، وعبدة الشيطان، والخرافيين من المشعوذين والسحرة والدجالين والمومسات والعاهرات... وغيرهم كثير. هؤلاء جميعا لا يحركون فيه أي امتعاض أو اعتراض.. فقط المسلمون أو الإسلاميون أو عباد الرحمن الذين وصفهم القرآن بما وصفهم به... هم العدو، وهم من يجب التحذير منهم وهم وهم... إنه العبث في البحث والاستنتاج سواء، لذلك أنا لم أبالغ في وصف لكحل (العابث). فعلا إنه عابث بامتياز، وأنا سأرد على لكحل في هذا الشأن بما يرى وليس بما يسمع. وأكتفي الآن بالهمس في أذنه أنني سأؤسس، إن شاء الله تعالى، حزبا إسلاميا متى توفرت لي بذلك الضمانات، وسأعمل يدا في يد مع كل القوى الإسلامية الأخرى على خدمة بلدنا وشعبنا للنهوض به نحو الأفق الوضيء والمتقدم، ولترسيخ ثوابت الأمة وحمايتها من كل عابث بالقانون الذي يتوافق مع شرع الله تعالى. فكما أن هناك أحزابا متعددة تحت مسمى الاشتراكية، وأخرى تحت مسمى الديموقراطية... فلا مانع أن تكون هناك أحزاب أخرى متعددة تحت مسمى الإسلامية... ولا يعني هذا أنه من لم يلتحق بنا ليس مسلما، هذا هراء، لأنه كما لا يلتحق كل الناس بالأحزاب المسمى ديموقراطية دون أن يجردهم أحد عن انتمائهم للديموقراطية...كذلك إن لم يلتحق بأحزابنا الإسلامية بعضهم لا يجردهم عدم الالتحاق بنا من إسلامهم. أقول: وحينها إذا لم يعجبكم نظام المملكة فدونكم (إسرائيل) أو الموزمبيق... أو اشربوا ماء البحر. والآن مع فضائح لكحل العلمية: الفضيحة الأولى: قوله: [ ومن يتدبر آيات القرآن الكريم بعقله وقلبه لن يجد عناء في استجلاء الحقيقة التي تنفي وجود حكم شرعي بالقتل في حق المرتدين] قول ساقط لا معنى له، إلا الجهل المركب من ناحيتين: الناحية الأولى: هي أن الناس كل الناس - حاشى المجنون ومن في معناه - لهم قلب وعقل، لكن لا يمكن لمن يفتقد مفاتيح هذا التدبر - بأي حال من الأحوال - أن يتدبر آيات القرآن الكريم. كيف يفعل ذلك شخص أمي لا يفرق بين ألف وياء مهما كان له من عقل وقلب؟ بل كيف يتدبر القرآن الكريم من دخل عليه مشوه العقل ومعوق القلب مثل لكحل؟ والناحية الثانية: إقصاؤه للسنة التي هي المصدر الثاني للتشريع باتفاق الأولين والآخرين. وهو بهذا يدخل في زمرة القرآنيين. يقول فقيه الاستئصال: [حد الردة لا وجود له في القرآن إذن لا وجود له في الإسلام] فالقرآن عنده هو الإسلام. اللهم إن هذا منكر. وهذه العقيدة الضالة مفادها الاقتصار على شهادة أن لا إله إلا الله دون شهادة أن محمدا رسول الله. وهم بهذا يرفضون القرآن نفسه الذي امتلأ بالآيات الدالة على وجوب طاعة رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى مثلا: { من يطع الرسول فقد أطاع الله} [النساء: 80] وقوله سبحانه {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7] وعشرات الآيات مثلها في معناها. الفضيحة الثانية: قوله: [والفزازي، بما هو (كذا) شيخ تكفيري متعطش للدماء، لم يبذل أدنى جهد في سبيل التحري علما أن الإمام مسلم رفض الحديث إياه ولم يصنفه ضمن صحيحه. ولا عذر للفزازي في جهله لعلم التجريح. فقد أعماه حنقه وحقده عن تلمس الحقيقة] قلت: وهذا فيه من العجب عجائب شتى: لقد كان الكلام مع الإمام مالك الذي استشهد بالحديث المعلوم (من بدل دينه فاضربوا عنقه) وشرحه في موطئه [18 – باب القضاء فيمن ارتد عن الإسلام] ولم يكن لي في هذا القول إلا النقل والسرد. فلماذا قال لكحل بأنني تكفيري ومتعطش للدماء؟ إن هذا القول غير المسؤول ممن يعتبر نفسه باحثا في شؤون الجماعات الإسلامية يؤدي بالضرورة إلى القول بأن: -- الدولة المغربية باعتبارها تتخذ موطأ الإمام مالك، وبإجماع المغاربة المسلمين، مرجعا فقهيا وحيدا، تكفيرية ومتعطشة للدماء؟ الشيء الذي يدفعني إلى طرح سؤال ملح: ما قولك يا لكحل في مذهب الإمام مالك؟ وأعتبر هذا من جملة الأسئلة التي ليس لك إلا الإجابة عنها، أو ارفع رايتك البيضاء كما رفعها سلفك، واذهب لتموت بجواره غيظا غليظا... على ''أطلال'' جريدتكم. -- النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (وحاشاه بأبي هو وأمي) تكفيري ومتعطش للدماء؟ لأنه هو صلى الله عليه وآله وسلم من قال [من بدل دينه فاقتلوه]؟ إذن ما دخل الفزازي في الوضوع حتى يوصف بأنه تكفيري ومتعطش للدماء؟ الحقيقة أن لكحل أبى أن يواجه مشكلته الرافضة للإسلام وجها لوجه مع نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وورثته من العلماء، واختفى وراء رقبة الفزازي، يريد أن يأكل الثوم بفمي؟ حسنا، لقد اختار فما لا يستطيب أكل الثوم، بل يستطيب قذف كلمات الحق على أباطيله العفنة إقامة للحجة وتبيانا للمحجة: { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، ولكم الويل مما تصفون} [الأنبياء: 18] (يتبع بالجزء الرابع)