أجرت صحيفة " الوطن " القطرية ، حوارا مع رئيس المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد ، حيث تحدث ولد الرشيد عن وظائف المجلس ، وآفاق مقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه الطرف المغربي حلا لنزاع الصحراء بين المغرب والبوليساريو المدعومة جزائريا . ولم يخل الحوار من تكبير ولد الرشيد مصابا بالحنق من استفزازات محاوره الذي نجح في إدخال ولد الرشيد مناطق النقاش المحظور ، من قبيل استقلالية المجلس في اتخاذ قراراته عن السلطات المغربية ، رغم أن المجلس ملزم بأن يحكم الصحراء بقراراته الذاتية في إطار السيادة المغربية . وتعميما للفائدة ، نعيد في مرايا بريس نشر نص الحوار كاملا ، كما أوردته وقدمت له الصحيفة القطرية . رغم أن محدثي يشتهر بهدوء أعصابه ، استناداً إلى مخزون تجربته السياسية الطويلة ، التي تقترب من عمر قضية " الصحراء المغربية " ، وخبرته الدبلوماسية المترامية مثل رمالها، إلا أنه انفجر غاضباً بمجرد انتهائي من إلقاء سؤالي الأول عليه ! فقد نجح " السؤال الملغوم " في استفزازه ، وتفجير براكين الغضب داخله ، مما أشعل الحوار لتتصاعد وتيرته وترتفع حرارته مثل حرارة شمس الصحراء الحارقة في شهور الصيف . لكنه سرعان ما استعاد توازنه ، فعاد إلى حنكته المعهودة ، واستكمل معي محاور الحوار، حتى وصلت معه إلى طرح سؤالي الأخير ، بعيداً عن الأنواء الغاضبة والأعاصير اللاهبة ، التي واجهتني في مكتبه ! إنه السيد " خليهن ولد الرشيد " رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية بالمملكة المغربية ، الذي فاجأني بردة فعله الغاضبة على سؤالي الأول ، وكأنه كان يتوقع مني أن أقطع كل هذه المسافة الجغرافية الطويلة ، الممتدة بين الدوحة والرباط ، لأسأله عن " حالة الطقس " في المغرب ، أو عن " مواسم المطر " في الصحراء ، أو عن أحوال " الإبل " وفوائد شرب " حليب الناقة " في الصباح ! وبعيداً عن الصياح ، أستطيع القول إن الكثيرين في المملكة المغربية ، سواء كانوا " حضريين " أو " صحراويين " يرون أن " المجلس الاستشاري الصحراوي " المعروف اختصارا باسم " الكوركاس " أخفق في تحقيق أهدافه ، إلى درجة أن أحد أعضائه وهو السيد " مصطفى النعيمي " لا يتردد في القول همساً أو جهراً إن هذا " المجلس ولد ميتاً " ! ويرى كثيرون أن الآمال المعقودة عليه كانت أكبر من حجمه ، خصوصاً بعد أن أعلن العاهل المغربي محمد السادس ، في خطابه الملكي ، بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء ، والذي ألقاه في السادس من نوفمبر الماضي عن " إعادة هيكلة المجلس من خلال إعادة النظر في تركيبته ، وتقوية تمثيليته بانفتاحه على نخب جديدة ذات كفاءة وغيرة وطنية ، وتأهيل وملاءمة هياكله ، وطرق تسييره ، لتنسجم مع التحديات الجديدة ، والرفع من نجاعته في التعبئة عن مغربية الصحراء وتنميتها " . وما من شك في أن كل هذه الإشارات والمؤشرات الواضحة التي تضمنها الخطاب الملكي تؤكد عجز المجلس عن التعاطي مع مختلف الملفات المرتبطة بقضية الصحراء ، وعدم قدرته على التعامل الإيجابي أو التفاعل معها . من هذه القضية الساخنة، التي تشكل نقطة البداية، انطلقت في " حواري الناري " مع رئيس المجلس الاستشاري الصحراوي ، فأطلقت سهام أسئلتي باتجاه محدثي " خليهن ولد الرشيد " ، فيما كان يعيش رئيس " الكوركاس " وأعضاؤه المنتهية ولايتهم منذ الخامس والعشرين من الشهر الماضي ، حالة من الترقب ، دون أن تظهر في الأفق الصيغة الجديدة التي سيعتمدها " الملك " لترجمة الأفكار الواقعية التي طرحها في خطابه الملكي ، والتي تستهدف تفعيل " المجلس الصحراوي " ، ليكون مواكباً للتحديات المستقبلية ، ومنسجماً مع مرحلة تطبيق " نظام الجهوية " الذي سيكون الركيزة الأساسية لترسيخ مبادرة " الحكم الذاتي " على أرض الواقع في الأقاليم الجنوبية . ومن نقطة ساخنة ، إلى أخرى أكثر سخونة ، انتقلت مع محدثي وسط " ألغام الحوار" حتى وصلنا إلى محطة النهاية .. وإليكم التفاصيل: * بين اللقاء الأول الذي أجريناه معكم قبل عامين و هذا اللقاء حدثت الكثير من التحولات، أبرزها الانتقادات الملكية العلنية المباشرة التي وجهت للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (الكوركاس) في شهر نوفمبر الماضي.. كيف استقبلتم هذه الانتقادات، و هل تعتقدون أنه قد حان الوقت لتغيير أدائكم بحكم عدم رضا القصر عن أداء " الكوركاس " ؟ يصمت لبرهة، وقد ارتسمت ملامح الصدمة على وجهه، ثم يجيب قائلا : هذا سؤال غريب.. غريب جدا .. والأغرب أن تبدأ حديثك معي بطرحه.. ما ذكرته غير صحيح وأنا لا أعرف أين وجدت هذه الانتقادات . * في الخطاب الملكي بمناسبة المسيرة الخضراء في نوفمبر الماضي؟ لا أبدا هذه تأويلات ! * أنا كنت موجودا في المغرب في تلك الفترة وقرأت الخطاب في جميع وسائل الإعلام .. إذن أنت تسألني كيف علقت وسائل الإعلام على الخطاب.. وهذا يدخلنا في باب التأويل ونحن نظرا لكوننا مجلسا ملكيا لا نتحدث عن التأويلات. * إذن أنتم لم تلمسوا أية ملاحظات في الخطاب الملكي أو انتقادات من طرف الملك على أدائكم ؟ أبدا ! ولكنني أريد أن أسألك .. هل قرأت الخطاب ؟! * لقد قرأت نص الخطاب كما نشر في الصحافة المغربية أنا أقول لك إنه عليك ألا تقرأ الصحافة بل أن تقرأ الخطاب مباشرة .. أي أن عليك ان تطلع على كلمات الملك وليس تأويل كلمات الملك. الصحافة في المغرب حرة .. تقول و تنسب ما تريد وأحيانا تقول على لسان الملك ما تريد .. ما قاله جلالة الملك هو أنه عند نهاية ولاية المجلس سيقوم بإعادة هيكلة ولم يقل شيئا آخر. ولكن يبدو أنك قرأت ما قالته الصحافة على ما ظنت أنه مغزى الخطاب. * ولكن الصحافة هي مرآة أي مجتمع، وعندما تتهمها بالتأويل فهذا يعني توجيه انتقاد لحرية الصحافة وأن الصحافة المغربية غير صادقة في ما تطرحه ؟! لا رجاء ..ليس هذا ما قلته. أنا قلت فقط إننا لا نحكم إلا بما قاله جلالة الملك، أي أننا لا نحكم بما أولته أنت أو أوله الآخرون. * حسنا ما هي توقعاتكم لإعادة الهيكلة بعد انتهاء فترة عمل المجلس؟ لا يوجد لدينا أي توقعات ، فهذا موضوع خاص بجلالة الملك و لا يوجد أي شخص يمكن أن يجيبك عن هذا الموضوع. ولهذا كنت أتمنى ألا تبدأ بهذا السؤال لأنه سؤال مقطوع . * ربما لأنه سؤال صريح و مباشر ؟ لا ليس لأنه مباشر، بل لأنه سؤال ليست له أجوبة إلا من صاحبه و هو جلالة الملك، هذا السؤال لا يمكن أن تطرحه إلا على جلالة الملك لأنه وحده من يملك الجواب. * عموما حتى يظهر الجواب دعنا نسألك عن النظام الحالي للمجلس الذي يقوم على التعيين، هل تعتقد أنه إذا تمت إعادة الهيكلة سيتم تشكيل المجلس من خلال الانتخاب ؟ لا هذه فرضيات أنا لا أجيب عنها ! * أي أنه لا يوجد أي تصور لديك للرؤية المستقبلية للمجلس؟ هذه التصورات موجودة فقط عند جلالة الملك.. اسمعني جيدا أنا مخلص معك فيما أقول ولا أحب أن أعطيك أجوبة افتراضية أو بعيدة عن الحقيقة، على هذا الأساس أقول لك إن جلالة الملك محمد السادس هو الوحيد الذي يمكن أن يعرف ماذا سيفعل في المجلس الملكي وليس أي شخص آخر. * ولكن بحكم اقترابنا من نهاية فترة ولاية المجلس «انتهت الولاية رسميا يوم 25-3-2010»؟ " مقاطعا " الله أكبر!! * نعم الله أكبر ولا إله إلا الله.. ولكن هل أنت راض عن أداء المجلس في الفترة الماضية ؟ طبعا كيف لا ؟ المجلس قام في السنوات الأربع الماضية بعمل جبار على جميع الأصعدة التي كلفنا جلالة الملك بالقيام بها. هذا الموضوع من اختصاصي الحديث فيه وأستطيع أن أجيبك عن كل ما تريد معرفته بشأنه، المجلس غير الأمور بشكل كبير وهو يعبر عن السياسة التي اتخذها جلالة الملك لتغيير سياسة المغرب تجاه مشكلة الصحراء. ولهذا قمنا بتهيئة مشروع الحكم الذاتي الذي صادق عليه جلالة الملك وأصبح المبادرة المغربية للحكم الذاتي ودافعنا عن هذا المشروع في مجلس الأمن والمحافل الدولية وغيرنا مفهوم المجتمع الدولي تجاه تمثيل الصحراويين بحيث لم يعد من الرائج القول إن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد لسكان الصحراء. ونحن قمنا بأعمال جبارة فيما يتعلق بالنهوض بقضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية خلال السنوات الماضية في جميع المجالات التي درسناها واتخذنا فيها سياسات ناجحة، وبطبيعة الحال فإن كل عمل الإنسان يبقى عملا ناقصا ، ولا يمكن أن نقول إننا نجحنا " 100% " لأن النجاح بهذه النسبة يعني حل مشكلة الصحراء ولكننا زحزحنا الأشياء إلى ما هو أكثر إيجابية، كما أننا أدخلنا ولأول مرة منذ 2007 هذه القضية في مسلسل سلمي تحاوري تحت إشراف الأممالمتحدة من أجل حلها بطريقة سلمية والمفاوضات جارية كما تعلمون. * من خلال الجولات السابقة للمفاوضات هل وصلتم إلى نتائج إيجابية ؟ التفاوض في حد ذاته عملية إيجابية، ولكن يبقى السؤال: هل السرعة التي تتم بها المفاوضات كافية؟ الجواب ليس بعد، ولكن الخصوم يتحاورون ويتصافحون ويتناقشون وهذا في حد ذاته عمل جبار لأننا في بداية المشوار. * إذا عدنا إلى مرجعية الخطاب الملكي، نجد أنه تضمن انتقادات لانفصاليي الداخل كيف تنظرون إلى هذا التيار الموجود داخل الأراضي المغربية والذي يتقاطع مع مواقفكم ؟ أنا لا أسميهم انفصاليي الداخل بل أفضل أن أطلق عليهم وصف المتعاطفين مع جبهة البوليساريو، وهم أشخاص عددهم قليل جدا ويعملون في إطار حرية التعبير وحرية الرأي وهم لا يزعجون المغرب إطلاقا إلا من تجاوز الخطوط الحمراء وتعامل مع المخابرات الجزائرية للقيام بأعمال إرهابية في المغرب، أما الآخرون فلا يقومون بأي نوع من التهديد لوحدة وسيادة المغرب لأن عددهم قليل جدا ولا يمثلون إلا نسبة قليلة جدا من أبناء الصحراء. * ولكن لنأخذ قضية الانفصالية أميناتو حيدر التي ظهرت على السطح مؤخرا وشغلت الرأي العام داخل المغرب وخارجه.. ألم تشكل نوعا من الإزعاج أو الإحراج للمغرب ؟ لا أبدا.. أميناتو حيدر خالفت القانون ثم رجعت إلى العمل بالقانون ورجعت إلى منطقتها. * ولكن يرى البعض أنها ربما حققت مكاسب دعائية أو إعلامية بالنسبة لقضيتها ؟ المغرب هو من أرجعها. * ولكنها في النهاية حققت مكسبا ؟ لا .. لم تحقق مكسبا لأنها لم ترجع بجواز سفر جبهة البوليسايو بل رجعت بجواز سفر مغربي .. إذن القضية لم تتغير والموضوع أن أميناتو حيدر وغيرها يجب أن يعرفوا أن الصحراء خاضعة للقوانين المغربية وأنه من يريد أن يكون له رأي مخالف للموقف المغربي فيجب أن يخضع للقوانين المغربية .. وحيدر كما تعلمون قبلت أن ترجع تحت مظلة هذه القوانين، وفي هذه الحالة فإن المغرب لا يجد حرجا في إرجاعها وهو أرجعها بجواز سفر مغربي وبأوراق مغربية. إذن هي مغربية لها رأي مخالف ومغاير للقانون، ولأنها في النهاية مغربية، لأنها حاصلة على الجنسية المغربية ولها جواز سفر مغربي وليست أميناتو حيدر الوحيدة التي خالفت القوانين في تاريخ المغرب. ورغم الهالة الإعلامية التي أحاطت بقضية اميناتو حيدر فإن المواطنين من سكان الصحراء لم يتعاطفوا معها في مواقفها، ولكن تعاطفت معها بعض منظمات حقوق الإنسان وجبهة البوليساريو والجزائر، ولكن فيما يتعلق بالصحراء لم تقم مظاهرات في العيون والداخلة والسمارة من أجل أميناتو حيدر. *( مقاطعا ) ، ولكن عفوا كيف تقيس اتجاهات الرأي العام الصحراوي وتتحدث عن غياب التعاطف مع حيدر ؟ قد يكون التعاطف موجودا دون مظاهرات علنية ؟ أنا رئيس المجلس الملكي وأعرف هذا .. الصحراويون يؤيدون الحكم الذاتي ولا يؤيدون جبهة البوليساريو ولا يساندونها في هذا الموضوع، بما في ذلك الغالبية العظمى من سكان المخيمات في تندوف .. فالصحراويون سئموا من عدم الاستقرار ومن الوعود التي لا تتحقق ويريدون أن يعيشوا في طمأنينية وسلام، كما أنهم يريدون أن يتمتعوا بحياتهم، ولذلك فإنهم يساندون الحكم الذاتي مساندة قوية ويطالبون جبهة البوليساريو التي هي جزء منا ومن أهلنا بأن تدخل في مفاوضات تصل في النهاية إلى الحكم الذاتي، من أجل التمتع بالحقوق التي أقرها الحكم الذاتي وهي حقوق عالية الدرجة في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية. * أشرت سعادة الرئيس في حديثك إلى الحكم الذاتي باعتباره الحل الأمثل لقضية الصحراء .. كيف ترى إمكانية تحقيق هذا الحل على أرض الواقع في ظل تعنت الطرف الآخر؟ قضية الصحراء ليست هي القضية الأولى في العالم التي استعصى حلها مدة طويلة من الزمن، فمشكلة إيرلندا الشمالية طالت لأكثر من «40» سنة، وفي النهاية وصل البروتستانت والكاثوليك إلى حل، وقضية فلسطين رغم صعوبتها إلا أنها في طريقها إلى الحل، هناك أيضا قضية قبرص التي طالت لفترة طويلة من الزمن، إذن لابد يوما من الأيام أن نصل إلى حل في قضية الصحراء لأننا في النهاية وصلنا إلى نصف الحل. * (مقاطعا) نصف الحل من جهة المغرب، ولكن ماذا عن الطرف الآخر ؟ لا .. لا .. نصف الحل عموما لأن الخصم جرب جميع الوسائل الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى حل عن طريق الانتصار، وفشل في ذلك. جبهة البوليساريو جربت الحرب وفشلت وجربت الاستفتاء وفشلت لأن الاستفتاء غير ممكن في الصحراء للأسباب التي سبق أن فسرتها لك. نحن الآن نفتش عن حل تسميه الأممالمتحدة الحل التوافقي ، أي أن يتنازل كل طرف عن قمة مطالبه للوصول إلى خط وسط يمكّن كل طرف من القول إنه حقق شيئا ما. وهذا الحل هو المتفق عليه دوليا والمعروف بمشروع الحكم الذاتي وسمِّه كما تشاء .. يمكن أن تقول إن هذا الحل يقوم على إعطاء المغرب صلاحيات واسعة للصحراء، ويمكن أن تقول أيضا إن هذا الحل يقوم على إدخال البوليساريو في عملية تسيير الصحراء. الحل في نهاية المطاف يمكِّن المغرب من الحفاظ على وحدته وسيادته الترابية بدون منازع، ويخول للصحراويين كافة الصلاحيات المتعلقة بالتسيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمنطقتهم بطريقة تضمن لهم حقوقهم على المدى البعيد. نحن وصلنا الآن إلى التنازل عن أول نقطتين، فالحرب انتهت بدون رجعة، والاستفتاء أصبح غير ممكن، كما أكد المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة، فان فالسوم، وكما تؤكد الوقائع على الأرض، إذن نحن الآن في إطار الحديث عن كيفية الوصول إلى الحل التوافقي. إخواننا في جبهة البوليساريو والجزائريون مازالوا مترددين في التفاوض حقيقة، لأنهم يتمنون ألا نصل إلى هذا الموضوع، ولكن لا يوجد حل آخر. * الحكم الذاتي بالرؤية المغربية هل يمكن أن... ( مقاطعا ) لا، لا ليس بالرؤية المغربية، بل بالرؤية التي يتفق عليها عالميا وفق المعايير العالمية، فالحكم الذاتي ليس رؤية مغربية. * ولكنه مبادرة مغربية ؟! ولكن الحكم الذاتي هو مخرج من المخارج المستخدمة عالميا لحل النزاعات.. الأميركيون عندما احتلوا العراق، مثلا، فرضوا الحكم الذاتي لأكراد العراق، لكن الأكراد لم يستقلوا، لكنهم خاضعون للسيادة العراقية، هذا الحكم الذاتي الموجود في العراق هو نفسه الذي يبحث عنه أتراك قبرص، وهو الذي تم الاتفاق عليه في أيرلندا الشمالية، وهو القائم في إسبانيا وهو الموجود في كشمير وعدة أماكن أخرى. المغرب اقترح هذا الحل المطابق للمعايير الدولية لزحزحة النزاع.. إذن المغرب قدم تنازلا كبيرا جدا من أجل مساعدة المجتمع الدولي، ومساعدة العالمين العربي والإسلامي، والقارة الإفريقية على حل قضية الصحراء. * من بين الدول المعنية المؤثرة في قضية الصحراء.. ما هي الدول التي تبنت قضية الحكم الذاتي ؟ جميع الدول العربية، ماعدا الجزائر، تساند الموقف المغربي.. وحتى ليبيا التي كانت هناك شكوك تحوم حول موقفها، أكدت هذا الموقف في رسالة رسمية إلى جلالة الملك، كذلك العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والقارة الإفريقية، ما عدا (12) دولة، تؤيد موقف المغرب. ما عدا ذلك، فإن كل الدول تراجعت عن اعترافها بجبهة البوليساريو، وأصبحت تساند المغرب في أطروحته المتعلقة بالحكم الذاتي. الاتحاد الأوروبي الذي أقمنا معه وضعاً خاصاً، لا تتمتع به أي دولة من الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط يساندنا أيضا.. المغرب الآن يتمتع بالوضع المتقدم للاتحاد الأوروبي.. هل تعلم ما هو هذا الوضع؟ إنه يعني أننا يجب أن نخضع للمعايير الأوروبية لقياس جميع السياسات بما في ذلك السياسة الاقتصادية والحقوقية والاجتماعية والخارجية والأمنية والاستراتيجية، ومحاربة الإرهاب والهجرة والجريمة. وعلى هذا الأساس، فإن الأوروبيين يساندون أن تصل الأطراف إلى حل توافقي، والبعض الذين لا يريدون استخدام مصطلح الحكم الذاتي يقولون «حل توافقي»، ولكنه نفس المقصد ،خاصة بالنسبة للذين يريدون أن يكونوا أكثر ليونة مع الجزائر. كذلك، فإن الولاياتالمتحدة الأميركية تساند الحكم الذاتي، ويوجد لدى المغرب رسالة رسمية من الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، يقول فيها لجلالة الملك، إن الولاياتالمتحدة تساند حلا مبنياً على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهذا ينطبق على الصين وغيرها من الدول النافذة في العالم. * إذن على ماذا تستند الجزائر في موقفها المتعنت والمتشبث بدعم البوليساريو ؟ الجزائر تستند على وضعيتها الداخلية المعقدة والخاصة، وأنا أتساءل هنا على ماذا تستند الجزائر في قرارها إغلاق الحدود مع المغرب ؟ هل هناك شيء يسمح أن نفهم بطريقة منطقية ما يجري؟ كيف يمكن لدولتين جارتين أن تكون حدودهما مغلقة؟ إذا وجدت جوابا لهذا السؤال ستجد جوابا لسؤالك عن سبب تعامل الجزائر بهذا الشكل مع مشكلة الصحراء. الجزائر دولة تسير بطريقة غير شفافة، والنظام هناك يتحكم بالسياسة بطريقة لا نعرف خيوطها ولا نفهم كيف تبدأ وأين تنتهي، وكيف تمزج، ومن هنا فإن الجزائر تعاكس نفسها في قضية الصحراء لأنها تقول من جهة إنها ليست معنية بقضية الصحراء وليس لها ناقة ولا جمل في الموضوع، ولكنها في الوقت نفسه هي التي تقوم على نزاع الصحراء لأنها تؤوي جبهة البوليساريو وتمولها وتسلحها، ولا شك أنه عندما تتوقف الجزائر عن المساعدة فإن جبهة البوليساريو قد تنتهي. * هل تراهنون على أن تغييرا في الجزائر قد يفضي إلى تغيير الأوضاع على الأرض ؟ طبعا، لم لا ؟.. فالجزائر تغيرت في الماضي، حيث كانت تلجأ إلى الحرب والآن... * ( مقاطعا ) نحن نتحدث عن تغيير داخلي.. الله أعلم، يمكن أن يحدث هذا ، هناك مفهوم الهداية في الإسلام، والهداية دائما ممكنة للعاصي والمجرم، إذ لا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون. * ولكن عفوا هذا موضوع سياسي وليس موضوعا دينيا ليكون حله من خلال الهداية ! الهداية تدخل في السياسة، والهداية هنا أن تسمح الجزائر للبوليساريو بأن تتفاوض معنا بجدية وأن تكون مصلحة الجزائر في إقامة علاقات مع المغرب أكثر من استمرار النزاع ونحن لدينا أمل على الدوام بأن يقع تغيير من جانب الجزائر. * قلتم إن الجزائر دولة غير شفافة ، ألا يعني ذلك أنه لا أمل في الوصول إلى حل في ظل الظروف القائمة حاليا ؟ الجزائر ليست دولة شفافة وأصبحت غير شفافة، خذ الاتحاد السوفياتي على سبيل المثال، إذ إن قلة من الناس كانوا يعتقدون أنه سينهار كما أن أحدا لم يكن يعتقد أن الصين ستتحول إلى دولة رأسمالية، وعلى هذا الأساس من الممكن أن تتحول الجزائر في الآجال المنظورة إلى دولة تقدم مصالح المغرب العربي على قضية الصحراء، ومن الممكن أن يقع العكس لأنه، وكما قلت فإن الأطراف المشاركة في اتخاذ القرار في الجزائر هي التي تؤثر على حل مشكلة الصحراء. *مادمت تتحدث عن كيفية اتخاذ القرار في الجزائر دعنا نسألك بكل شفافية وصراحة عن طريقة اتخاذ القرار داخل الكوركاس التي يرى كثيرون أن فيها نوعا من المركزية، على اعتبار أنك تحتكر الصلاحيات والسلطات داخل المجلس وتقوم بتهميش أدوار الأعضاء الآخرين ؟ لقد قمت بالرد على هذا الكلام عبر الصحف المغربية. ولكن دعني أخبرك شيئا.. المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية هو مجلس ملكي وهو ليس بلدية ولا برلمانا ولا مؤسسة ادارية. * ( مقاطعا ) عفوا نعلم أنه مجلس ملكي ولكن رئيسه لا يحق له أن يتصرف كأنه الملك.. ليس هناك احتكار للقرار في المجلس الملكي.. هذه ظنون، فالمجلس الملكي يسير عن طريق الظهير الملكي المؤسس للمجلس ، وهذا الظهير يوضح الأمور بشكل لا غبار عليه ، ولكن المشكلة تتمثل في أن عددا قليلا من أعضاء المجلس يريدون أن تكون له مهمة أخرى غير تلك التي هو مكلف بها . *ولكن اسمه هو المجلس الاستشاري ؟! نعم .. لجلالة الملك وليس استشاريا لأطراف أخرى. * ولكن اتخاذ القرار يجب أن يكون بشكل استشاري أيضا؟ اسمع .. نحن نعمل ذلك .. ولكنني سأوضح لك . المجلس تابع مباشرة لجلالة الملك، وله دورتان عاديتان في السنة، وأن اقتضى الأمر تكون له دورات استثنائية إذا وافق جلالة الملك على ذلك . وجدول أعمال الدورات العادية يضعه الرئيس، ولا يصبح نافذا إلا إذا صادق عليه جلالة الملك شخصيا ، هل تعرف معنى المصادقة؟ أنها تعني أن تكون متفقا مع النقاط المدرجة في جدول الأعمال، ثم تعرض هذه النقاط على الجمع العام وفي الجمع العام يناقش الأعضاء ال " 141 " كل ما هو مطروح ، وهذا فقط في إطار الدورة العادية ، ثم نتفق ونصوت على هذه النقاط. ولا توجد أية دورة للمجلس، بما فيها تلك التي عقدت لمناقشة مسألة الحكم الذاتي، إلا وتم التصويت في آخرها .. ثم ترفع توصياتنا إلى جلالة الملك ولا تصبح نافذة إلا إذا صادق عليها جلالته. هذا ليس مجلسا عاديا ولا يمكن للأعضاء أن يقرروا بذاتهم وضع نقاط جدول الأعمال أو اتخاذ توصيات دون أن تكون مدرجة في جدول الأعمال . * هل يعني ذلك أن التوجيهات داخل " الكوركاس " تأتي من القصر الملكي ؟ لا لا .. التوجيهات لا تأتي من القصر، خذ البرلمان مثلا هناك قانون داخلي يحدد كيفية تدخل الأحزاب وكيفية وضع جدول الأعمال، وما أريد قوله هو إن كل مؤسسة مسيرة حسب قوانين والظهير المنظم للمجلس يقول إن الناطق الرسمي باسم المجلس هو الرئيس ولا يمكن لأي عضو آخر في المجلس أن يتكلم باسم المجلس. * اللوائح داخل مجلسكم تنص على ذلك؟ - طبعا .. أضف إلى ذلك أنه لا يوجد أي مشكل في المجلس لأنه يتكون من «141» عضوا من جميع الأحزاب السياسية، يمثلون رجال الأعمال والشباب والنساء والشيوخ التقليديين والمساجين السابقين، هؤلاء مجموعة من الأشخاص المختلفين في الآراء ولكن العمل الذي يقوم به المجلس لا يوجد عليه خلاف لأنه يتعلق بقضية الصحراء، وحينما ندرس قضايانا ندرسها بشكل مهني ومنظم ولا يمكن أن نبحث قضايا غير مدرجة في جدول الأعمال. وبالإضافة إلى الأعضاء الذين ذكرتهم فإن وزير الخارجية عضو في المجلس، وكذلك الحال بالنسبة لوزير الداخلية وجميع محافظي الإقاليم الجنوبية، إذن المجلس يسير بشكل خاص وهناك عدد قليل من الأعضاء لا يوازي " 5% " يريدون تأويل القوانين تأويلا آخر بحيث يكون للمجلس مبادرات، ويقرر جدول أعمال خاصا وهذا لا يمكن، لأن مهام المجلس محصورة في مساعدة جلالة الملك على المحافظة على الوحدة الوطنية والترابية والقيام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والدفاع عن الحكم الذاتي. * وأنا لا أسمح لأي كان بالخروج عن روح ونص قانون المجلس، ولكن من خلال العناوين التي طرحتها قد يختلف أسلوب الأعضاء في ترجمة الوحدة الترابية وغيرها من المسائل التي ذكرت ؟ لا .. أنت إذا كنت عضوا في المجلس ينبغي أن تدرس النقاط المدرجة. * (مقاطعا ) وأنت تضع النقاط المدرجة ؟ مجلس الأمن مثلا لا يمكن أن يدرس أية قضية ما لم تكن مدرجة في جدول الأعمال .. ولو كانت قطر عضوا في مجلس الأمن وهي بالفعل كانت كذلك فلن يكون بوسعها أن تقول إنها تريد إدراج النقطة الفلانية على جدول الأعمال.. هذا لا يمكن. * وماذا لو تقدمت مجموعة أعضاء باقتراح ؟ لا يوجد هذا الشيء.. الرئيس يضع جدول الأعمال وجلالة الملك يصادق عليه، فالقضايا المدرجة إما أن تكون سياسية أو مالية.. والقضايا السياسية هي جزء من القضايا السيادية التابعة لجلالة الملك.. * (مقاطعا) ولكن عفوا هذا يعني أن دور الأعضاء ينحصر في (البصم) على جدول الأعمال فقط ؟ لا لا.. مثلا عندما أدرجنا في دورتين استثنائيتين مسألة الحكم الذاتي لا يمكن لأي مواطن أو برلمان أن يناقش في مسألة الحكم الذاتي الا اذا كان مخولا.. ونحن خولنا ذلك لأن جلالة الملك صادق على أن يكون هذا البند في جدول الأعمال..إذن جلالة الملك يخول لأعضاء المجلس أن يناقشوا هذه النقطة لأنها نقطة سياسية سيادية من الاختصاصات المحضة لجلالة الملك.. وقد ناقشناها في هذا الإطار. في هذا الإطار يجب أن أوضح الآتي.. مناقشاتنا جميعها تكون مغلقة ولا يمكن لأي كان أن يحضر أو أن تكون المناقشات علنية. وأنا كرئيس أفرض على الاعضاء أن يتدخلوا ليدلي الكل برأيه في إطار النقاط المدرجة. * نحن كمراقبين من الخارج نسمع عن الحكم الذاتي كمبادرة للحل ولكن لم يتم تطبيقها حتى الآن.. فمتى سيتم تطبيق المبادرة على الأرض ؟ هذا موضوع آخر.. لقد كان من الضروري أن يكون الحكم الذاتي مجسدا كتابة لانه ليس من السهل تهيئة الحكم الذاتي الذي يعتبر من القضايا العميقة للدولة.. هناك أمور كثيرة يجب تحديدها مثل : ما هي الاختصاصات التي يجب اعطاؤها للمنطقة وما هي الاختصاصات التي ستبقى للدولة وكيف ستكون العلاقة بين السلطات في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعدلية وغيرها. نحن وصلنا إلى توافق في هذه الامور وجلالة الملك صادق على كل اقتراحات المجلس في هذا الميدان ومجلس الأمن وصفها بأنها جدية وذات مصداقية. * باعتبارك معنيا بموضوع الحكم الذاتي.. هل تتوقع أن تتم ترجمته على الارض الواقع في المدى القريب ؟ سأرجع بك إلى الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك في الثالث من يناير الماضي والذي قال فيه إن المغرب لن يبقى مكتوف الأيدي بانتظار أن توافق الجزائر وجبهة البوليساريو على مشروع الحكم الذاتي. * ألا يمكن تطبيقه بقرار مغربي بمعزل عن موافقة الآخرين ؟ هذا ممكن.. ولكنه الآن معروض للتفاوض كوضع نهائي ويجب علينا أن نعطي الوقت الكافي للطرف الآخر ليفكر ويتمعن.. * هل وضعتم في عين الاعتبار أن يكون لجبهة البوليساريو دور مؤثر وفاعل في مشروع الحكم الذاتي في حال وافقت عليه ؟ طبعا.. يمكن لها أن تسير الحكم الذاتي..و يمكن أن يتحول قادتها من تسيير المخيمات إلى تسيير الحكم الذاتي. * وماذا عن تطبيق نظام الجهوية ؟ هذا ما كنت أتحدث عنه.. فجلالة الملك قال انه لا يمكن أن ننتظر طويلا حتى تصادق جبهة البوليساريو على هذا الموضوع، فنحن قبل ذلك سنطبق الجهوية الموسعة.. والآن هناك لجنة تدرس هذا الموضوع. ويمكن القول إن الجهوية الموسعة هي مرحلة تهيئ للحكم الذاتي لأنها تذهب بعيدا في مسألة منح الصلاحيات. * حسنا بصفتك الرئيس والرجل القوي داخل المجلس ألا تتخوف أن تعيد الهيكلية الجديدة تغيير اختصاصات المجلس وصلاحياته أو أن يقوم طاقم جديد بإدارته ؟ طبعا.. المجلس مجلس ملكي وهو رهن إشارة جلالة الملك وبوسعه أن يفعل به ما يريد..بوسع جلالته أن يغيره من أوله إلى آخره وان يغير اعضاءه.. هذا كله يرجع إلى جلالة الملك.. * هل تضعون في اعتباركم إمكانية أن يقوم نزاع مسلح آخر حول مسألة الصحراء إذا استمر الجمود بينكم وبين الجزائر والبوليساريو لفترة طويلة ؟ مضاعفات مشكلة الصحراء أصبحت تهم الجميع خاصة القارة الإفريقية.. فهناك مضاعفات تتعلق بالإرهاب وعدم التحكم في مناطق واسعة تفصل بين إفريقيا جنوب الصحراء وشمال القارة.. وهذا ظاهر في المنطقة التي يمكن وصفها بالرمادية والتي تمتد بين شمال موريتانيا وجنوبالجزائر وشمال مالي والنيجر. هذه منطقة رمادية توجد فيها منظمات ارهابية ولا تحكمها قوانين كما لا تسود فيها سيادة أية دولة مطلقا.. ولذلك فان افغانستان جديدة قد تظهر قريبا جدا في منطقة اقرب جغرافيا إلى المناطق الحساسة. هذه من أبرز مضاعفات عدم حل قضية الصحراء لأن هذه المنطقة بقيت مغلقة لفترة طويلة مما سمح بظهور هذه المنظمات.. وان لم نحل قضية الصحراء في الآجال المنظورة يمكن لهذه التهديدات أن تتضاعف وتؤثر على الاستقرار في القارة الإفريقية.. كما أن عدم حل مشكلة الصحراء يمكن أن يثير الفتن المتعلقة بالقبائل وهي ظاهرة في الصومال والسودان ونيجريا وإفريقيا الوسطى. * نظمت الجزائر مؤخرا مؤتمرا مهما حول محاربة الإرهاب ولم تدع له المغرب رغم كونه دولة مؤثرة في المنطقة.. كيف تعلقون على ذلك ؟ أي مؤتمر في القارة الإفريقية لا يشارك فيه المغرب لن يكتب له النجاح.. المغرب دولة أساسية في إفريقيا مؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية وهي دولة ساعدت جميع المنظمات التحريرية في إفريقيا.. والمغرب رغم انه دولة ملكية إلا أنه كان تقدميا على الدوام.. فالملك محمد الخامس كان يساند مانديلا وجميع المنظمات التي حررت القارة الإفريقية وسار في منهجه الملك الحسن الثاني رحمه الله. المغرب كان دائما في طليعة الدول التقدمية في القارة الإفريقية وفي عالمنا العربي ولن يكتب التوفيق لشيء في هذه القارة دون حضور المغرب. من المضحك أن تكون المنظمة القارية دون المغرب وأن تشارك في نفس تلك المنظمة جبهة البوليساريو. و المغرب له الآن علاقات واسعة مع الدول بطريقة ثنائية.. لقد كنت عضوا في الوفد الذي تفاوض في 2007 على إقرار الخطة المتعلقة بالتفاوض حول الحكم الذاتي وكانت جنوب إفريقيا عضوا في مجلس الأمن وتبين لجنوب إفريقيا انها دولة لا تفقه شيئا عن المغرب وتاريخه. أصبحت منعزلة لوحدها من بين الدول ال " 15 " في مجلس الأمن..فجميع الدول بما فيها الدائمة العضوية صوتت على القرار 1754 الذي اقر المنهجية الجديدة لمجلس الأمن فيما يتعلق بالتفاوض وبقيت جنوب إفريقيا معزولة لوحدها واضطرت في النهاية إلى أن تصوت بالإيجاب على القرار لانها عرفت بأن للمغرب علاقات وثيقة مع الدول الكبرى وأن المغرب له وزن كبير وليس مجرد دولة عادية كالدول الأخرى. ولهذا لن ينجح شيء حول الإرهاب أو الاقتصاد أو السياسة أو الأمن أو الثقافة أو حتى الطبخ.. إلا إذا كان المغرب جزءا أساسيا في القارة الإفريقية وعالمنا العربي والإسلامي.. وهذا ليس مبالغة أو مدحا بل هو واقع تاريخي منذ 1200 سنة اي منذ أن أسس المولى ادريس الدولة المغربية في هذا الجانب الغربي من العالم الإسلامي. * قام كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للامم المتحدة حول قضية الصحراء بزيارة المغرب مؤخرا لبحث إطلاق جولة جديدة للمفاوضات فهل ترون مؤشرات ايجابية قد تساهم في انجاح جولة التفاوض الجديدة ؟ (شوف) نحن الداعين إلى التصالح دائما ونقدم إشارات إيجابية في كل ما هو ممكن أن يؤدي إلى تقريب وجهات النظر.