اهتمت الصحف العربية اليوم الثلاثاء بالاحتفال بعيد العمال، والاجتماع المقرر غدا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والانتخابات الفرنسية، والعلاقات القطرية-السعودية، وزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى المملكة العربية السعودية. ففي مصر، كتبت (الجمهورية) في افتتاحية بعنوان " بالعمل والإنتاج نواجه التحديات" أنه في المرحلة الراهنة من تاريخ مصر، والإجراءات التي يتم اتخاذها للنهوض بالاقتصاد وتحقيق التنمية، جاء احتفال عيد العمال ليؤكد أنه "لا بديل عن العمل والإنتاج وزيادة التصدير والحد من الاستيراد وتشجيع المنتج الوطني لمواجهة التحديات الإقتصادية التي يشهدها العالم بأسره". وقالت إن العامل يمثل أساس العمل والإنتاج ويجسد الدور الكبير للطبقة العاملة في مسيرة البناء والإنتاج ، مبرزة أن مصر "تنتظر الكثير من أبنائها كل في مجاله وعمال مصر هم درع التنمية ومنصة انطلاق المشروعات القومية العملاقة التي تمثل دفعة قوية نحو المستقبل ونحو مستقبل مشرق للبلاد" . أما جريدة (الأهرام)، فكتبت تحت عنوان "ما الذي يريده العرب" أنه مع مرور الوقت يتضح أن الإرهاب وسياسات القوى الإقليمية هما مصدرا التهديد الرئيسيان في الإقليم العربي، فضلا عن التنافس الدولي على الإقليم ككل ، مع استمرار ما يعانيه الإقليم من تداعيات أحداث الثورات العربية منذ 2011. وقالت إن الدول العربية التي تشترك في سمات وخصائص كثيرة يقل وجودها بين أعضاء إقليم واحد او منظمة إقليمية واحدة ، "لا يجمعها شيء ولا تتفق على شيء ، حتى على مرشح عربي واحد لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو لم تتفق عليه بل قدمت الدول العربية أربعة مرشحين، وأظهرت انقساما و استمرارا للاختلاف والخلاف العربي والسعي وراء المصالح الضيقة دونما اعتبار للحظة الفارقة التى يمر بها الإقليم العربي والخطر الداهم الذى يواجه الإقليم بكامله الآن"، كما أنه وحتى عند إدانة جامعة الدول العربية للضربات العسكرية لبعض الدول العربية، لم تتخذ الجامعة موقفا موحدا حيال ذلك ولم تعكس موقفا عربيا واحدا ، ذلك أنه في حين أدانت الضربة العسكرية التركية لشمال العراق ، لم تدن الاختراقات والضربات العسكرية الأمريكية والاسرائيلية لأجواء سوريا. وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد) أنه أيا كانت المواقف المسبقة من اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المقرر يوم غد في البيت الأبيض، ومهما تفاوتت الرهانات واختلفت الآراء والتمنيات، إزاء ما قد يسفر عن هذا اللقاء من مؤشرات تدلل عن سياسة الإدارة الجديدة حيال أقدم الصراعات وأعقدها في المنطقة، فإن ذلك كله لا يقلل من أهمية هذه القمة المعول عليها من غير إسراف في التوقعات، أو التهوين من فاعلية الاشتباك السياسي مع إسرائيل، خاصة في قلب المعترك الأمريكي. وأشارت الصحيفة، في مقال، إلى أن قمة يوم غد هي واحدة من مفاجآت ترامب الفلسطينية، وأن أي نتيجة إيجابية قد تسفر عنها، سوف تعتبر بمثابة مفاجأة أخرى إضافية، بما في ذلك رد الإعتبار للقيادة الفلسطينية، وإعادة الاهتمام بقضية الشعب الفلسطيني، خاصة إذا توقفت إدارة ترامب عن إدارة ملف الصراع، وعزمت أمرها على بدء حله بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ناهيك عن حرمان إسرائيل من اللعب وحدها في الملعب الذي كاد أن يكون حكرا عليها. وفي السياق ذاته، اعتبرت صحيفة (الدستور) أن القمة الأمريكية- الفلسطينية، الأولى بين دونالد ترامب ومحمود عباس، تبدو حاسمة لجهة تقرير وجهة الحركة الأمريكية وتقرير طبيعة الخطوة التالية على هذا المسار، وربما سترسم مسار العلاقة الفلسطينية- الأمريكية ومستقبلها، أقله للسنوات الأربع القادمة، مشيرة إلى أنها "قد تكون المحاولة الأخيرة للرئيس الفلسطيني لانتزاع الدولة من رحم التفاوض ومن على موائده". وأضافت، في مقال لها، أنه سيكون نجاحا للرئيس عباس إن أمكنه إقناع الرئيس ترامب باستئناف المفاوضات من حيث توقفت في "كامب ديفيد" وما تلاها وأعقبها، لكن المهمة، بحسب الصحيفة، تبدو صعبة للغاية مع رئيس (...) من المؤكد أنه يريد أن يبدأ مشوار التفاوض الفلسطيني – الإسرائيلي من نقطة أدنى بكثير من تلك التي بلغها الفلسطينيون في أي مفاوضات سابقة، ودائما لخدمة ترويكا التطرف اليميني، الديني والقومي، في إسرائيل. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الرأي)، في مقال لها، بعنوان "مفاجآت الانتخابات الفرنسية"، أن خلاصة التحليلات المتداولة لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في فرنسا مؤخرا هي أن الرأي العام الفرنسي انفض من حول الأحزاب التقليدية الرئيسية التي كانت تتناوب على الحكم ، "أي أن الشعب الفرنسي صوت ضد المؤسسة الرسمية تماما كما حدث في أمريكا". وأشارت إلى أن هناك إجماع على أن ماكرون سيفوز في الدورة الانتخابية الثانية، ليس حبا فيه بل نكاية بالبديل المتطرف أو خوفا منه، مشيرة إلى أن ممثلة اليمين المتطرف لوبان، ومع أن فرصتها في الفوز بالرئاسة شبه معدومة، سجلت نجاحا في المرحلة الأولى واحتلت الموقع الثاني بين أحد عشر مرشحا وصار لها رأي يؤخذ مأخذ الجد. وفي قطر، اهتمت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها، بالزيارة التي قام بها أمس الاثنين أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة العربية السعودية، حيث أجرى بجدة مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وفي هذا الصدد، اعتبرت (الوطن)، تحت عنوان " قطر والسعودية.. دور عظيم للتصدي للتحديات"،أن هذه الزيارة "تمثل منطلقا أساسيا لاضطلاع كل من قطر والسعودية بدور مشترك في حلحلة العديد من النزاعات والأزمات التي تمر بها المنطقة العربية حاليا"، و"فرصة جديدة لتعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية الشامخة بين البلدين الشقيقين". وتحت عنوان "لقاء الأشقاء"، كتبت (الراية) أن هذا اللقاء يعكس "تبادل الرأي والمشورة على مستوى القيادتين"، مشيرة الى أن العلاقات بين البلدين "تشهد تطورا كبيرا (..) على جميع الأصعدة خاصة في التعاون مع جميع الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتعزيز وتنمية العلاقات في كافة المجالات" . وسجلت أن الزيارة، التي تأتي في هذا التوقيت بالذات وبعد نحو خمسة أشهر من زيارة كان قام بها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لقطر ضمن جولة خليجية له، تكتسي "أبعادا سياسية" وتندرج في إطار جهود التنسيق الخليجي لبحث القضايا الملحة في المنطقة و"تأصيل" العلاقات التاريخية والمصير المشترك المحكوم بأواصر المحبة والأخوة والقربى. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الشرق)، تحت عنوان " قطر والسعودية..علاقات أخوية ورؤية استراتيجية"، أن العلاقات الثنائية "تتميز بالقوة والثبات"، و"تمثل النواة الصلبة، ليس لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي فحسب، بل للنظام العربي بأكمله"، مشيرة الى أن "قطر والسعودية دولتان محوريتان ومهمتان تمثلان صمام الأمان في المنطقة، ولديهما ثقل دولي، وترسخان العمل المشترك، والتعاون بما يحقق تطلعات شعوب منطقة الخليج والمنطقة العربية بأسرها". وفي البحرين، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) وجود طرق مختلفة في تحقيق الإثراء للمواطن خارج حسبة الرواتب، مستطردة أن التفكير فيها بطيء جدا ويجب تفعيله وتسريعه، ومؤكدة أن "القرار الموفق بتمكين موظفي الدولة من فتح سجلات بحدود مدروسة، ليس سوى فكرة واحدة بسيطة كان يجب الانطلاق بها منذ زمن". وشددت الصحيفة على أن ملفات سوق العمل، والأجور، والدخل الإضافي لموظفي الدولة، تحتاج إلى دراسات إستراتيجية تقدم فيها الحلول والابتكارات، "لأنها مع مرور الوقت تتحول إلى أزمات خانقة وماحقة، لا يمكن التخلص منها بسهولة أبدا"، منتقدة "الثقة الضعيفة في ابن البلد"، و"الهوس في توظيف الأجانب برواتب خيالية، بإمكانها أن توظف عددا لا بأس به من الكفاءات الوطنية وبرواتب مجزية". وفي جانب آخر، قالت صحيفة (الأيام) إن مؤسسات المجتمع المدني تلعب دورا مهما في معرفة احتياجات المجتمع والوصول إليها وتكملة أدوار الدولة في مختلف المجالات وتخفيف جزء من الأعباء عنها باعتبارها وسيلة شعبية للتكافل الاجتماعي، حتى أصبح البعض منها بحجم المؤسسات والوزارات في تأثيرها وتمويلها وإدارتها، موضحة أنه على الرغم من تنوع مؤسسات المجتمع المدني واختلاف أهدافها وإطارها القانوني إلا أنها تشترك فيما بينها بأنها تستقل عن القطاع العام والخاص في تكوينها وإدارتها ونشاطها، الأمر الذي يشكل ميزة تمنح أعضاءها تمثيلهم في الجوانب المتعلقة بحقوقهم. وأبرزت الصحيفة أن الشباب البحريني ساهم في دعم القضايا الوطنية والاجتماعية في العديد من المحافل، وأن الرهان الأساسي على عاتق إدارات مؤسسات المجتمع المدني في استقطاب الشباب القادر على تفعيل وتنشيط هذه المؤسسات، وتمكينه من القيادة ولعب الأدوار الرئيسية فيها، مع اعتبار أن التمكين الاجتماعي للشباب تسبقه مرحلة لا تقل أهمية، تتمثل في ضرورة تأهيله وتدريبه على مختلف مجالات التطوع وتزويده بالمعلومات التي تمكنه من استثمار طاقاته ونقاط قوته وبث الثقة فيه حتى يشعر بأنه أصبح جزءا لا يتجزأ من منظومة المؤسسة. وفي السعودية، توقفت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها عند زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى المملكة العربية السعودية أول أمس الأحد، مبرزة أن "الحكومة الألمانية تنظر إلى المملكة كشريك وحليف استراتيجي، بالنظر إلى ثقل المملكة السياسي والاقتصادي إقليميا ودوليا، مثلما تنظر الرياض إلى ألمانيا، التي تشكل واحدا من أهم الاقتصادات العالمية الغربية إلى جانب ثقلها السياسي في عديد من الملفات". وأبرزت الافتتاحية وجود "رغبة مؤكدة من الجانبين لتعزيز التبادل التجاري خلال الأعوام القليلة القادمة إلى معدلات كبيرة تليق بمكانة اقتصاد البلدين، وثقلهما السياسي والتجاري والأمني، خاصة بعد الشروع في برامج الرؤية السعودية، والتي لابد وأنها ستكون المحفز الأكبر للاقتصاد الألماني عبر مؤسساته وشركاته للدخول بقوة في برامجها الاستثمارية". وفي موضوع آخر، أوردت يومية (الرياض) مقالا شدد كاتبه على أن اتفاق منظمة (أوبك) على تخفيض الانتاج في فاتح يناير 2017، "أثبت عجزه عن إبقاء الاسعار طويلا فوق 55 دولارا، بل إن إنتاج النفط التقليدي وغير التقليدي الذي تراجع سابقا عاد مرة اخرى للارتفاع، مما نتج عنه استمرار ارتفاع المخزونات النفطية. ورغم ذلك، يضيف الكاتب، مازالت (أوبك) تنوي تمديد الاتفاق الى نهاية 2017". واستبعد الكاتب أن يتقلص المعروض في المستقبل فيما سيسهم ارتفاع الأسعار في إغراق الأسواق ليبقى خيار الأسعار السوقية التي تدعم الطلب هو الأفضل، مؤكدا أن "ارتفاع الطلب عند اسعار السوق، يقلص من الإنتاج المكلف ويسمح للسعودية باستثمار ميزتها النسبية، حيث إن دولارا واحدا اليوم أفضل من 10 دولارات 20 عاما من الآن، وهذا أيضا ينطبق على الطلب حتى وصوله إلى ذروته بحلول 2040". وفي شأن آخر، نشرت يومية (عكاظ) مقالا أبرز كاتبه الجهود التي تضطلع بها المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب على الصعيد الدولي، وذلك "بعد أن أدركت حكومتها أن خطر الإرهاب لا يزال قائما ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم، وهو الأمر الذي تصدت له المملكة بإطلاق مبادرة عالمية هي الأولى من نوعها لمكافحة الإرهاب بالإعلان عن تكوين تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب". وأضاف الكاتب أنه وبعد الإعلان عن التحالف، "أسست المملكة مركزا للعمليات المشتركة بمواصفات ومقاييس عالمية ومبهرة في الرياض، ليكون مركزا قادرا على تنسيق جهود الدول في مكافحة الإرهاب بفعالية وبكفاءة عالية"، مضيفا أن مركز العمليات المشتركة يمثل "المرصد الإلكتروني الأهم في العالم لمكافحة الإرهاب عبر الإنترنيت لما يحتويه من برامج متطورة ومتقدمة في الرصد والتحليل للظاهرة الإرهابية".