سلطت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الإثنين، الضوء على فعاليات القمة الإسلامية- الأمريكية بالعاصمة السعودية الرياض ولقاء القمة بين الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس دونالد ترامب والحرب على الإرهاب والتطرف وردود الفعل إزاء الهجوم على قاعدة براك الشاطئ الجوية في جنوب ليبيا والانتخابات النيابية في لبنان. ففي مصر ، كتبت جريدة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "رسالة البداية واستراتيجية المواجهة" أن القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالعاصمة السعودية بالرياض بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يقوم بجولته الخارجية الأولى، نجحت في استقطاب أنظار الأسرة الدولية بأسرها ليس فقط للحضور الكبير للقادة والزعماء والرؤساء من الدول ولكن لأنها تترجم على أرض الواقع علامة فارقة تعكس الإرادة الدولية والتنسيق المشترك للقضاء على الإرهاب والتطرف وتصفية منابعه. وقالت إن القمة التاريخية توجت بكلمة مصر التي ألقاها الرئيس السيسي وتناولت الرؤية المصرية لحل أزمات المنطقة وصياغة الاستراتيجية الشاملة لمواجهة خطر الإرهاب في خطوات محددة تحقق وقف تمويل التنظيمات الإرهابية أو مدها بالسلاح والمقاتلين أو توفير الملاذ الآمن لرءوسها المدبرة. وأضافت أن هذه الرؤية التي تتبناها الدول المشاركة بالقمة ستساندها وتدعمها الأسرة الدولية بالكامل لتنطلق من أرض السلام والأديان السماوية بشائر النصر ضد أهل الشر وتفكيك الإرهاب من أجل التنمية والرخاء. وفي موضوع ذي صلة، اعتبرت جريدة (الأخبار) في مقال بعنوان "ترامب.. والعرب والمسلمون" أن الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض حدث خارج الإطار المألوف الذي درج عليه الرؤساء الجدد للولايات المتحدةالأمريكية، الذين اعتادوا أن تكون أول زيارة لهم للخارج إلي الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في أوروبا، ولكنه توجه إلى الشرق الأوسط والدول العربية في إشارة لها معنى ودلالة مهمة، فضلا عن عدم اقتصار الزيارة على الشأن السعودي - الأمريكي وامتد للاهتمام وبحث الشأن الخليجي والتهديدات الإيرانية والاضطرابات الجارية بالمنطقة بصفة عامة واليمن علي وجه الخصوص. وفي قطر، أجمعت افتتاحيات ومقالات رؤساء تحرير (الوطن) و(الراية) و(الشرق) و(العرب) على أهمية مباحثات الرياض وخلاصاتها سواء ما تمخض منها عن قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، أو القمة العربية الإسلامية الأمريكية أو القمة السعودية الأمريكية، مركزة ضمن تحليلاتها على لقاء الرئيس الأمريكي بأمير دولة قطر وبالعلاقات بين البلدين ودور الدوحة في محاربة الإرهاب ردا على وما وصفته ب"الحملة الإعلامية المغرضة" الموجهة ضد قطر في هذا الشأن. فعن الدور القطري في محاربة الإرهاب والرد على المشككين، التقت (الوطن) و(الراية) و(الشرق) عند اعتبار ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي من أن "قطر شريك مهم جدا في مكافحة الإرهاب"، يمثل "صفعة قوية في وجه أهل الإفك وأصحاب الادعاءات الباطلة، الذين يتهمون قطر، كذبا وبهتانا، بالتعاطف أو تجاهل أفعال الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط"، و"اعتراف عالمي بدور قطر في محاربة الإرهاب"، وأيضا "أبلغ رد على ما يتم بثه من مقالات إعلامية من قبل عدد من المنظمات التي تعمل ضد قطر". أما عن القمم الثلاث وأهميتها على مستوى السياق الدولي والإقليمي وعلاقات الدول المشاركة بالولاياتالمتحدة، فاعتبرتها صحيفة (الوطن) تأسيسا ل"مرحلة جديدة تدخلها العلاقات العربية والإسلامية، مع الولاياتالمتحدة الأميركية "، بينما وصفها مقال لرئيس تحرير صحيفة (الراية ) بأنها كانت "معمقة، وتناولت بكل وضوح وصراحة العلاقات بين الجانبين"، و"جرت في مناخ مفعم بالمحبة والصداقة، وأجواء حميمية"، وأن كلمة "ترامب في القمة العربية الإسلامية الأمريكية كما توقع لها الكثيرون كانت تصالحية وشاملة". لكنه استدرك بالقول إن الرئيس الأمريكي وإن كان اعتبر السلام أمرا "ممكنا بما في ذلك بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أنه لم يوضح آليات ذلك، ولم يذكر حل الدولتين، بل ترك الأمر مبهما"، وأن "ما يؤخذ عليه تصنيف حركة حماس، وهي حركة مقاومة إسلامية وطنية، على أنها حركة إرهابية، في انحياز فاضح وصارخ لإسرائيل". وفي مقال بصحيفة (العرب) تحت عنوان "تقارب مع ترمب لكن مواقفه لا تزال غامضة"، اعتبر الكاتب الصحفي عبد الوهاب بدر خان أن الأولويات الأمريكية والعربية ليست بنفس الترتيب، وأنه إذا كانت تبدأ لدى العرب "بمواجهة إيران بالنسبة إلى بعض، وتتفاوت عند بعض آخر" فإنها لدى "إدارة دونالد ترمب تبدأ حاليا ب"ضرب الإرهاب الأصولي" ويليها "ردع إيران"، مشيرا الى أن "الغموض لايزال سائدا في الاستراتيجية الأمريكية" بالنسبة إلى أزمات ( فلسطين، وسوريا، والعراق، واليمن، وليبيا ومكافحة الإرهاب)، و"كذلك في الخيارات المطروحة لحل ها وكل الدول المعنية أقل أو أكثر بهذه الأزمات (..) تبدو منتظرة لواشنطن، وتعتقد أن لدى ترامب إرادة لتحريك الملفات، أما كيف سيتصرف فلا وضوح على الإطلاق". واعتبر الكاتب أن "اللافت في المواقف الأمريكية من سورياوالعراق واليمن وليبيا أنها غير مكترثة بشعوب هذه البلدان ومعاناتها من الحروب والصراعات التي دمرت اقتصاداتها واستقرارها، وإذ تبدو منخرطة في محاربة (داعش) و(القاعدة) إلا أنها م حج مة عن الدفع بالحلول السياسية التي ت عتبر ضرورية ومكملة للجهد الحربي"، وأن "الانطباع السائد أن أمريكا تخوض حربها على الإرهاب تاركة خياراتها السياسية مفتوحة"، لافتا الانتباه الى أن "ما يجب عدم نسيانه أن أمريكا ترمي في نهاية المطاف إلى استقطاب إيران لا إلى تدميرها". وفي البحرين، قالت صحيفة (الأيام) في افتتاحية بعنوان: "البحرينوالولاياتالمتحدة.. عهد جديد من الشراكة"، إن لقاء القمة بين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس دونالد ترامب في الرياض، يدشن عهدا تاريخيا جديدا من الشراكة بين المنامةوواشنطن، مشيرة إلى أن الرئيس ترامب " كان صريحا وواضحا خلال الاجتماع عندما أكد أن العلاقات بين البلدين ستتطور وتزداد قوة، ولن تشهد أي توتر بعد الآن في عهد الإدارة الجديدة". وكتبت الصحيفة أن تأكيد الرئيس الأمريكي تطلعه إلى إقامة علاقات طويلة المدى مع البحرين، يرسم ملامح مرحلة قادمة تسير فعلا في اتجاهها الصحيح والسليم، بالنظر لما يربط البلدين من علاقات إستراتيجية وتاريخية، مبرزة أن البحرين حريصة، بشدة، على تطوير هذه العلاقات، وهي ثقة أن "التفاهم والتعاون والعمل المشترك سينعكس إيجابا ليس على العلاقات الثنائية فقط، وإنما على استقرار وازدهار المنطقة". ومن جهتها، قالت صحيفة (الوطن) إن الرئيس ترامب كان صريحا جدا، واعترف بأنه بالفعل شابت علاقة أمريكا مع البحرين توترات، وأن المستقبل لن يشهد توترات في هذه العلاقة، بل عملية تعاون وتفاهم وبناء وعمل مشترك، موضحة أن ترامب يتعامل سياسيا وفق ما تقتضيه مصلحة بلاده العليا، والتي ترفدها عملية مد علاقات وجسور تعاون مع "الحلفاء الصادقين الذين يقدرون قيمة الصداقة والثقة، ومن ضمنهم البحرين ودول الخليج العربي". وبعد أن أشارت الصحيفة إلى أن اللقاء التاريخي بين قائدي البلدين تكلل باتفاق هام تمثل في تمديد اتفاقية التعاون الدفاعي بين البحرينوالولاياتالمتحدة، قالت إن الأيام القادمة "ستدفعنا لتحليل المزيد من نتائج الزيارة التاريخية للرئيس ترامب، ومشاركته في القمم التاريخية مع قادة دول مجلس التعاون وقادة العالمين العربي والإسلامي، لما لها من أهمية وانعكاسات مؤثرة على العديد من الملفات". ومن جانبها، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن الرئيس ترامب "نسف تماما سياسة سلفه أوباما، بل ولقن معسكره درسا في كيفية الحفاظ على المصالح القومية للولايات المتحدةالأمريكية وحلفائها"، مشيرة إلى أن ترامب قال خلال لقائه عاهل البلاد إن العلاقة مع البحرين سوف تقوى، ولن تشهد أي توتر بعد اليوم، وفي المقابل أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة تاريخية العلاقات بين البلدين، وأنها قائمة على قاعد صلبة من الثقة والتفاهم المشتركين. وأبرزت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية نجحت نجاحا كبيرا في تنظيم القمم الثلاث وفي دعوة الإدارة الأمريكية للحضور، وفي تمثيل دول الخليج والدول العربية والإسلامية كقاعدة حقيقية وعريضة من العالم، وفي "إثبات ما تتمتع به الرياض من قوة وما تمثله من ثقل كبير إقليميا ودوليا لا بد أن يدفع أي دولة عظمى في العالم إلى الانتباه إلى هذه الحقيقة والتعامل معها والتسليم بها من أجل التعامل مع العالمين العربي والإسلامي ومن أجل المرور إليهما". وفي السعودية، كتبت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان "وثيقة التصدي للإرهاب" أن المملكة العربية السعودية "كانت وما تزال تحارب الإرهاب بكل صوره وأشكاله ودوافعه، ونجحت أيما نجاح في القضاء على عناصره ومازالت"، مبرزة أن "الدور السعودي في مكافحة الإرهاب لم يقتصر على مجابهته داخل المملكة، بل تعدى الحدود إلى دول الجوار ودول العالم من خلال تجنيب دول العالم عمليات إرهابية كانت من الممكن أن تكون كارثية". وقالت الصحيفة إن القمة العربية الإسلامية الأميركية التي اختتمت أشغالها مساء أمس بالرياض وحضرها الرئيس الأمريكي ورؤساء ووفود نحو 55 دولة من العالمين العربي والإسلامي وضعت الأسس السليمة لمحاربة الإرهاب على كافة الأصعدة، وهو الهدف الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تعاون شامل وفاعل يقضي على هذه الظاهرة التي أصبحت عثرة في طريق التنمية المستدامة التي ينشدها الجميع. وفي نفس الموضوع، كتبت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها تحت عنوان "قمم الرياض والأزمات العالقة" أنه "لا شك أن القمم الثلاث المنعقدة خلال اليومين الماضيين في الرياض بمشاركة الرئيس الأمريكي رونالد ترامب الذي اختار العاصمة السعودية محطة أولى لزياراته الرسمية بعد دخوله البيت الأبيض، تشكل منعطفا هاما وحيويا لتعزيز استقرار المنطقة العربية وأمنها، وهي قمم بحثت الأزمات التي تشهدها المنطقة ودرست السبل الكفيلة بحلها". وأشارت في هذا الإطار إلى أن "محادثات الزعماء العرب والمسلمين مع الإدارة الأمريكية تظهر مدى جسامة الأخطار المحدقة بدول المنطقة، من جراء التدخل الإيراني السافر في شؤونها والذي أدى إلى إطالة أمد الأزمات القائمة في بعض دول المنطقة ومنها سورياوالعراق واليمن، وهو تدخل لم يشعل الحروب في تلك الدول فحسب، وإنما أدى إلى صعوبة وتعقيد الحالات المتأزمة في تلك البلدان، وزاد بالتالي صعوبة الوصول إلى الحلول السلمية لتلك الأزمات". وتحت عنوان "الرياض تصنع المستقبل" كتبت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها أن زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة في أولى محطاته الخارجية، واستضافة المملكة لثلاث قمم في يومين، واحتشاد زعماء أكثر من 50 دولة، أكدت أن الرياض غدت مركزا عالميا لصناعة القرار الدولي، ومحطة أساسية ومحورية في بناء التحالفات، وحجر الأساس في مواجهة التطرف ونبذ العنف وتكريس السلام العالمي". وأضافت أن هذه "التحالفات السياسية والأمنية عندما تدعمهما رؤى اقتصادية واستثمارية ضخمة، فإنها ترسم أفقا مبشرا بغد فضل"، مؤكدة أن المملكة العربية السعودية لا تقدم مستقبلا واعدا وطموحا لأبنائها فقط، بل تكرس السلام العالمي، وتدعم الاقتصاد الدولي، وتساهم في تحسين الوضع الإنساني في مختلف أنحاء العالم بوعي ومسؤولية وشراكة أصيلة". وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحية بعنوان "رسالة عالمية إلى إيران" أن القمم التي تم عقدها في الرياض، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعشرات الزعماء، والشخصيات الممثلة لدول عربية وإسلامية، وجهت رسالة واضحة إلى إيران، وهي رسالة لا بد أن تقرأها طهران بشكل جيد . واعتبرت الصحيفة أن هذا الموقف العالمي، على مستوى العالم العربي والإسلامي، وعلى مستوى الولاياتالمتحدة، وما تمثله أيضا على مستوى الغرب وتحالفاتها الأخرى، موقف محدد النقاط، ويتمحور في المحصلة، على ضرورة توقف إيران عن سياساتها . وأكدت الافتتاحية أن سياسات إيران التي تعبث بدول عربية، مثل العراقوسورياولبنان واليمن، وتدعم جماعات إرهابية، وتشعل نيران الأزمات في كل مكان، وتتطاول على العالم العربي، وتسعى لمس أمن دول الخليج العربي، سياسات لا بد أن تخضع لمراجعة كبيرة من جانب إيران، خصوصا، مع هذه الرسائل التي أبرقها العالم عبر الرياض . ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الوطن)، في افتتاحية بعنوان "قمم إعادة المسار الصحيح"، أن السلبية التي تعاطت بها الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما، قد أسبغت نوعا من الفتور على العلاقات التاريخية المتينة سواء بين واشنطن ودول المنطقة، أو بين واشنطن والعالم الإسلامي، وكان من آثارها السلبية تلك التمديد بحكم الأمر الواقع للعديد من الأزمات التي تعاني منها دول عدة وتنعكس أخطارها على الشرق الأوسط والعالم برمته . ولاحظت الافتتاحية، أنه، اليوم وفي ظل الإدارة الأمريكيةالجديدة، وخاصة الزيارة التاريخية لدونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، والنتائج الإيجابية التي أثمرتها سلسلة من القمم بين الولاياتالمتحدة والمملكة، وكذلك مع قادة وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، و رؤساء العالم الإسلامي، تكون الصفحة السلبية لإدارة أوباما قد انزوت وطويت إلى غير رجعة، واستعيدت العلاقات والتحالفات التاريخية وفق اللازم. وأوضحت أن من نتائج هذه القمم التوافق القوي على محاربة الإرهاب، ومنع التدخلات الإيرانية العدوانية في شؤون المنطقة، وبالتالي مكافحة المليشيات التي تتبع لها، خاصة أن إيران تواصل استنزاف شعوب عبر تلك المليشيات الإرهابية وتسليحها وتقديم كل أدوات الموت والقتل لها، مضيفة أن "القمم التي استضافتها المملكة، تؤسس لعهد جديد من التعاون الدولي الذي تحتاجه الشعوب والمنطقة والعالم، وهي نقلة كبرى في العلاقات الدولية سوف يبنى عليها الكثير من التعاون والتعاضد المشترك لتحقيق الأهداف الواجبة". أما صحيفة (الخليج)، فاعتبرت في مقال بعنوان "الرد على مذبحة براك الشاطئ" أن ºما جرى في قاعدة براك الشاطئ الجوية في جنوب ليبيا قبل أيام لم يكن صدفة أو مجرد عمل طائش وغير مسؤول قامت به زمرة من المسلحين غير المنضبطين، بل هو عمل مخطط ومقصود يهدف إلى نسف كل الجهود العربية والدولية لوقف نزيف الدم الليبي ووضع حد للفوضى التي دمرت البلد وأنهكته ونهبت مقدراته وحولته فريسة للإرهاب الذي بات يهدد كل دول الجوار وما بعدها . وأكدت أن هذه الجريمة يجب أن تكون درسا للقوى الليبية الوطنية، السياسية والعسكرية التي تسعى للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية بدعم حقيقي من بعض الدول العربية التي تحرص على ليبيا وشعبها. وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي) أن قمم الرياض الثلاث التي عقدت يومي السبت والأحد الماضيين بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جهة والقيادة السعودية وزعماء عرب وقادة مسلمين من جهة ثانية، فجرت مخاوف إيران إلى أقصى درجة، حيث تعاملت طهران مع هذا الحدث غير المسبوق في علاقات واشنطن مع العالم الخارجي على أنه تحالف دولي وإقليمي هدفه محاصرة نفوذها في المنطقة وإضعافه أو إنهاءه. وأضافت الصحيفة، في مقال لها، أن ما يزيد من درجة تلك المخاوف الإيرانية هي المعلومات المتواترة عن بناء تصور عسكري بتعاون إقليمي يضعف التمدد الإيراني "والمليشيات الشيعية" التابعة في الأراضي العراقية المجاورة لسوريا وفي سوريا نفسها ، مبرزة أن المعلومات تتحدث عن أن الغارة التي شنتها، يوم الخميس الماضي مقاتلات أمريكية على 26 آلية تابعة لقوات الأسد والقوات المتحالفة تأتي في إطار فرض "حزام آمن" أو "منطقة آمنة" داخل سورية، بقوة الأمر الواقع، تحت مسمى "منطقة تخفيض الصراع". وفي السياق ذاته، تحدثت صحيفة (الدستور)، في مقال لها، عن إيران بعد زيارة ترامب إلى السعودية، والرسائل التي تم إبراقها إلى طهران عبر القمم الثلاث، السعودية - الأمريكية، والخليجية - الأمريكية، والعربية الإسلامية- الأمريكية، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن تتعامل إيران مع هذه الرسائل، باعتبارها مجرد "رسائل عتب" تنهمر من العرب والمسلمين والعالم. وفي هذا الصدد، تساءلت الصحيفة كيف سترد إيران على هذه الرسائل، "خصوصا أن الواضح أن مابعد القمم الثلاث مختلف عما قبلها، والأرجح أن هناك ترتيبات عربية إسلامية أمريكية، بشأن ملفي إيران والإرهاب"، مضيفة أنه يستحيل أن تنتهي هذه القمم بمجرد بيانات ختامية، وتعبيرات سياسية، سبق أن قيلت مئات المرات على ألسن مسؤولين عرب وأجانب. من جهتها، كتبت صحيفة (الغد) أن بناء جبهة سياسية واستراتيجية ضد الإرهاب حاجة وضرورة، قد تفضي إلى حسم ملفات استراتيجية مزمنة خلفها الفراغ العربي الذي ساد حيال الصراعات في المنطقة وعلى رأسها استعادة العراق إلى العالم العربي، وتخفيف وطأة النفوذ الإيراني، وإطلاق عقلانية سياسية عربية جديدة تنقل النظام العربي الهش والمريض من موضوع مطروح على طاولة النقاش إلى طرف فاعل وأساسي في النقاش على مستقبل المنطقة. وأشارت الصحيفة، في مقال، إلى أن الحرب على الإرهاب والتطرف وصناعة الطوائف يجب أن تكون عربية بالدرجة الأولى، مشيرة إلى أنه على الدول التي ساهمت في زراعة هذه الظاهرة ونموها وتصنيعها أن تدرك حجم الأثمان التي ستدفع ليس من قبل هذا الجيل، وحسب، بل ومن الأجيال القادمة. وأضافت أن الوقت قد حان لإعادة تعريف الإرهاب وإعادة تعريف الإسلام السياسي الجديد ووضع حدود فاصلة بين من يريد أن يمارس الديمقراطية باستخدام مضامين إسلامية سلمية، وبين من يستخدم الإسلام للقتل والترويع. وبلبنان، اهتمت (الجمهورية) بالمشهد الإقليمي، معلقة على القمم التي استضافتها المملكة العربية السعودية ونتائجه، قائلة إن خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس بالرياض خلال القمة العربية الإسلامية الأميركية "نقل المنطقة إلى مرحلة مواجهة مع إيران"، والتقى، وفق الصحيفة، في الموقف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الدعوة إلى "عزل طهران وإدراج (حزب الله) على قائمة التنظيمات الإرهابية ووضعه في الخانة نفس ها مع (داعش)". أما (الديار) فاعتبرت أن الأنظار شاحت خلال اليومين الماضيين عن قانون الانتخابات النيابية المتعثر، وتركزت على الرياض حيث عقدت قمة إسلامية - أميركية، "يبدو أنها سترفع منسوب التوتر والاحتقان في المنطقة، بعد التصويب المباشر والعنيف من منصتها على ايران، بالتزامن مع إدراج اسم رئيس المجلس التنفيذي في (حزب الله) هاشم صفي الدين على لائحتي الارهاب، السعودية والأميركية. من جهتها قالت (الأخبار) إن ثلاثة ملفات تشغل الداخل اللبناني هي قانون الانتخابات النيابية "الذي لم ينجز منه شيء"، والتجديد لحاكم مصرف لبنان المركزي المحكوم بمقايضة تناقش خلف الكواليس، ونتائج قمة الرياض التي "سارع لبنان الرسمي إلى التبرؤ منها". وبخصوص ملف التجديد لحاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الذي يطبخ على نار هادئة، وفق الصحيفة، أشارت الى عدم وجود توافق حوله في الآونة الأخيرة ظهر في حذر رئيس الحكومة سعد الحريري من إدراجه على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة، تفاديا لأي اشتباك مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وفي ما يتعلق بالقمم التي احتضنتها الرياض، ذكرت الصحيفة أن المناخ المرافق للقمم الثلاث أثار الكثير من الحذر اللبناني، لناحية التداعيات التي يمكن أن تنجم عنها، خصوصا أن العناوين التي حملتها "استهدفت (حزب الله) مباشرة، وبحضور الوفد اللبناني الذي ترأسه رئيس الحكومة سعد الحريري". وأوضحت أن الأوساط السياسية قاربت هذا الواقع من وجهات نظر متعددة، يميل أغلبها إلى "التشاؤم" من أن يكون لبنان واحدا من الساحات التي "ستترجم فيها مقررات هذه القمم"، ما سيؤثر سلبا على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية فيه، وخاصة أن هذه المواجهة تتزامن مع العقوبات الأميركية التي تستهدف القطاع المصرفي اللبناني بذريعة محاصرة (حزب الله)